إسرائيل حزينة لسقوط مرسي “حامي حدودها والمسيطر على حماس”

يراقب الإسرائيليون التطورات المصرية المتسارعة عن قرب، خصوصًا بعدما عزل الجيش محمد مرسي، الذي ترى تل أبيب أنه كان حاميًا لحدودها، ليس بدافع الحب وإنما بدافع المصالح الاستراتيجية.

وتهيمن حالة من الترقب في إسرائيل، التي ترتبط بحدودها مع مصر في الجنوب، جراء ما شهدته مصر خلال الأيام القليلة الماضية من أحداث، ويراقب الإسرائيليون كل التطورات الحاصلة في مصر الآن عن قرب، خاصة بعدما أقدم الجيش على عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي نزولًا عند رغبة الملايين من المعارضين.ومع رحيل مرسي، بدأ الإسرائيليون يلجأون إلى فايسبوك وتويتر من أجل مراقبة الوضع المتفجّر في مصر، ويشاهدون التلفزيون في المساء لمتابعة الحشود المتجمعة في ميدان التحرير، وسماع ما يقوله المحللون بخصوص مستقبل العلاقات المصرية – الإسرائيلية.ورغم حدوث بعض المناوشات بين الوقت والآخر، إلا أن الحدود ظلت هادئة منذ أن تم التوقيع عام 1979 على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، التي أنهت دورة من إراقة الدماء على مدار 30 عامًا.مرسي بدد المخاوف لفتت في هذا السياق صحيفة يو إس إيه توداي الأميركية إلى أن الأيام لم تثبت المخاوف، التي كانت تنتاب إسرائيل من أن حكومة مرسي، التي ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين، سوف تنتهك اتفاقية السلام، أو على الأقل تقوم بمساعدة حركة حماس، عدوة إسرائيل في قطاع غزة.

ومضت الصحيفة تنقل عن روث وازرمان لاندي، النائب السابق لرئيس البعثة في السفارة الإسرائيلية في القاهرة، قوله: “كان يخشى كثيرون من أن يتعامل مرسي، وهو مسلم سني ومنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، بتساهل مع عنف حماس ضد إسرائيل، لكن ذلك لم يتضح”.

وأضاف لاندي أنه وبدلًا من أن تقوم مصر بفتح حدودها مع قطاع غزة المغلق للسماح بحدوث تدفق كامل للأشخاص والبضائع، فقد كانت تقوم مصر بين الحين والآخر بتعزيز حصارها. كما قامت بتدمير العديد من الأنفاق، التي كان يستعين بها الغزيون من قبل لتهريب كل شيء بدءًا من الطعام وانتهاءً بالسلاح.كما حاولت مصر منع نشاط الخلايا الإرهابية في سيناء، وإقامة منطقة عازلة بين مصر وإسرائيل. وعاود لاندي ليقول “لم يكن ذلك من دافع الحب لإسرائيل. بل إنها المصلحة الإستراتيجية لمصر للإبقاء على سيناء خالية من حماس والقاعدة، ولهذا قامت بخطوات حاسمة”.العلاقات مستمرة ولكن..وأضاف لاندي إنه لا يوجد ما يدلّ على أن علاقات مصر العسكرية القوية مع إسرائيل، التي استمرت في عهد مرسي، لن تتواصل، لكن الأمر مرتبط بما سيقوم به الجيش على صعيد المراقبة على طول الحدود.

وتوقع إيلي بوده، أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية، بأن تنشغل الحكومة العسكرية الجديدة في مصر بالمشاكل الداخلية، مضيفاً “المشكلات متوطنة ومرتبطة بالديموغرافيا. وهناك مشكلة غذاء. ويعيش حوالي نصف المصريين دون خط الفقر. وهناك نقص في البنزين والأطعمة الأساسية والأسعار مرتفعة”.

وأشارت أدفا كلاين، إحدى سكان كفار عزة في كيبوتز، التي تقع على بعد ميلين من الحدود الفاصلة بين غزة وإسرائيل، إلى أنها تشعر وجيرانها بحالة من عدم الارتياح جراء انتقال السلطة في مصر على هذا النحو. وأضافت “يخشى كثيرون منا أن تشتعل الأوضاع، لأن مرسي لم يعد في السلطة”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.