قال توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط، إن الأحداث التي أدت إلى إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسى جعلت المؤسسة العسكرية أمام خيار بسيط إما التدخل أو الفوضى.
وأضاف بلير فى مقال له بصحيفة “الأوبزرفر” البريطانية “صحيح أن خروج 17 مليون شخص في الشوارع ليس مثل الانتخابات إلا أنه مظهر رائع لسلطة الشعب، وهى تعادل خروج 13 مليون بريطاني تقريبا، ففكروا في هذا الأمر للحظة، صحيح أن الجيش لم يكن ليتدخل في بريطانيا لو شهدت أمرا مماثلا، لكن الحكومة لم تكن لتبقى أيضا”، وانتقد بلير الإخوان المسلمين، وقال إنهم لم يستطيعوا التحول من حركة معارضة على حكومة. صحيح أنه من الممكن لأن تحكم الحكومات بشكل سيئ أو جيد أو متوسط، لكن هذا الوضع مختلف، فالاقتصاد توقف، والنظام والأمن العادى قد اختفى، والأجهزة لا تعمل بكفاءة، رغم أن الوزراء أدوا لأفضل ما عندهم. ويقول بلير إنه التقى قبل عدة أسابيع بوزير السياحة، ويعتقد أنه كان ممتازا ولديه خطة لإحياء مصر. وكان قد استقال قبل أيام من عزل مرسى عندما تعين محافظا للأقصر من الجماعة الإسلامية.
ويتابع بلير قائلا إن “الجيش يواجه الآن مهمة حساسة وشاقة من توجيه البلاد مرة أخرى نحو الانتخابات والعودة السريعة إلى الحكم الديمقراطى، وأعرب عن أمله أن يتمكن من القيام بهذا دون إراقة مزيد من الدماء. لكن سيكون هناك شخص يتولى إدارة الأمور والحكم، وهذا يعني اتخاذ بعض القرارات الصعبة وربما حتى غير الشعبية، ولن يكون هذا سهلا”.
وأكد بلير على أن ما يحدث فى مصر هو أحدث مثال على التفاعل بين الديمقراطية والاحتجاج وفعالية الحكم. فالديمقراطية هى وسيلة لتحديد صناع القرار، لكنها ليست بديلا عن اتخاذ القرار. ويقول إنه يتذكر محادثة مع عدد من الشباب المصرى بعد الإطاحة بمبارك، وقد اعتقدوا أنه بالديمقراطية ستحل المشكلات. وعندما كان يبحث عن السياسة الاقتصادية المناسبة لمصر، قالوا ببساطة إن كل شىء سيكون بخير لأنه سيكون لديهم ديمقراطية: من ثم سيكون لديهم فكر اقتصادي.
وعما يمكن أن يفعله الغرب الآن، قال بلير إن مصر هى أحدث مذكّر بأن المنطقة في اضطراب ولن تترك الغرب فى شأنه، وإن كان غير راغب في ذلك. وفك الارتباط ليس خيارا، لأن الوضع الحالى ليس اختياريا. وأى قرار بعد التحرك هو في حد ذاته قرار له تداعيات كبيرة. وشدد بلير على أن الغرب لا يستطيع أن يتحمل انهيار مصر، ولذلك يجب أن يتواصل مع القوى الجديدة الفعلية ويساعد الحكومة الجديدة على إجراء التغييرات الضرورية، ولا سيما فى الاقتصاد، حتى يستطيعوا أن يحققوا آمال الشعب. وبهذه الطريقة يمكننا أن نساعد على تشكيل مسار العودة على صناديق الانتخاب الذى يتم التخطيط له بكل المصريين ولهم.
قم بكتابة اول تعليق