ظل “الطرف الثالث” أو ما يسمى “اللهو الخفى” لغزا أمام المصريين منذ قيام ثورة 25 يناير، خاصة مع ظهوره في الأحداث الضخمة والتظاهرات الحاشدة، وعقب نزول جماهير الشعب المصري منتفضة ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين لإسقاط الرئيس محمد مرسي في 30 يونيه، وفي أعقاب هذه الأحداث، وحيث وضح للجميع أن “مرسي” لم يعد رئيسا للجمهورية، تجددت أعمال العنف والقتل في مناطق متفرقة فى القاهرة والمحافظات، ليعود الحديث من جديد عن “الطرف الثالث”.
وأصبح مؤكدا لدى الكثير من القوى السياسية أن الطرف الثالث هو ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين، خاصة فى ظل الأحداث التى تشهدها البلاد، ومنها عودة تفجير خط الغاز بسيناء، وقيام بعض مؤيدى الرئيس المعزول بإلقاء الشباب من فوق أسطح العمارات بالإسكندرية، بالإضافة إلى ظهور “قناصة الإخوان” فى أحداث المنيل، وغيرها من الأحداث التى راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين.
ويقول المهندس باسل عادل، القيادي بحزب الدستور، وعضو مجلس الشعب السابق، إن الإخوان المسلمين هم الطرف الثالث المتسبب فى كل أحداث العنف والقتل التى تشهدها البلاد، وعليهم أن يتوقفوا عن أعمال العنف وينخرطوا في العملية السياسية.
وأضاف عادل: أن تفجير خط الغاز بسيناء بعد توقف عمليات التفجير طوال عام خلال حكم الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية السابق، مسئول عنه جماعة الإخوان، لأن الجماعة وأتباعها لهم السيطرة في سيناء وكافة التفجيرات وأعمال العنف في سيناء مسئولة عنها، وتلجأ إليها لتضغط على النظام الحالى وتؤرقه، وكانوا يفعلون ذلك فى عهد المجلس العسكرى عقب ثورة 25 يناير للضغط عليه لتحقيق أغراضهم، خاصة أن خط الغاز المؤدي إلى إسرائيل لم يتم تفجيره ولم تتوقف عملية توصيله خلال عام الحكم لمرسى.
وحذر القيادي بحزب الدستور من تكرار أحداث العنف والتفجيرات وغيرها خلال المرحلة الراهنة والفترة القادمة من قبل الإخوان، وقال “إننا نثق في القوات المسلحة الباسلة وقدرتها على صد أى عدوان على الشعب المصري”.
ودعا باسل عادل الإخوان المسلمين وكافة عناصر التيار الإسلامي إلى العودة لمنازلهم وحقن الدماء، وأن ينخرطوا مرة أخرى فى عملية سياسية شفافة ونزيهة تحتمل الجميع بين جنباتها، وقال إن الحجر على إرادة الجماهير التى نزلت في 30 يونيه 2013 خارج الشرعية والقانون وخروج على إرادة الشعب.
فيما قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن الطرف الثالث أو “اللهو الخفى” ظهر مجددا خلال الأحداث الأخيرة التى شهدت أعمال عنف وتخريب وقتل فى مناطق مختلفة بمصر، خاصة فى سيناء، وهناك من يرى أن الطرف الثالث هم الإخوان المسلمين ومن يرى أنهم فلول الحزب الوطنى.
وأضاف ربيع: أن ما تتعرض له سيناء كانت من أبرز الأسباب لفشل الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية السابق، لما شهدته فى عهده من انتشار البؤر الإرهابية وحوادث اختطاف وقتل الجنود وحادثة قتل الجنود المصريين برفح والحديث عن أنها كانت مدبرة.
وأشار إلى أن “مرسي” كان أمامه أن يكون رئيسا لدولة مدنية أو أن يكون رجل جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه اختار أن يكون رجل الجماعة التى خرج من عباءتها ويتحدث دائما عن الجماعة والتنظيم، فكان غير صالح لتولى منصب رئيس الجمهورية.
قم بكتابة اول تعليق