تعتبر رياضة رفع الأثقال من الرياضات التي ظلت لعهود طويلة حكرا على الرجال لاسيما في المجتمعات الخليجية الى أن طرأ تغيير أخيرا كسر هذا الاحتكار الذكوري لتلك الرياضة.
وتمثل هذا التغيير في تشكيل فريق لرفع الأثقال من نساء محبات لهذه الرياضة مع محافظتهن على انوثتهن ما أكسبهن التقدير والإشادة سواء من قبل اسرهن او المجتمع او حتى ابطال رفع الاثقال من الرجال برغم بعض ردود الفعل المستنكرة لدخولهن هذا المجال في أول الأمر.
وقالت مدربة رياضة (الكروس فت) واللياقة البدنية ورفع الاثقال فاطمة حسين في لقاء مع (كونا) اليوم انها تعرفت على رياضة رفع الأثقال من خلال رياضة (الكروس فت) مضيفة انه رغم تميز (الكروس فت) بإمكانية ممارستها في اي مرحلة عمرية الا انها انجذبت بشدة الى رياضة رفع الأثقال.
وذكرت حسين انها كانت تعاني من البدانة حيث وصل وزنها الى 100 كيلوجرام ما دفعها لأن تغير من اسلوب حياتها وتتبع نظاما صحيا ورياضيا فمارست الرياضة لاول مرة وهي في ال24 من عمرها وبدأت مشوارها الرياضي الذي يبلغ ثلاثة أعوام بممارسة كمال الأجسام ثم (الكروس فت) الى ان وصلت الى رياضة رفع الاثقال.
واوضحت ان رفع الاثقال يساعد على تفريغ الطاقة السلبية من ذهن الانسان ويساعد في اكسابه الهدوء والسكينة الى جانب تقويته لعضلات الظهر مشيرة الى انها كونت فريقا نسائيا يتدرب كل يوم في صالة رفع الاثقال بالنادي العربي الذي تفضل مشكورا وخصص لنا مواعيد يومية لممارسة هذه الرياضة.
وبينت ان الفريق يتكون من 11 فتاة من المحبات لرياضة رفع الأثقال واللاتي يتميزن بقوة الإرادة والشجاعة لاتخاذهن قرارا بممارسة هذه الرياضة وقدرتهن على كسر احتكار الرجال لها وتقديم تضحيات تتمثل في التدريب المستمر بقوة وإرادة صلبة وانتهاج نظام غذائي صحي صارم.
ولفتت الى ان رئيسة الاتحاد الكويتي لرياضة المرأة الشيخة نعيمة الاحمد الجابر الصباح وافقت على اعتماد الفريق محليا ونتمنى الاعتراف به بشكل رسمي حتى تتسنى لنا المشاركة في المنافسات الرياضية الاقليمية والعالمية مطالبة بوجود صالة رفع اثقال للنساء ومدرب خاص لهن.
وذكرت انها واجهت بعض الانتقادات في بداية ممارستها لرياضة رفع الاثقال لكن ما حصلت عليه من تشجيع كان اكثر واعمق اثرا في دفعها لمواصلة تدريباتها “فيجب على الانسان ان يعمل بجد من اجل تحقيق طموحه دون الالتفات الى الاصوات المحبطة”.
من جهتها قالت رافعة الاثقال ليالي الكندري (31 عاما) ل(كونا) انها بدأت منذ أربعة أشهر بممارسة رياضة (الكروس فت) ولاحظت تحسنا ملحوظا في لياقتها البدنية ثم اتجهت الى رفع الاثقال الذي أكسبها تناسقا في المظهر العام مضيفة ان بعض افراد أسرتها بدأ في ممارسة الرياضة بعد اعجابهم بالنتائج التي حققتها.
وأوضحت الكندري ان تقدمها النسبي في السن للبدء في ممارسة الرياضة لم يحل بينها وبين اختيارها رياضة رفع الاثقال “فقد كان ذلك بمثابة التحدي لي لأنها رياضة صعبة في الاساس” نافية صحة ما يظنه البعض من ان ممارسة الفتيات لهذه الرياضة سيكسبهن مظهرا ذكوريا.
وأضافت ان رياضة رفع الاثقال تساعد النساء في تحقيق المظهر الجمالي الذي يسعين اليه عن طريق تحقيق التوازن في الشكل العام للمرأة وشد عضلات الجسم ومكافحة الترهل الذي يصيب الكثيرات.
واشادت بالروح المعنوية العالية للاعبات رفع الاثقال وبحرصهن على مساعدة بعضهن مضيفة ان المدربة فاطمة حسين كان لها دور مؤثر في تشجيع اعضاء الفريق ودفعهن الى مواصلة التدريب وبلوغ هذا المستوى المتقدم من اللياقة البدنية.
وشددت على ضرورة ان يحرص الانسان على تناول الغذاء الصحي وممارسة التدريبات بانتظام وان يبحث عن رياضة تستهوية كي تكون دافعا للاستمرار بها “فممارسة الرياضة هي بمثابة استثمار في جسم الانسان ولا يجب ان نقضي معظم اوقاتنا في التردد على المطاعم التي لا تهتم بتقديم الغذاء الصحي”.
بدورها قالت متدربة رفع الاثقال دينا بورسلي (23 عاما) ل(كونا) انها تعشق الرياضة بشكل عام ومارست انواعا مختلفة خلال مراحلها العمرية لكنها عشقت رياضة (الكروس فت) التي كانت بوابتها للدخول الى رياضة رفع الاثقال.
وذكرت بورسلي ان فكرتها عن رفع الاثقال كانت سلبية الى حد كبير الى ان بدأت في ممارستها فوجدتها رياضة ممتعة وتحتاج الى كثير من التركيز مضيفة ان تلك الرياضة باتت تلاقي اقبالا اخيرا من الفتيات في مختلف الاعمار.
واشارت الى انها تمارس رفع الاثقال بشكل يومي ما انعكس بالايجاب على حالتها النفسية والبدنية مضيفة ان تشجيع اسرتها لها كان دافعا على الاستمرار في ممارسة تدريباتها مؤكدة اهمية ممارسة الرياضة بشكل عام لجميع الافراد من جميع الاعمار.
قم بكتابة اول تعليق