أكد الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، أن الجيش المصري اعتمد على القاعدة الفقهية التي تقول باختيار أخف الضررين في خطوة عزل الرئيس محمد مرسي، وأن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تواجد في إعلان القوات المسلحة عن المرحلة الانتقالية بناء على هذا التوجه، وذلك في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، الجمعة 12 يوليو/تموز.
ولخص واصل الصراع الحالي الدائر في مصر، بأنه صراع دنيوي ولا علاقة له بالخلافة أو الدين، داعيا الجميع إلى اقتناص فرصة شهر رمضان لعمل مصالحة وطنية تجمع كافة القوى والتيارات والأحزاب.
وذكر أن حمل السلاح الآن في البلاد وسط هذا الجو المشحون بين مؤيدي وأنصار مرسي، أمر محرم، ويضع صاحبه في إثم كبير، لأنه بغرض القتل وإراقة الدماء.
وقال واصل إن “قتل النفس البشرية أمر ترفضه الشريعة الإسلامية، فهو مفسدة وجلب للضرر، والإسلام صان هذا الأمر، وأعطى حرمة شديدة لإراقة الدماء والقتال، بل أعطى نفس الحرمة لمجرد الشروع في القتل. كما جعل الله تعالى حرمة دم المسلم عنده أشد من حرمة هدم البيت الحرام”.
وأوضح أن القتال الدائر الآن في مصر هو قتال على السلطة وهي بحد ذاتها فتنة، والإسلام بشريعته يرفض هذا التقاتل والاقتتال على أمر يعد من عرض الدنيا الزائل أو من أجل طلب منصب في الدنيا أو سلطة، والقرآن الكريم جاء واضحا في تعامله مع هذا الأمر، بأن جعلها أكبر وأشد من القتل، كما أن الفتنة يترتب عليها كوارث لا حصر لها، فالفتنة تخلق بيئة مثالية للقتل والتخريب.
وعن رأيه في الفتاوى التي صدرت وأفتت بوجوب الدفاع عن شرعية الرئيس المعزول، شدد الدكتور واصل على أن الدفاع عن الشرعية بين مسلم ومسلم أمر غير مقبول، فالدفاع بالنفس يكون في الحروب مع الأعداء فقط وليس بين المسلمين، مؤكدا أيضا أن اعتداء البعض على أفراد القوات المسلحة في الشوارع محاربة لله ورسوله.
وأكد واصل أن “الإسلام لا ينعزل عن السياسة العامة أو الخاصة وإنما هو يرتبط بها من خلال إيضاح المنهج الشرعي الصحيح في السياسة التي تحكم العباد”.
قم بكتابة اول تعليق