لا يخفى غرام الفتيات بالمكياج عن أحد فجميعهن يسعين لتعلمه ليبدين بأبهى حلة ، إلاّ الإماراتية الشابة نوف الجهضمي، والتي تخصصت في مكياج الرعب السينمائي، فبالرغم من إنها لاتزال في ربيع العمر حيث تبلغ 19 عاماً، إلا إن كبار صناع الأفلام الإماراتيين يستعينون بها في أعمالهم.
بدأت حكاية نوف الطالبة في كلية الإعلام منذ الطفولة ؛حيث كانت شغوفة بالمستحضرات التجميلية ، وعن ذلك تقول: (حدث ما حدث حين كنت ألهو بالمكياج وبدأت برسم ندوب وتشققات وشيئاً فشيئاً قمت برسم وجوه كاملة ، وأذكر أن اول شخصية قمت بتنفيذها كانت لملكة الثلج” من بعدها التحقت بدورات تدريبية مكثفة في بريطانيات و شاركت في أعمال سينمائية كبيرة في الإمارات بالإضافة إلى عمل مسرحي ضخم في لندن والعديد من أفلام “الإنيميشن” .
استديو خاص
تعتبر الجهضمي نفسها محظوظة بمجموعة كبيرة من الأشخاص الداعمين لها ، والذين يقدمون لها كل العون والسند ، وبالرغم من ذلك فهي ترى أن على المرء أن يؤمن بقدراته وأن يملك قدرة داخلية تمكنه من الاستمرار حتى لو لم يكن هناك أي شخص بجانبه مؤمن بما يقوم فيه ، فهي من البداية كانت الداعم الأساسي لنفسها ، ولم تعتمد على الآخرين في جعل أحلامها حقيقة، إذ انها تؤمن بأن الدعم والتحفيز ينبع من الذات لا من الخارج .
لم يقتصر طموح الجهضمي في المشاركة بالأفلام فقط بل أنشأت لنفسها استديو خاصا بها، لتعطي لنفسها وعملها صفة رسمية فهي تريد استثمار موهبتها كمهنة مستقبلية ، ومن خلال الاستديو ستبرز امكانياتها وستتمكن من التطور والتوسع ،
وتضيف بأنها لا تحب نسخ او تقليد أي شخصية خيالية لأنها تدرك ما معنى الملكية الفكرية وتحترم الحس الإبداعي في الأشخاص إلا أنها تنظر لكل الشخصيات المرعبة والعالمية كرموز تمدها بالقوة لبذل جهد مكثف في صنع شخصية أفضل، كما إنها لا تخفي اعجابها بالشخصيات الخيالية التي صنعت في السينما الغربية مثل “إيلين” و”هيل بوي” و الشخصيات المبتكرة في النسخة القديمة من فيلم كوكب القرود ” ذي بلانت أوف آبيس”.
مهنية عالية
تفضل نوف وضع أفكارها على الورق لأنه يوضح لها الاتجاه الذي ستسلكه لوضع المكياج المؤثر ولكنها في أحيان قليلة تضع الخطة في رأسها وتنفذها فقط اذا كان العمل لا يحتاج لتخطيط كبير ،وتفصيلاً تحكي أنه لصنع مادة السيلكون والتي تسمى بالبروستيك نحتاج إلى بصمة من وجه الموديل أو الممثل تكون على حجر وبعدها يتم بناء ملامح الشخصية من الطين ومن خلال مميزات السيلكون وصبه لتصبح مادة البروستيك الصناعية جاهزة.
أما افضل الحالات التي تقوم بها بصنع شخصية جديده هي في حالات الغضب الذي تشعر به في داخلها وتترجمه إلى أعمال إبداعية، فهي تقول بأن على كل شخص أن يستفيد من كل شيء في حياته بالأخص الغضب فهو أكبر مصدر يفجر الإبداع بداخل الانسان. وعن أكثر ما يضايقها تقول ” هو عندما يستهين صنّاع الأفلام بموهبتي نظراً إلى صغر سني ،إذ إنهم يعتقدون أنني لا أدرك شيئاً في ما أقوم به وفي الحقيقة أن السن لا علاقة له بما تمتلك من خبرة”.
تقشف عربي
وعن الفرق بين مكياج المؤثرات في الأفلام الغربية والعربية تقول في الغرب الفنان يستطيع أن يتعمق في الابداع وتتاح له الفرصة لإبراز امكانياته، كما إن العمل ضمن فريق مشهور وضخم يجعل أي شخص مبدع ومبتكر وهذا أمر نفتقر إليه في العالم العربي فأنت لا تحصل على فرصة للتألق كثيراً مقارنة مع الأفلام العالمية كما إن الابداع هنا يكون محدودا والإمكانيات المتاحة أقل من الخارج، وهم غير ملامين في هذا لأن ما يمنح لهم لصنع فيلم أقل بكثير من الغرب، لذلك قد ترى تقشفاً في الأفلام العربية .
ترفض نوف أن نطلق عليها لقب الإماراتية الأولى في مجال مكياج المؤثرات السينمائية المرعبة على الرغم من إنها لم تسمع عن اماراتيين امتهنوا هذا العمل أو سعوا إليه أو فكروا به ، حتى أنها لم يسبق لها أن رأت شخصا يعمل رسمياً في هذا المجال، ولكن هناك الكثير من أفلام المبتدئين التي تنشر على اليوتيوب التي يقوم صانعوها برسم مكياج الرعب لذلك هي لا تستطيع أن تقول بأنها الأولى بمجرد أن عملها رسمي .
طموح
تطمح نوف الجهضمي في أن تكون الأفضل في مجال الرعب السينمائي على مستوى الشرق الأوسط وهي إنسانة مثابرة إذ أنها ترسم لحياتها خططاً مستقبلية تمشي عليها ، وتقوم حالياً بنحت تماثيل صناعية ضخمة من مادة “البلاستيسين” وهي مادة لدنة تشبه الصلصال الطيني.
قم بكتابة اول تعليق