توقعت شركة آي دي سي أن يتجاوز الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط في 2013 حاجز 32 مليار دولار أي ما يعادل ضعف المتوسط العالمي.
ولا شك أن حصة كبيرة من هذا الإنفاق سيكون على التقنيات التي تبني مراكز البيانات في المستقبل! لا يهتم عالم اليوم الذي يعتمد على الاتصالات الكثيفة كثيراً بالتقنيات الأساسية والبنية التحتية التي تشغل هذه الاتصالات، غير أنه يتوقع أداءً كبيراً من هذه التقنيات ومن هذه البنية التحتية.
وفي القلب من منظومة الاتصالات والتطبيقات وتسليم الخدمة توجد الشبكات التي نمت بمعدلات كبيرة خلال عقدين من الزمان سواء في الحجم أو التعقيد. ولم يعد مركز البيانات الحديث مجرد بنية تحتية صامتة، تعمل بلا كلل إلى ما لا نهاية من أجل استمرار تشغيل العمليات، فقد بدأت الشركات تعتبرها الآن محوراً أساسياً للإبداع والابتكار.
وأكد سفيان دويك، المدير الإقليمي لشركة بروكيد للاتصالات في الشرق الأوسط والبحر المتوسط وأفريقيا أن مراكز البيانات التي ينبغي على الشركات والمؤسسات في الشرق الأوسط تنفيذها تتطلب أسلوباً جديداً يشتمل على درجة عالية من المحاكاة الافتراضية والمزج بين عناصر البنية التحتية الفعلية والافتراضية ومنهجاً معتمداً على المعايير المفتوحة التي توفر المرونة للتطور مع تطبيق أي تقنيات جديدة.
ومن أمثل هذه التقنيات بلا شك الشبكات المحددة بالبرمجيات.
وقد عبرت الشركات في الشرق الأوسط بالفعل عن اهتمامها بالطريقة التي تحسن بها الأساليب الجديدة من شبكاتها.
وتعتبر شركة بروكيد أن قابلية التوسيع والمرونة من أهم المعايير لتقييم نجاح مشروعات مركز البيانات. ومن هذا المنطلق كشفت الشركة مؤخراً عن استراتيجية مركز البيانات ’حسب الطلب‘ كوسيلة لتحقيق هذا الهدف.
ويؤكد سفيان دويك، المدير الإقليمي لشركة بروكيد في الشرق الأوسط والبحر المتوسط وأفريقيا أن شبكة المركز بيانات ينبغي أن تتضمن العناصر الأساسية التالية حتى تواكب المستقبل:
1. التقنية النسيجية هي المستقبل
تقع البنية التحتية للشبكات الفعلية التي توفر التوصيلات بين التطبيقات والخوادم والتخزين في القلب من أي مركز بيانات.
ومع ذلك، فليس كل البنى التحتية للشبكات متكافئة، وتتطلب الشركات التي ترغب في تطبيق نموذج مرن وسريع حسب الطلب استخدام التصميم الشبكي المعتمد على البنية النسيجية، التي تقدم تصميماً يوحد المجالات والأقسام الحيوية لمركز البيانات ابتداءً من التقنية النسيجية إلى التخزين إلى البنية التحتية الفعلية والافتراضية.
ستعمل الشبكة المعتمدة على البنية النسيجية، سواء في مستوى بروتوكول الإنترنت والتخزين على تبسيط تصميم الشبكة وإدارتها من أجل مواجهة التعقيد المتنامي في مراكز البيانات وتكنولوجيا المعلومات في الوقت الحالي، وتقديم المزايا الأساسية مثل الهيكل المنطقي والتحليلات الموزعة ونقل إعدادات المنافذ الآلية.
لقد أصبحت الشبكات التي تستخدم البنية النسيجية مهيئة للعمل في مراكز بيانات شديدة الافتراضية لدعم تقنيات مثل نقل الآلات الافتراضية داخل الشبكة النسيجية وعبر مراكز البيانات، ومن ثم توفر القاعدة المثالية من الأجهزة لمركز البيانات حسب الطلب.
2. البنية التحتية الافتراضية
فوق البنية التحتية الفعلية توجد الطبقة الافتراضية أو المنطقية، وهي طبقة محددة في نطاق الخادم مع تقنية المراقب الافتراضي. ويطبق المفهوم نفسه على كل من شبكات التخزين وبروتوكول الإنترنت بتقنيات مثل الشبكات الفوقية التي يتم تفعيلها من خلال عدة أساليب للربط.
وسنشهد لاحقاً خدمات الشبكة الافتراضية بفضل طرح السويتشات وأجهزة التوجيه (الراوتر)، وتمثل وظائف الشبكة الافتراضية NFV اتجاهاً في القطاع نحو البرمجيات أو خدمات مركز البيانات الشائعة المعتمدة على الآلات الافتراضية، حيث يرغب العملاء في الاستفادة من مزايا التكلفة والمرونة في البرمجيات بدلا من الاستمرار في تشغيل أجهزة مخصصة مُصمّمة لغرض معين مثل أدوات التحكم في التطبيقات، وهذا هو الحال في بنية الشبكات السحابية حيث يمكن تشغيل أو إيقاف هذه الخدمات بنقرة على الماوس بدلا من عمليات تركيب أو إزالة أجهزة فعلية.
3. أدوات التحكم
بالإضافة إلى الطبقة الفعلية والافتراضية/المنطقية لدينا أدوات التحكم (في الشبكة والخوادم وتخزين البيانات). ومنها أداة التحكم في الشبكة التي يجري تنفيذها في البرمجيات وتقوم بتتبع حالة الشبكة، وتوفر مؤشرات الأداء الرئيسية المحددة، وتم إنشاء التصميم بالكامل حول التطبيقات التي تؤثر على البنية التحتية الجوهرية وتضمن أفضل تشغيل وأداء وتأمين للتطبيقات.
4. إطارات الضبط
في النهاية يجب إدارة بيئة مركز البيانات بالكامل من خلال إطارات الضبط التي تتيح التخصيص السريع والشامل لمراكز البيانات الافتراضية. وهناك عدة وسائل متوفرة في السوق مثل VMware vCloud Director و OpenStack Community، حيث تتيح الأخيرة على سبيل المثال للعملاء تشغيل سعة وخدمات الشبكة في مراكز البيانات السحابية بسرعة أكبر من بنية الشبكة وأدوات التخصيص التقليدية.
سيكون مركز البيانات في المستقبل مزيجاً بين الجوانب المتميزة للطبقات الفعلية والافتراضية. ويتيح مثل هذا المركز للمؤسسات والشركات القدرة على تنفيذ سعة مركز البيانات مثل الحوسبة والشبكات والتخزين والخدمات بصورة لحظية كلما وأينما دعت الحاجة لذلك. علاوة على ذلك، تحقق الإدارة المبسطة والطبيعة المرنة لتصميم مركز البيانات عائداً على الاستثمار أفضل بكثير (بفضل المرونة في تحديد الحجم وأعداد المستخدمين والتوفير في المال والوقت).
وحتى ترغب أي شركة في الانتقال إلى مركز البيانات حسب الطلب، يجب عليها أن تبحث عن شركاء التكنولوجيا الذين يركزون على تقديم البنية التحتية للشبكة التي تحقق هذه الرؤية.
قم بكتابة اول تعليق