التنافس الانتخابي بين المرشحين لانتخابات مجلس الامة 2013 لايزال ضعيفا حتى الان بسبب دخول شهر رمضان المبارك الذي طغت الأجواء الروحانية والعادات الاجتماعية فيه على الاجواء الانتخابية بشكل واضح وعلى غير ما جرت العادة عليه في الانتخابات السابقة.
ووسط توقعات بقرب بدء العد التنازلي للسباق الانتخابي المقرر اجراؤه في 27 يوليو الحالي لا يزال الناخبون مشغولين بتقديم التهنئة بالشهر الفضيل في الدواوين اضافة الى زيارة الأقارب وصلة الرحم ما دفع معظم المرشحين الى تأجيل افتتاح مقارهم الانتخابية وحملاتهم الاعلامية المكثفة الى حين انقضاء الأسبوع الأول من شهر رمضان.
ويتطلع المرشحون للتواصل المباشر مع الناخبين واستقطابهم بعد ضعف تفاعل قواعدهم الانتخابية وتواصلها معهم نسبيا وسط ما يضفيه شهر رمضان المبارك من أجواء خاصة بعيدا عن الاجندات والحملات الانتخابية.
وفي لقاءات متفرقة أجرتها وكالة الانباء الكويتية (كونا) مع اكاديميين في مجال العلوم السياسية والاجتماعية والنفسية قالوا ان الأجواء الإنتخابية لا تزال غائبة بين اوساط الناخبين مشيرين إلى طغيان أجواء رمضان والصلاة.
الا أنهم توقعوا ان تبدأ ذروة التنافس الانتخابي بين المرشحين في الأسبوع الأخير من موعد إجراء الانتخابات بعد ان يستعيد الناخبون نشاطهم ويتأقلموا مع الشهر المبارك الذي دخل في شهر يتميز بارتفاع درجات الحرارة وبلوغها حاجز ال 50 درجة مئوية.
وقال أستاذ العلوم السياسية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور عبدالله الغانم ان رمضان سيضيف خبرة جديدة للمرشحين باعتبارها أول انتخابات تتزامن مع الشهر الفضيل وسيواجهون ثلاثة تحديات يتصدرها ارتباط الناس بعادات اجتماعية من قبيل التواصل بين العائلات والقيام بزيارات اجتماعية.
وأضاف ان الناخبين من الطبيعي أن ينشغلوا عن ندوات المرشحين الذين سيضطرون الى القيام بزيارات اجتماعية لتقديم التهاني بالشهر الفضيل وفي الوقت نفسه الوصول قدر الامكان لاكبر عدد من الناخبين وطرح برامجهم ورؤاهم ومناقشة أولويات الناخبين وتطلعاتهم.
وذكر ان التحدي الثاني يتمثل في أن الشهر الفضيل تطغى عليه ممارسة الناس للعبادات بالدرجة الاولى ليبتعد لديهم الاهتمام بالقضايا السياسية “ولن يكون لديهم رغبة بالخوض في غمار السياسة في الشهر الكريم”.
وبين الغانم ان التحدي الثالث يرتبط بقصر المدة بعد الافطار خصوصا صيفا “حيث ليس لدى المرشح الا نحو أربع أو خمس ساعات لانجاز أعماله والقيام بزياراته خلافا للايام العادية التي تتيح له بين 12 و 13 ساعة وبحكم ضيق الوقت على المرشحين تدارك الوضع ومحاولة اجتذاب الناخبين قدر المستطاع”.
ولفت الى خشية الكثيرين من المرشحين من تأثير الاجواء الرمضانية على الناخبين “ما سبب خيبة أمل لديهم وانعكس ذلك ربما من خلال انخفاض حدة كثير من الخطابات السياسية التي كانت تتسم بدرجة عالية من التحدي والتشنج في التجارب السابقة”.
وقال أن المرشح لدى قيامه بزيارة ما لأي ديوانية أو منزل لن يكون بمقدوره الموازنة في حديثه تماما بين التهنئة بالشهر الفضيل وطرح رؤاه الانتخابية وحتى إن استطاع ذلك فبشكل مختصر جدا ومجمل ذلك يعتمد أساسا على المرشح نفسه وخبراته وتجاربه وما اذا كان صاحب تجربة نيابية سابقة أم جديدا.
ولاحظ الدكتور الغانم “فرقا كبيرا حاليا لناحية قلة أحاديث الناخبين بالسياسة حتى أصبحت الزيارات سريعة يكتفي خلالها المرشح بتقديم التهنئة لضيق الوقت والتزامه بأمور أخرى لكن من المرجح ارتفاع وتيرة التواصل المباشر مع قرب يوم الاقتراع 27 يوليو الجاري”.
واعرب عن اسفه للطريقة التي يستخدمها بعض المرشحين في حديثهم مع الناخبين وهي انتقاد الاوضاع الحالية والناخبين في حالة تذمر ويأس وبحاجة الى حلول كما ان برامجهم الانتخابية تفتقد القضايا الجاذبة والمميزة حيث تكون اغلب برامجهم عن محاربة الفساد وهي قضايا بديهية وفرضيات والناخبين بحاجة لقضايا تخدمهم ولها اليات عملية.
واشار الى الوسائل التي يجب على المرشحين اتباعها لجذب الناخبين وهي ثلاث وسائل الاولى الانتظار حتى يمر اول اسبوعين من رمضان وتنتهي فترة التبريكات ويستغل الايام التي تسبق يوم الاقتراع فيبدأ بمباشرة العمل ويتوجه بنفسه لزيارة الناخبين ويدعوهم لندوة عامة قبل الموعد المقرر للاقتراع بيومين والثانية ان يستعين بمتحدثين مميزين والاخيرة تكثيف لقاءاته في وسائل التواصل الاجتماعي والاعلامي
قم بكتابة اول تعليق