في البداية نود أن نتقدم للجميع بأطيب الأمنيات بحلول شهر رمضان المبارك، اعاده الله على الأمة الاسلامية والانسانية جمعاء باليمن والخير والبركات، وقد تم اختيار عنوان المقالة لما نصادفه من تصرفات غريبة وعجيبة من بعض الناس، وخاصة الموظفين في القطاع الحكومي عند مراجعتك لاحدى المعاملات، حيث الكسل واللامبالاة هما الصفتان الغالبتان لدى البعض، وكأن شهر رمضان هو شهر القهر والجبر، يتناسى الناس عمدا أنه شهر العمل والعبادة والمعاملة الحسنة واعطاء الناس حقوقهم، ولكن للأسف مع تفشي ظاهرة الانسان الاستهلاكي في المجتمعات العربية، وخاصة في المجتمعات الخليجية، فإن الحديث في هذا الموضوع يطول الى ما لا نهاية!
واذا ألقينا نظرة سريعة على السوق العقاري وأحواله في هذا الشهر المبارك، فسنجد أن أغلب الرؤساء التنفيذيين أو أصحاب القرار والموظفين يشوبهم نوع من الخمول والكسل، وتجنب الاحتكاك مع اوضاع السوق أو معرفة توجهاته، والأمر نفسه ينطبق على أغلب مكاتب الوساطة العقارية، حيث تجد قلة العروض والطلبات، وتجد أغلبهم لا يحضرون الى مكاتبهم قبل الفطور، وان حضروا بعد الفطور تجد المكاتب تحولت الى سفرة متنوعة من الحلويات الرمضانية وسوالف المسلسلات، وتنتهي بهم الحال بجملة واحدة «السوق تعبان»!
من الأمور المعيبة في سوقنا العقاري، هو خلق الأعذار دائما لعدم انجاز العمل، ابتداء من عطلة رأس السنة الميلادية، مرورا بالأعياد الوطنية، ثم شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وعيد الأضحى وفترة الانتخابات وعطلة الربيع والمخيمات، وكأننا نبحث دائما عن عطلة أو مناسبة تبعدنا عن اجواء العمل وعدم اتمام الأمور وفق نصابها الصحيح.
اعتياد الناس على تلك السلوكيات يخلق جوا غير صحي للعمل والنجاح والاستثمار، ويركز ثقافة الكسل والخمول، وللأسف عند أي مراجعة للبلدية أو ادارة الاطفاء أو ادارة التسجيل العقاري، وتلك المؤسسات الحكومية لها نصيب كبير من المعاملات التي تخص السوق العقاري، تجد الغياب غير المبرر لأغلب الموظفين، أو عدم حضورهم المبكر لانجاز معاملات المراجعين، بحجة صلاة قيام الليل، أو عند صلاة الظهر تجد الموظفين ينسحبون من كراسيهم بحجة الوضوء قبل الصلاة وقراءة القرآن، ويرجعون بعد الصلاة بعد 30 دقيقة بحجة التسبيح والاستغفار، وكأنهم يعترفون بذنبهم في تعطيل معاملات المراجعين، متناسين عمدا أن العمل عبادة في الدرجة الاولى!
ان الحديث عن المشاكل المتكررة في شهر رمضان لن يجد لها الحل، الا اذا اقتنع الناس بان اعطاء حقوق الناس أهم عند الله من اعطاء حقوق الله، وان العمل ان لم يتوفر به الاخلاص والجدية والنشاط انعدم عن صورته الحقيقية، ولا نخفي عليكم أن المآسي تتكرر بعد شهر رمضان، من خلال حديث الموظفين والموظفات عن قضاء اجازة العيد خلال العطلة، ولسان حال المراجع يقول بأي حال عدت يا عيد!
والله من وراء القصد.
ودمتم بخير.
أحمد النبهان
مدير عام المؤشر دوت كوم للخدمات العقارية
A.ALNABHAN@ALMOASHER-RE.COM
almoasherdotcom@
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق