ناقش مجلس الامن الدولي اليوم الحاجة لحماية الصحافيين من التهديدات اليومية سواء أثناء تغطيتهم النزاعات في جميع أنحاء العالم أو محاربة الفساد في أوطانهم وذلك في جلسة شارك فيها أربعة صحافيين بينهم اثنان من العالم العربي.
والصحافيون الاربعة البارزون هم ريتشارد انغل من قناة (ام.بي.سي) وكاثلين كارول من وكالة (أسوشيتد برس) والصومالي مصطفى حاجي عبدالنور من وكالة الصحافة الفرنسية والعراقي غيث عبدالأحد من صحيفة (غارديان) البريطانية.
وعرض الصحافيون لخبراتهم أمام المجلس حول عملهم في مناطق النزاع ولاسيما في سوريا والصومال.
يذكر انه خلال العقد الماضي قتل أكثر من 600 صحافي حول العالم في حين ان العام الماضي شهد مقتل 41 صحافيا في سوريا وحدها.
وفي كلمته الافتتاحية قال مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة يان الياسون انه بامكان المجلس لعب دور مهم من خلال الاستجابة والوقوف ضد قمع حرية الإعلام أينما كان ومتى يحدث ذلك.
واضاف الياسون “عندما يتم قتل الصحافيين فإن المعلومات حول التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليان تدفن في الغالب”.
ورأى انه يتعين على المجلس التأكد من التحقيق بسرعة في وفاة أي صحافي وتقديم المسؤولين الى العدالة معتبرا “انه لأمر مروع وغير مقبول ان أكثر من 90 بالمئة من الاغتيالات التي تطال الصحافيين تمر دون عقاب”.
وأشار مع ذلك إلى أن غالبية الضحايا هم من الصحافيين المحليين وموظفي وسائل الإعلام الذي يغطون الفساد والأنشطة غير القانونية الأخرى.
من جهته كشف السفير البريطاني مارك ليال غرانت للمجلس عن أن ثمانية صحافيين قتلوا في سوريا هذا العام وحده وان 39 على الأقل قتلوا منذ بدء النزاع في مارس 2011 .
واعتبر ليال غرانت “ان حالة بعد أخرى من قتل الصحافيين في جميع أنحاء العالم تؤكد ان القتل هو الشكل الأكثر وحشية من أنواع الرقابة ومن واجبنا الأخلاقي حماية أولئك الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل ضمان الحقيقة والعدالة وحقوق الإنسان”.
ولفت الى أن الغالبية العظمى من الصحافيين الذين قتلوا هم من المراسلين المحليين الذين يمر قتلهم دون أن يلاحظه أحد تقريبا وبالتالي يصبحون مجرد احصاءات “وهذه المجموعة في الكثير من الأحيان لا يتاح لها الوصول إلى الحماية والتوجيهات التي تقدمها وسائل الإعلام الكبرى أو منظمات المجتمع المدني”.
وشدد على ان “معظم الصحافيين لا يقتلون في الصراعات المسلحة بل في بلدانهم خلال أوقات السلم أثناء تغطيتهم قضايا مصلحة عامة خطيرة مثل الفساد والجريمة وهذا أمر مؤسف”.
بدورها أوضحت سفيرة الولايات المتحدة ورئيسة المجلس روزماري دي كارلو “ان الصحافيين هم حرفيا عيوننا وآذاننا في كل ركن من أركان العالم فهم يطلقون التحذير عندما تهدد التوترات المحلية بالتحول الى حرب وبالتالي فإن الصحافيين يلعبون دورا حاسما يمكن هذا المجلس من البقاء على اطلاع جيد لكي يستطيع الوفاء بولايته في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين”.
أما الصحافي ريتشارد انغل فقد ابلغ المجلس انه يعمل جنبا إلى جنب مع الثوار الذين يحملون الكاميرات في سوريا مشيرا الى “انهم يطلقون على أنفسهم صحافيين لكنهم ليسوا كذلك فهم في الواقع ثوار مع كاميرات ويشكلون جزءا من القتال الدائر”.
وأضاف انغل ان مراسلا يعمل في التلفزيون الرسمي السوري ولا يمكن أن يكتب ضد الحكومة السورية لا يعتبر صحافيا على حد سواء.
وختم قائلا “أنا لا أقول ان ايا منهما سواء الثائر مع الكاميرا أو المذيع الرسمي يجب أن يعاملا بشكل سيء لكنهما يختلفان اختلافا جوهريا عن الصحافيين”.
قم بكتابة اول تعليق