أثارت موجة الحر التي تجتاح مناطق في الولايات المتحدة سجالاً فقهيًا حول موقف الخالق من عباده الذين يأتون للصلاة والابتهال في الكنيسة متخففين كثيرًا من الملابس وخاصة النساء.
بعد موجة الحر التي سيطرت على ولايات أميركية عدة وبسبب ما ترافق من تحرر الكثير من المواطنين من ملابسهم تعين على كنائس عديدة أن تعلق على أبوابها نداءات ومناشدات ترجو من المصلين ألا يأتوا الى الكنيسة بملابس البحر أو التي تلتصق بالجسم أو ارتداء فساتين بلا أكمام أو المجيء بالصندل احترامًا لحرمة دور العبادة ومراعاة للحشمة. وعمومًا فإن الملابس “الكاجوال” طردت اللباس الرسمي في كل مكان من الولايات المتحدة ، سواء السفر بالطائرة أو العمل في المكتب. ولكن دور العبادة حيث لا تقتصر النقاشات حول الاحتشام والملبس المتواضع على أشهر الصيف ومواسم الحر ، قد تكون الحلبة الأشد سخونة في مناقشة القضايا المتعلقة بما يشكل تماديًا في كشف اللحم.
واكتسبت هذه السجالات حياة جديدة في موجة الحر الأخيرة. وأثارت حملة شعبية موجهة الى الشابات الانجيليات تحت شعار “الحشمة هي الاناقة” ردود أفعال بين شابات مؤمنات اتهمن شعار الحملة بالتمييز الجنسي لأنه يستهدف الشابات فقط. وتقول الشابات المحتجات إن الكتاب المقدس عندما يدعو الى الاحتشام انما يشير الى الاستعراض والتباهي بأشياء مثل الثروة ويتحدث عن أعماق الروح وليس فتحة الصدر. وانطلق سيل من المقالات النسائية التي ترى أن تلقين المرأة بأن قيمتها تزداد طرديًا مع كمية الملابس التي تغطي بها جسمها “تشيئ المرأة”. وكتبت طالبة الدكتوراه شارون هود “أن صدر المرأة وأردافها وسيقانها كلها تعلن جمال الرب ومجده”. وكان مقالها ردًا على شعار “الحشمة هي الاناقة” في مجلة “المسيحية اليوم” الالكترونية من أكثر المواد قراءة خلال السنوات الأخيرة. وقالت هود “إن الاحتشام هو توجه في القلب أولاً وقبل كل شيء ويبدأ بوضع الله فوق كل شيء. وأن النظر الى الملبس والقول إنه محتشم أو غير محتشم فإن هذا ما لا يمكن أن أفعله”. ويرى بعض المنتقدين أن الحملة الداعية الى ملابس أطول وأقل التصاقاً بالجسد تنطوي على دوافع سياسية وعلى حنين الى أيام كانت اميركا أكثر احتشامًا بملبسها. ولكن دعاة الاحتشام في دور العبادة يقولون إن الملابس التي تغطي الجسم جزء من عملية الانتقال الى الفضاء الروحاني. وبسبب انخفاض عدد الأشخاص الذين يرتادون دور العبادة في الولايات المتحدة اليوم، فإن كنائس كثيرة بينها كنائس محافظة لاهوتيا أخذت تعلن قبولها بالمجيء الى الكنيسة “بأي هيئة تشاؤون” وكأنها تريد أن تقول “فقط تعالوا!”
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن القس دون ديفيد من الكنيسة المعمدانية الأولى في مدينة الكساندريا قوله: “نحن لا نريد أن تكون الملابس مانعًا، وهذا واحد من أسباب ابتعادنا عن الحديث حولها”. ويجادل البعض بأن الصلاة بملابس غير رسمية في الكنيسة لا تعني عدم احترام للدين بل تعبر عن حميمية وأُلفة بين المؤمن والله في بيته. ومن المحتم أن يؤدي السجال حول خطايا الملبس الفاضح الى نقاش آخر حول اصدار الأحكام على الآخرين بسبب مظهرهم. وقال جوني مور راعي الأبرشية التابعة لجامعة ليبرتي الانجيلية إن للمسيح موقفاً حازماً بشأن الحكم على الآخرين، مشيرًا الى أن طلابًا حضروا قداساته بالبيجاما. واعرب عن اعتقاده بأن الاميركيين العلمانيين والمتدينين ضموا قواهم في مواجهة الحرية الجنسية السائدة في ثقافة الشباب بلا قيود. وحول الشباب الذين يرتادون ابرشيته، قال القس مور: “على العموم يجب ألا ترتاد الكنيسة كما ترتاد ملهى ليليًا”.
قم بكتابة اول تعليق