مفرج الدوسري: الإحساس اللي يحس فيه مو إحساس

لم يبق للاخوة الأفاضل فيما يسمى بائتلاف المعارضة سوى اصدار البيانات، فهي بالنسبة لهم المتنفس الوحيد بعد ان انفض الناس من حولهم لتضارب مواقفهم، وآخر هذه البيانات جاء مليئاً بالمتناقضات وهو امر ليس بالمستغرب بالنسبة لي ولا للكثيرين ممن تابعوا الخطوات الأولى لما يسمى بالمعارضة وحتى بعد ان اصبحت ائتلافاً، فكلنا يعلم انها لم تبن على اسس قوامها المصلحة العامة، وانا بنيت على مصالح شخصية وطموحات واهواء، وهي بمثابة الجرف الهار الذي اودى بمن وقف عليه، لذلك جاء بيانهم هزيلاً (تعاني الكويت من ازمات شديدة تظهر في كل يوم بسبب النهج الفردي في ادارة البلد، نهج يعادي الحريات ويرعى الفساد والافساد، نهج زرع الفساد في جميع اركان الدولة ومؤسساتها، حتى وصلنا الى مرحلة يحكم فيها على الناشطين السياسيين من ثاني جلسة ودون تقديم دفاع، وبنفس الوقت يخرج المتهمون بتنظيم الانتخابات الفرعية ومن يشترون الاصوات والراشي والمرتشي وسراق المال العام ومهربو الديزل وغيرهم من عتاة المجرمين من الباب الآخر من النيابة دون كفالة وذلك مع غياب الشفافية في التعاطي مع الاعلام بمثل هذه القضايا التي تدعي السلطة زوراً وبهتاناً ان مرسوم الضرورة – الصوت الواحد – جاء لمحاربتها)!
٭٭٭
اولاً أزمات الكويت قديمة وابرز فرسانها هم من صاغوا البيان ووافقوا عليه، ثانيا، انتم من (يعادي الحريات) من خلال اقصائكم للآخر والسعي للحجر على رأيه فلا رأي يعلو على آرائكم، وانتم اسرع من يطرق ابواب المحاكم اذا ما وجه لكم النقد، والطعن في القضاء اذا ما انتزع منكم الحق ثم تتباكون على الحريات (عدا السيد احمد السعدون) ثالثا ان من (يرعى الفساد والافساد) و(نهج زرع الفساد في جميع اركان الدولة ومؤسساتها) هو من يعين ابناءه واشقاءه وابناء عمومته والمحسوبين عليه رغما عن انف الحكومة وبالتهديد في المناصب العليا للدولة حتى انه لم يعد في الدولة (مغز ابره) الا ولكم عدد من المحسوبين فيه يسربون لكم ادق التفاصيل وأهم الوثائق، كل ذلك على حساب ابناء وطنكم الذين لا ناصر لهم ولا معين سوى الله عز وجل. رابعاً، لا يعد كل من شتم و(زعق ونعق) ناشطاً سياسياً، والقضاء لا يلزمه لنطق الحكم عدد محدد من الجلسات، وعلى المتهم الذي يتهاون في تقديم دفوعه ان يتحمل النتائج، خامساً، اغلبكم خريجو فرعيات فلا تتاجروا بهذه القضية، اما من يشتري الاصوات ويرشي المواطنين فالامر لايزال ساخناً أمامكم ولم نسمع منكم تأييداً لما قامت به وزارة الداخلية او ادانة لمن قام بهذا الفعل المشين! اما عتاة المجرمين الذين لا تملكون الجرأة على ذكر اسمائهم فإلى (سقر) هم من سهل لهم العبث بمقدرات هذا البلد، سادساً، حين تصبح الشفافية في عرف البعض شتماً وطعناً وقذفاً وتشهيراً فالسكوت عنها اوجب، سابعاً، هو بيت القصيد الذي صدر البيان من اجله (الصوت الواحد) الذي يحمله كل من ليس فيه مصلحة مصائب البلد!
٭٭٭
اطرف فقرة في البيان (امام هذا كله نجد انه لزاماً علينا ان نوجه رسالة صريحة للسلطة القضائية بأن العدالة هي شعور واحساس وليس نصوصا مكتوبة) يا سلام على الكلام العذب، يعني الجماعة يبون القاضي في المحكمة يحذف كل الأوراق اللي في ملف القضية ويقعد يخز المتهم (ويتمقل فيه) ينظر ما تفيض به مشاعره واحاسيسه، واذا حس بشعور ان المتهم بريء يطلق سراحه، واذا لا والله شعر القاضي ان مشاعره اللي يشعر فيها تجاه المتهم مشاعر شك وأن الاحساس اللي يحس فيه مو احساس مريح «يصكه مؤبد»! هذا مو قضاء هذي سوالف ديوانية، بالله اذا القاضي ذاك اليوم متعكر مزاجه شيسوي يحكم ويمشي والا يؤجل النطق بالحكم حتى يتولد عنده احساس طيب ومشاعر فياضة تمكنه من الحكم! منطق غريب، لا يحترم عقل عاقل ولا يراعي منطق مجنون.
< نقطة شديدة الوضوح:
تغريدة جميلة للمغرد ناصر المطيري (يجب ان نفرق بين الملاحق سياسياً بسبب رأي مخالف للسلطة وبين الملاحق بسبب قلة ادبه، نحن مع الأول وضد الثاني) مع الاسف لن يفهم هذه التغريدة بعض من يطالب الآخرين بالشفافية!

مفرج البرجس الدوسري
maldosery@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.