حدد رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي في رسالة وجهها إلى الكونغرس خمسة سيناريوهات للتدخل العسكري في سوريا، وشملت رسالة ديمبسي تقييمًا غير سري لخيارات استخدام القوة العسكرية الأميركية في الصراع السوري.
أوضح الأدميرال ديمبسي أن الإدارة الأميركية مازالت تبحث الخطوات التي يجب أن تتخذها بشأن الحرب الأهلية.
وقدّم الجنرال ديمبسي في رسالة لرئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفين خمسة سيناريوهات مختلفة، تتراوح بين تقديم معلومات استخبارية والتدريب على استخدام الأسلحة وصولًا إلى نشر جنود “للهجوم ولتأمين” المواقع التي توجد فيها أسلحة كيميائية لنظام الرئيس بشار الأسد.
وكان البيت الأبيض أعلن في يونيو أنه سيقدم مساعدات عسكرية لجماعات من المعارضة السورية يتم اختيارها بعناية بعد إحجامه لعامين عن تزويد المعارضة بالأسلحة بشكل مباشر، فيما يأمل مؤيدو المعارضة السورية أن يبدأ تسليم الأسلحة التي ستقدمها الولايات المتحدة لهم في أغسطس.
وجاءت رسالة الجنرال الأميركي ردًا على تساؤلات قدمها عضوان بلجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ، بعد جلسة صاخبة عقدت الأسبوع الماضي لبحث بقاء ديمبسي فترة أخرى مدتها عامان في رئاسة هيئة الأركان المشتركة.
وبعد جلسة الأسبوع الماضي، هدد السيناتور مكين بتأخير تمديد فترة ديمبسي الى ان يرد على التساؤلات بشأن سوريا. ولم يتسن على الفور الاتصال بالمتحدث باسم مكين للتعقيب على ما إذا كان رد ديمبسي قد خفّف من مخاوف السناتور الجمهوري.
ورغم أن الخيارات المطروحة نوقشت من قبل، فان رسالة ديمبسي كانت أشمل ملخص علني للكيفية التي يمكن بها للجيش الأميركي مساعدة مقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، والمخاطر المحتملة والتكاليف.
وقال ديمبسي في رسالته إن كل هذه الخيارات ستزيد الضغوط على النظام.
وأضاف “تعلّمنا من السنوات العشر الماضية انه لا يكفي أن تغير فقط موازين القوة العسكرية، دون دراسة متأنية لما هو ضروري من أجل الحفاظ على دولة تعمل. يجب أن نتوقع وأن نكون مستعدين للتداعيات غير المقصودة لأفعالنا.”
إلا أن ديمبسي أشار في الرسالة إلى أن أي قرار محتمل بإرسال جنود أميركيين إلى سوريا “هو قرار سياسي أوكلته أمتنا لقادتها المدنيين”.
وقال ديمبسي في رسالته ان القوات الاميركية مستعدة لتقديم المساعدات الاضافية التالية :
– تقديم التدريب والمشورة والمساعدة للمعارضة. مثل هذه المهمة يمكن ان تشمل التدريب على الأسلحة والتخطيط التكتيكي والمساعدة المخابراتية واللوجستية. وقدر ديمبسي ان تبلغ التكاليف 500 مليون دولار سنويا.
– تنفيذ هجمات محدودة عن بعد. وقال ديمبسي ان هذا الخيار سيستخدم الضربات الجوية والصاروخية لمهاجمة الدفاعات الجوية السورية وهيكل القيادة لتدمير قدرة حكومة الاسد على شن حرب. ويمكن ان تصل التكاليف الى مليار دولار شهريا والمخاطرة بهجمات انتقامية ووقوع خسائر في صفوف المدنيين.
– إقامة منطقة حظر طيران. قال ديمبسي ان منطقة حظر الطيران تحتاج الى مئات الطائرات الهجومية ووحدات المعاونة. ويمكن ان تصل التكاليف الى مليار دولار شهريا وتنطوي على المخاطرة بفقد طائرات اميركية مع احتمال الفشل في تقليل العنف لان سوريا تعتمد بصفة اساسية على الاسلحة الارضية لا القوة الجوية.
– انشاء مناطق عازلة. قال ديمبسي إن هذا الخيار سيستخدم القوة لإقامة مناطق آمنة داخل سوريا حيث يمكن للمعارضة ان تتدرب وان تنظم نفسها مع تلقي حماية من هجمات القوات الحكومية. وهذه المناطق لحماية مواقع الحدود مع تركيا والأردن.
وقال إن التكاليف ستتجاوز مليار دولار شهريًا ويمكن ان تحسن من قدرات المعارضة بمرور الوقت. لكن المناطق يمكن ان تصبح هدفا لهجوم سوري.
– السيطرة على الأسلحة الكيماوية. قال ديمبسي إن القوة الفتاكة يمكن ان تستخدم لمنع انتشار الاسلحة الكيماوية وتدمير “المخزون الهائل” من الاسلحة السورية. وقال ان هذا الخيار يحتاج الى مئات الطائرات والأفراد على الارض ويمكن ان تبلغ تكاليفه مليار دولار شهريا.
وفي النهاية، تحدث ديمبسي عن إمكان نشر “آلاف عناصر القوات الخاصة وقوات برية أخرى … للهجوم وتأمين المواقع الرئيسية” حيث مخابئ الأسلحة الكيميائية في البلاد.
إلى ذلك قال رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأميركي مايك روجرز، إن المخاوف بشأن الخطط الاميركية لتسليح المعارضة السورية انحسرت لدى بعض أعضاء الكونغرس.
وأضاف روجرز وهو عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري لوكالة رويترز “نعتقد أننا في وضع يمكن فيه للحكومة (الأمريكية) أن تمضي قدما.”
وتابع “من المهم الإشارة إلى أنه لا تزال هناك تحفظات قوية. توصلنا إلى توافق على أنه يمكننا المضي قدما فيما يتفق مع خطط الحكومة الأميركية ونواياها في سوريا مع تحفظات اللجنة.”
من جانبه، عبر آدم شيف النائب الديمقراطي وعضو لجنة المخابرات بمجلس النواب عن رفضه إرسال أسلحة أميركية إلى المعارضين الذين يقاتلون حكومة بشار الأسد، قائلا “أعتقد أننا سنضطر إلى تقديم كمية كبيرة من الأسلحة ودعم عسكري إضافي يكفي لتغيير توازن القوى في ساحة القتال وسيؤدي ذلك حتما إلى أن ننغمس بعمق في الحرب الأهلية.”
قم بكتابة اول تعليق