احتج بعض الكويتيين وبعضهم الآخر تبجح، على المنحة المالية المقدمة من الكويت لمصر المحروسة، فتوقفوا عند الأرقام دون الغوص في المعنى الحقيقي لهذا الدعم (الخليجي) والذي يعكس حرص المنظومة الخليجية على صيانة الأمن الاستراتيجي في المنطقة، ذلك أن خروج مصر من المنعطف الراهن الذي تعيشه واستعادتها لدورها المحوري يسهمان في استقرار المنطقة وربما إغلاق بعض الملفات العربية المشتعلة.
ومن التحليل نقفز قليلا إلى المعلومات، فقد نشر الكابتن حسام الشملان على صفحته في الفيسبوك معلومات نقلها عن والده الراحل الكبير عبداللطيف الشملان الذي طلب منه حاكم الكويت وقتذاك المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح الذهاب إلى مصر والتعاقد مع عدد من المدرسين، ولما كانت الكويت عاجزة عن دفع رواتبهم وافقت حكومة مصر (الملكية) على تحمل النفقات.
أخلص إلى أن التاريخ يحفظ لنا المواقف الطيبة لمصر الملكية تجاه الكويت وعموم الخليج الذي نلحظه هذه الايام وهو يبادر بعزيمة لافتة في دعم مصر (الدولة) وهي تتحرر من عباءات مشايخ الدين السياسي وقبعات الضباط الأحرار على أمل أن يعود العسكر إلى ثكناتهم ويرجع المشايخ إلى مساجدهم لتبقى مصر الدولة.
هكذا يمكن تفسير الدعم الخليجي، وهكذا يمكن تفسير السخط عليه، فالساخطون الذين يقتاتون على الفوضى يدركون خطورة الاستقرار عليهم.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق