هروب مساجين “القاعد” من “باستيل العراق” مقدمة لحرب أهلية

وصف الكاتب السعودي يوسف الكويليت، عملية هروب معتقلين من سجني (أبو غريب) و(التاجي) بأنه “الانهيار لباستيل العراق”.
واعتبر الكويليت أن ما جرى في سجنيْ أبو غريب والتاجي، وتحرير ما يقرب من خمسمائة سجين من القاعدة معظمهم قادة، ومدربون على أعمال انتحارية وتخطيط لاختراق الحواجز المؤمنة من الدولة العراقية، يكشف عن “أنها بلا غطاء سياسي ولا أمني”، وأن هذه العملية التي زعمت السلطة بوجود عناصر من داخل السجنين متواطئين مع السجناء، “تكشف عرياً خطيراً بأن الدولة ومؤسساتها جميعاً مخترقة، وأن الأمن كأولوية أساسية ما عاد يحظى بالثقة الشعبية العامة وسط تفجيرات يومية تصل إلى عمق أجهزة الأمن”.
وتعرض سجنا التاجي وابو غريب الى الشمال والغرب من بغداد مساء الاحد الماضي الى هجوم مسلح تخللته اشتباكات تواصلت حتى صباح الاثنين.
وقال المتحدث باسم وزارة العدل وسام الفريجي إن 21 سجينًا قتلوا خلال العملية، فيما افادت مصادر امنية وطبية أن 20 على الاقل من رجال الامن قضوا ايضًا اثناء الاشتباكات.
وذكرت مصادر نيابية أن اكثر من 500 سجين تمكنوا من الفرار.
ووقع الهجوم وهو احد اكبر العمليات المنظمة ضد السجون في العراق منذ 2003، بعد عام تمامًا من نشر رسالة صوتية لزعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو بكر البغدادي دعا فيها الى مهاجمة سجون العراق.
وقد تبنى تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الذي يتبع قيادة “القاعدة” الثلاثاء الهجوم على السجنين.
واعتبر الكويليت في مقاله الذي نشرته جريدة “الرياض ” السعودية في عددها الصادر اليوم، أن الحادثة الخطيرة بتحرير السجناء “ليس عائدها فقط الحدث بذاته، وإنما نتائجها على مستقبل أمن العراق وسوريا معاً بعد توحيد فصائل القاعدة بقيادة واحدة، والأمر لا ينحصر في العراق وحده، بل إن أميركا المنزعجة من الحادثة وأحد أهم مطاردي القاعدة، بدأت تشعر أن باباً كبيراً فتح عليها في بلدين مجاورين، وأن حربها على الإرهاب يعد أمراً غير ناجح؛ حيث هي من تركت العراق نهباً لأوضاع صارت السيطرة عليها صعبة ومعقدة”.
بل أن ما حدث، بحسب الكويليت، “يُدخل أميركا شريكاً في مواجهات مع القاعدة في العراق وسوريا معاً، وهو رهانها حين وضعت سلطة عميلة لها، وتدين بأوامر إيران، ولعلها في هذا الموقف قد تصبح متورطة في أوضاع مستجدة لم تكن من خيارها، ولكنها صنعتها عندما مكّنت فصيلاً واحداً من حكم العراق لتكون النتيجة نشوء معارضة مسلحة لتحمي نفسها من بطش السلطة وتسيبها”.
وينبّه الكويليت في الوقت ذاته الى معادلة بدت غير متوازنة، ففي الوقت الذي يتقلص فيه نفوذ القاعدة إلى الحدود التي وصلت إلى حد التقوقع في معظم الدول العربية، لا نجد لها دوراً مؤثراً إلاّ في أفغانستان وباكستان، لكن تواجدها في هذا الزخم الكبير في العراق ثم انتقالها الى سوريا، يؤكد أن هناك بؤراً أخرى قد تنشأ في حالة اضطراب أي دولة وضعف أمنها..
بل أن اقتحام السجنين، كما يرى الكويليت، “لم يحدث حتى في دولة تتعرض لحرب أهلية مستديمة مثل الصومال”.
واعتبر الكاتب أن “حكومة العراق كشفت عن أنها أصبحت المؤسس للعمل الإرهابي، وأن حصانتها التي استمدتها بالاستقواء بأميركا، وحليفتها إيران، بدأت تتراخى إلى حدود انتشار الفوضى كمقدمات لحرب أهلية مدمرة”.
بل أن الكويليت اعتبر أن العراق الذي تعددت هوياته، وتكاثرت نزاعاته إلى حدود احتمال قيام حرب أهلية بين فصائله المسلحة والقادرة على جلب الأموال والأسلحة “تحوّل إلى منطقة حرب مفتوحة يساعد على ذلك فساد وضعف السلطة المركزية، واستشعار القوى الأخرى بأنها خارج اهتمام الدولة والتعمد بتهميشها ما أثبت أن دولة الفصيل الواحد لا يمكنها أن تستمر وتقود وتفرض اتجاهها على بقية الفصائل الأخرى”.

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.