يسرق الحدث الكويتي اليوم قلمي من الأحداث الساخنة في كثير من الساحات العربية وبالذات الساحة المصرية الأكثر صخبا وخطرا والتي نتابعها بكثير من الخوف والوجل.
الحدث الكويتي المتمثل بالانتخابات البرلمانية التي ستجري اليوم لا يخلو من عملية شد وجذب ورفض وقبول ومدح وقدح بسبب انقسام الرأي العام الانتخابي بين مؤيد للصوت الواحد ومعارض له.
ولست أرى من يعارض الصوت الواحد محقا في معارضته أو رفضه له، ما دامت المحكمة الدستورية قد فصلت في الأمر فصلا قانونيا دستوريا ينهي كل حجة وقول واجتهاد، فليس بعد قول المحكمة قول ولا بعد رأيها رأي، إلا من معاند ومكابر ومن لا يريد التعامل بواقعية ولا يؤمن بالواقع ويجنح إلى الخيال وإلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
لذلك يتعين على المؤمنين أو المصدقين بالديموقراطية الكويتية ألا يتوقفوا كثيرا عند عملية التشكيك بمجريات العملية الديموقراطية وفقا للصوت الواحد، حتى وان اجتهد البعض لإثبات بطلان الصوت الواحد بناء على اجتهادات يراها هو صحيحة ويراها غيره عكس ذلك، ولابد من نسف الجسور التي تفضي إلى الماضي وبناء جسور تؤدي إلى المستقبل، وهكذا تسير الحياة إلى الأمام ولا تعود إلى الخلف.
والمسؤولية الوطنية تحتم على كل من يتوجه اليوم إلى صناديق الاقتراع أن يحمل ضميره الوطني قبل أي شيء آخر ويدقق فيمن يختار من المرشحين بعيدا عن ضغوطات القربى والعائلة والقبيلة والطائفة أو ما دون ذلك من تقييمات، لأن اختيار المرشح للعمل البرلماني هو اختيار جماعي واختيار عام وليس اختيارا شخصيا يتصل بالحياة الشخصية المباشرة للناخب كالنسب أو الوظيفة او الجيرة مثلا، وأنت باختيارك عضوا للبرلمان فإنما أنت تنوب عن الأمة، وانت مندوب عنها في اختيار العنصر الجيد القادر على ممارسة العمل البرلماني وفق أصوله وتقاليده وليس وفق هواه الشخصي.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق