بعد جني أرباح إعلانات الانتخابات .. الصحف تستعد لتقسيم “كعكة التهاني”

لم تلتزم وسائل إعلام كويتية عدة بما أصطلح على تسميته سياسيا ب”الصمت الإنتخابي” الذي يسبق يوم الإقتراع بنحو نصف يوم، إذ يفرض قانون الإنتخاب إلتزاما دقيقا بمنع وحظر كل أشكال الدعاية الانتخابية للمرشحين قبل ساعات قليلة من الإقتراع.

بعض الصحف الكويتية خالفت هذا الحظر، ونشرت لقاءات ومقابلات ودعايات لمرشحين لإنتخابات البرلمان الكويتي التي جرت يوم السبت، وهو ما يعرف عادة بالإعلانات المخفية التي تتستر وراء مقابلات ومقالات وتغطيات تأخذ شكل المادة الصحفية، وتكون غالبا وجبات مالية دسمة لإدارات الصحف.

بعد الصمت الإنتخابي الذي أنتهكته صحف عدة، فإن الأنظار باتت تتجه إلى تورم أضافي خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث بدأت الصحف بالإستعداد له بنشاط وإجتماعات متلاحقة لأقسام التسويق والعلاقات العامة، إذ سيبادر آلاف الكويتيين والشركات والمؤسسات الى نشر إعلانات تجارية مدفوعة لتهنئة النواب الذين فازوا بعضوية البرلمان الجديد، وهي إعلانات سوف تغطي أجزاء واسعة من مساحة النشر في الصحف.

وتتداخل في أسعارها وطريقة إبراها عوامل وجاهة ومنافسة إجتماعية وقبلية، فبعص أصحاب إعلانات التهنئة يصرون إصرارا عميقا على أن تتهيأ لإعلاناتهم كل أشكال الظهور والبروز أيا كانت الأسعار، وتحديدا كبار رجال الأعمال الأثرياء الذين يحجزون غالبا الصفحات الأولى والمهمة بأي سعر تُحدده الصحيفة.

وقبل حلول الصمت الإنتخابي، ويوم الإقتراع يقول عاملين في بعض الصحف الكويتية إن أسعار المقابلات واللقاءات الخاصة والإعلانات لبعض المرشحين في فترة الحظر تحظى بأسعار “جامبو”، لكنها لا تكون متاحة للجميع، إذ أن السباق الإنتخابي حين يصل الى نهايته قبل الإقتراع، يكون ضرع الموازنات الخاصة بالحملات الإنتخابية قد جف، لكن بعض المرشحين، ولا سيما الأثرياء منهم يبقون قادرين على الصرف والإنفاق، وأحيانا بمبالغ فلكية وغير معقولة

أيمن الحسيني الموظف في أحد الصحف يقول إن العديد من الصحف تتحول في الموسم الإنتخابي الذي لا يدوم أكثر من شهر في أحسن الأحوال الى نشرات إنتخابية لتحركات وتصريحات ومواقف مئات المرشحين لإنتخابات البرلمان، لا بل أن قسم الإعلان والتسويق في الصحف هي التي تتولى فعليا قيادة الصحيفة فهي التي تتولى أمر وشكل ومضمون الصفحات، من خلال الحجز المسبق للإعلانات التجارية المتفق عليها مع المرشحين، وهي إعلانات تدر دخلا ضخما جدا

سمية فاروق وهي عاملة أيضا في بعض الصحف تقول إن وقوع يوم الإقتراع في موسم الصيف يوفر موسما إستثنائيا للصحف الكويتية على إختلافها، إذ تعتبر فاروق أن الصحف خلال الصيف تبدأ بالتثاؤب مع الهجرة الموسمية للكويتيين والمقيمين من الداخل الى الخارج لقضاء إجازات الصيف، كما أن حجم الصحف يتقلص في مسعى من إدارات الصحف لتوفير الورق، خصوصا مع إنخفاض ملموس في أعداد النسح المباعة من الصحف، ولاسيما أن الشركات الكبرى تُقلص هي الأخرى من نشراتها الإعلانية والترويجية ليقينها أن الإعلان في الصحف الورقية في الصيف أمر غير مُجْدٍ، وهو أمر يُعوّضه حاليا الموسم الإنتخابي الذي ضاعف أحجام بعض الصحف

جمعة السالم – إداري في صحيفة- يقول إن أرباح بعض الصحف في الموسم الإنتخابي تكون عالية جدا، وأنها تُغطّي تكاليف الصحيفة بضعة أشهر مقبلة، لافتا الى أن ما هو أهم من الإعلانات التجارية المباشرة، هو (الديلات) الخاصة بالمقابلات الحصرية التي يحدد سقوفها وأسئلتها ورسائلها المرشحين أنفسهم، مع فرقهم الإستشارية.

كما أن بعض الصحف الكويتية توفر لبعض المرشحين إستبيانات وإستطلاعات غير دقيقة، وتكون مبنية على إجتهادات مراقبين ومحررين برلمانيين بشأن إتجاه قوة التصويت في بعض الدوائر الإنتخابية، علما أن حصيلة هذه الإستطلاعات من شأنها أن تصب بدون أي براهين علمية أو منطقية لصالح مرشحين إبتكروا هذه الطرق للترويج لأنفسهم.

ويقول السالم إن الصحيفة التي يعمل بها، وأيضا صحف أخرى لها ثقلها لا تقوم بمثل هذه الأفعال، لكنه لا يعفيها من (الديلات الجامبو) التي تُبرم عادة بمبالغ فلكية وتكون عادة سرا بين مرشحين (سوبر) و بعض مُلّاك الصحف، الذين ينشطون أيضا على تسويق صحفهم لتوقيع عقود حملات إعلانية ضخمة مع العديد المرشحين.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.