عبدالله خلف: الدكتور يعقوب الغنيم في موسوعة الأزمنة والأمكنة

جاء في الجزء الثالث من هذه الموسوعة الثقافية ما نشره المؤلف من قبل في جريدة «الوطن» بتاريخ 2008/1/30م.. موضوع ممتع عن المنتدى الادبي الاول في الكويت سنة 1924م.. واستقاه من مرجعين هامين اذ يقول المؤلف: لن نجد احدا يتحدث عن قيام النادي الادبي، وعن اهدافه وانشطته مثل رئيسه، وسكرتيره.. الاول هو الشيخ عبدالله الجابر الصباح والثاني هو السيد محمد سليمان العتيبي، فقد تحدثا عن ذلك بما يشفي غليل المتطلع الى معرفة ما دار في ذلك الوقت البعيد، وذلك خلال تسجيل اجراه تلفزيون الكويت سنة 1963 تناول الشيخ مسائل كثيرة منها رغبة ابناء النادي في التشبه بما هو جار في مصر، لذا يذكر الكثير عما كان يدور في الدول العربية الشقيقة.. وخاصة في المجالين السياسي والثقافي.. وبعد مرور فترة بدأوا يتطبعون بما هو جارٍ في مصر، يقول: سنة مرّت والنادي نادٍ ادبي ثم انشغل بالسياسة وجدالها، يتحدثون عن حزب الوفد وزعيمه سعد زغلول، والحزب الدستوري ورئيسه محمد محمود والحزب الوطني ورئيسه حافظ رمضان، وذكر الشيخ عبدالله الجابر انه كان مع حزب الوفد وهو حزب الاكثرية في مصر.
ويقول الشاب الكويتي في ذلك الوقت انه كان يعرف القضية المصرية اكثر من المصريين ويقول ان في النادي من الصحف المصرية المؤيد، والاهرام، والمقطم، والدستور والمنصورة، والجهاد، والكشكول، وجريدة الرسالة الاسبوعية.
هكذا كان يروي الاحداث بذكائه الفطري المتّقد… ويقول ان النادي كان يتفاعل بما يجري في مصر ويحتفل عندما ينال الوفد انتصارا ويحزن عندما يحدث حادث مؤسف له أو لرئيسه، فقد حدث ان اقام النادي الكويتي مأتما لمدة ثلاثة ايام عندما اصيب سعد زغلول بجراح بيد أحد الخونة، ونقل الى المستشفى.. وعن نشأة النادي روى الشيخ عبدالله الجابر: أجَّرنا ديوان اسرة الجوعان وسار النادي مهتما بالثقافة والادب والتاريخ والمسامرات الليلية.
واللطيف ان اعضاء النادي كانوا يرتدون البدلة، كما هو في مصر بدلا من الدشداشة وبصفتي رئيسا للنادي ألزمني الاعضاء بارتداء البدلة بكامل هيئتها.. (وكان المثقفون يتكلمون باللهجة المصرية كما عهدنا بعض المدرسين وهم لم يشاهدوا مصر ولكن من خلال متابعة الافلام المصرية.. والاختلاط بالمدرسين المصريين، ومن أقام بها للدراسة، أو لدورة ولو لفترة قصيرة فإنه اخذ يتحدث بها طوال عمره..).
اما عن البدلات فقد قال الشيخ عبدالله الجابر: كان عندنا خياط اسمه سيد فخري وهو الوحيد في الكويت الذي كان يجيد خياطة البدلات، ويقول: لقد ذهبت اليه فعمل لي بدلة فلبستها مع محافظتي على ارتداء الغترة والعقال وقال الشيخ عبدالله: وكم كان الامر مُرْبكاً عندما ذهبت الى عملي لأقضي بين الناس في المحكمة وكنت جالسا على الارض وعلى مقربة مني البعارين والغنم وكل من رآني من اولئك المتقاضين كان يعجب بلباسي وجلستي وفي المساء اذهب الى قهوة بوناشي في داخل السوق حيث انظر في قضايا الغواصين، وانا على هذه الحال واستنكر رواد المقهى بدلتي وقالوا عبدالله الجابر لابس بدلة كأنه (عنقريز) انجليز، وكان منظري عجبا وانا جالس بالبدلة على الارض في ساحة (فورد) بالصفاة بلا حصير أو بساط ولا سجادة بل على الارض مباشرة، وتلبس في النادي الادبي (السموكنج).
وكان سكرتير النادي محمد سليمان العتيبي، بوسليمان سكرتيرا للحكومة.
وأضيف انا كاتب هذه السطور ان السيد محمد العتيبي كوَّن فريقا للعرضة الحماسية عند تهديد عبدالكريم قاسم الكويت وكنت اراه يكتب شعر العرضة ويقف كقائد للفرقة يؤشر حسب الايقاعات الصوتية وأُطلق على الفرقة (فرقة صديق الاذاعة) وكان يتبادل الكتب مع والدي خلف التيلجي اثناء عمله بالبريد ودار الحديث يوما عن الخليل بن احمد فأحضر لوالدي كتابا عنه.. وكان يمتلك في منزله اكبر مكتبة خاصة حتى عندما انتقل الى منزله في منطقة الشويخ (ب).
ويعود بنا الحديث عن النادي الادبي وفي رابطة الادباء لوحة فوتوغرافية لأعضاء النادي الأدبي ومحمد العتيبي يظهر في الصورة وهو يحتضن لوحة كتب عليها «النادي الادبي».. وكانت نشأة النادي في 1341هـ 1924م واستمر لمدة عامين ثم اغلق لانشغال اعضائه بالتجارة.. وأُعيد باسم «الرابطة الادبية» في 1958 لاستقبال مؤتمر الادباء في ثانوية الشويخ لمدة قصيرة.
وعادت باسم رابطة الادباء الكويتيين تطبيقا لاحكام القانون رقم 24 سنة 62 واشهار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تحت رقم 33 (اندية وجمعيات نفع عام) بتاريخ 1965 واعضاؤها المؤسسون هم:
-1 يوسف السيد هاشم الرفاعي.
-2 عبدالصمد التركي.
-3 عبدالمحسن محمد الرشيد.
-4 عبدالله سنان محمد.
-5 يعقوب يوسف الغنيم.
-6 عبدالله الدويش.
-7 فهد الدويري.
-8 فاضل خلف التيلجي.
-9 هداية السلطان.
-10 محمد عبدالمحسن البداح.
-11 علي السبتي.
هكذا كانت مسيرة النادي الادبي الى رابطة الادباء الكويتيين.
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.