اعلنت وزارة الداخلية العراقية دخول العراق في “حرب معلنة تشنها قوى طائفية دموية تستهدف اغراق البلاد في الفوضى وإعادة إنتاج الحرب الأهلية” وحثت على تضامن الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية والدينية لمواجهتها .
وقالت الوزارة في بيان لها انه بعد تصاعد “وتيرة الاعتداءات بهدف اشعار المواطنين بالاحباط وتغذية نزعات الانقسام الطائفي وشل الحياة المدنية في البلاد فقد أصبح لزاما علينا مخاطبة المواطنين الكرام بالحقائق”.
واكدت الوزارة على “التضامن الكامل بين الأجهزة الأمنية والحكومية والمؤسسات الاجتماعية والدينية والسياسية لمواجهة هذه الحرب الشعواء التي تأخذ طابع الإبادة الجماعية”.
ومضت الى القول “انه رغم التضحيات الكبيرة والجهود المخلصة التي يبذلها المتفانون في الأجهزة الأمنية الا أن ضخامة وسعة الاعتداءات الإرهابية تكشف عن اختراق كبير لجماعات الإرهاب للنسيج الاجتماعي ووجود حواضن بشرية ودعم تتلقاه هذه العصابات الأمر الذي يستدعي تعبئة شاملة لجهود المواطنين مع الأجهزة الأمنية”.
ونبهت الوزارة بعد موجة التفجيرات العنيفة التي ضربت العراق أنه “بدون تعاون بناء ومثمر لا يمكن الحد من الاعتداءات الإرهابية بالاقتصار على جهود الأجهزة الأمنية وحدها” ماضيا الى القول ان “الأمن بالمفهوم المعاصر هو حصيلة تضامن وطني فعال ومشاركة بين المجتمع والأجهزة الحكومية المعنية”.
ودعت الوزارة وسائل الاعلام الى “تحمل مسؤولياتها الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية بالكف عن الترويج الإعلامي للارهاب بدون قصد اذ ان الإرهاب يستفيد من الصدمات التي تحدثها هجماته إعلاميا وسياسيا لاجتذاب ذوي النزعات العدوانية الطائفية وتغذية الانقسام الاجتماعي”.
ودعت الوزارة الى “تفهم ظروف البلاد الحرجة” موجهة الدعوة الى القوى السياسية وممثلي الشعب الى دعم الأجهزة الأمنية وإسنادها ودعمها لإكمال الاحتياجات والنواقص الفنية والتقنية لمساعدتها في أداء واجباتها.
وخلصت الوزارة الى التحذير من هجمات اخرى بالقول “ندعو فئات شعبنا الصابر الى أخذ الحيطة والحذر من المخطط العدواني الاستئصالي الذي يستهدف وجود العراق دولة ومجتمعا والى مواجهة هذا التحدي الكبير والدفاع عن الوطن وأمنه الى جانب القوات الأمنية فمعركتنا هي معركة وجود وكرامة وحرية”.
وكان 86 عراقيا قتلوا فيما اصيب 200 اخرون بسلسلة تفجيرات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة طالت مناطق متفرقة في العراق هي الاعنف منذ بدء شهر رمضان وشهر يوليو كانت حصة العاصمة العراقية بغداد وحدها مقتل 64 مدنيا وجرح 120 آخرين وذلك اثر انفجار 14 سيارة مفخخة بحسب مصدر طبي في دائرة صحة بغداد فيما قتل 22 عراقيا وجرح 80 بانفجارات في البصرة والسماوة وواسط.
واستخدمت في تلك التفجيرات 17 سيارة مفخخة واربع عبوات ناسفة فجر المسلحون خمسة منها في منطقة الحرية غربي بغداد فيما انفجرت ثلاث سيارات مفخخة في مدينة الصدر واحياء متاخمة لها وكذلك انفجرت سيارتان مفخخات في مدينة الكاظمية.
وتوزعت بقية التفجيرات على احياء الشعب والبياع والشرطة الرابعة والدورة والجامعة والسيية والطوبجي وبغداد الجديدة اضافة الى قضاء المحمودية.
وفي بيجي (200 كلم شمال بغداد) قتل آمر فوج طوارئ وهو مقدم في الشرطة واثنان من الضباط من مرافقيه وابنه الشرطي خلال اقتحام مخبأ لمسلحين قيل انه مصنع للعبوات الناسفة كما اصيب خمسة من افراد الشرطة كانوا معهم.
كما قتل ضابط برتبة نقيب في قوات الطوارىء بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته الخاصة غرب مدينة الرمادي 100 كلم غربي بغداد.
وشهد شهر يوليو الجاري اعنف تفجيرات واعمال مسلحة في مناطق متفرقة من العراق تسببت بمقتل 831 عراقيا منذ مطلع الشهر ليصبح عديد العراقيين الذين قضوا في هذا الشهر 917 عراقيا بحسب تقارير لرصد العنف في العراق.
ودان الاتحاد الاوربي الهجمات الاخيرة في العراق حيث اوضح بيان صادر اليوم عن المكتب الاعلامي للممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون بحسب بيان وزارة الخارجية.
وذكر البيان “ان الاتحاد ادان بأشد العبارات سلسلة أعمال العنف التي وقعت مؤخرا في العراق ومنذ شهر رمضان والتي ازهقت ارواح الابرياء”.
كما دانت الولايات المتحدة الامريكية عبر سفارتها في بغداد اليوم تلك الهجمات ووصفتها ب”الهجمات الإرهابية البشعة والوحشية” مؤكدة “وقوفها بحزم إلى جانب العراق في حربه ضد الإرهاب”
قم بكتابة اول تعليق