مظاهرات الإخوان واستمرار الاعتصام في رابعة العدوية يميط اللثام عن فجاجة استغلاهن للنساء والأطفال، وتصديرهم كدروع بشرية، وأنهم لن يترددوا لحظة فى جعلهن وقود لحربهم على الشرعية في إعادة حكم مرسى، ويعكس عدم مصداقيتهم في تطبيق صحيح الدين، ومحظوراتهم التي طالما كانوا يتشدقون بها، فلا تتعجب إن سمعتهم يطالبون النساء بعدم الرحيل من رابعة، بعد التهديد بفض الاعتصامات، وأن يتم وضعهن في المقدمة لتكن أولى المصابات في حال حدوث اشتباكات لتتلقى الموت، وهم بدم بارد.
وحملت هبة عادل مؤسس مبادرة “المحاميات المصريات”، المسئولية عن العنف فى مظاهرات المنصورة بشكل واضح لجماعة الإخوان، لاستخدامها النساء في المظاهرات كدروع بشرية، حتى يكون مقتلهن حادثا مستفزا للمجتمع، مستدرا لتعاطفه والتضامن مع الإخوان فى أغراضهم التى تخصهم وحدهم، الأمر الذى يعنى أنهم يتاجرون بالصالح العام من أجل صالح خاص، دون النظر إلى أن هذا العام، هو روح سيدة أو طفل، طالما كان الأمر يصب في مصلحة جماعتهم.
وأوضحت عادل أنه من المعروف حتى فى أثناء الحروب، يحرم ويجرم تصدير النساء والأطفال فى المقدمة واستخدامهم كدروع، بل يجب توفير أماكن آمنة لهم، ومن ثم نريد أن نطرح تساؤلا نوجهه إلى جماعة الإخوان الذين يمثلون حكام الأمس: “ألم يقولوا فى يوم من الأيام أن صوت المرأة عورة؟ وأن السيدات اللواتي ينزلن الميادين هم العاريات المطلقات اللواتى ينزلن الميادين للاغتصاب؟ ألا يكشف لنا ذلك فلسفة الإخوان، في التعامل مع النساء، عارية دون زينتهم الزائفة، بعد أن باتوا خارج السلطة.
فيما يرى عمر أحمد المنسق العام للاتحاد النسائى المصرى، أن أولى مبدأ في حقوق الإنسان الدفاع عن حياة الإنسان دون تمييز على أساس دينه أو جنسه أو عقيدته، موجها اللوم إلى بعض المنظمات الحقوقية التى صمتت على الواقعة، باعتبار أن من قتلن منتميات لفصيل سياسى ربما يكون مرفوضا أو مكروها أو منبوذا فى المجتمع، رافضا أن يتدخل “الهوى السياسي” أو “الشخصى” في اضطلاع أى حقوقى بواجبه الإنساني، في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق النساء بشكل خاص.
وحمل “أحمد” جماعة الإخوان مسئولية الحادث، بصفتها الداعية للمسيرة دون أن توفر التأمين اللازم للمتظاهرين والمتظاهرات، فضلا عن الغياب الأمنى، وعدم تواجده بشكل متوازن في جميع أنحاء الجمهورية وطالب بسرعة إجراء التحقيقات حول الحادث، والوصول إلى نتائج ملموسة تصل إلى وضع اليد على الجناة، وألا يتم حفظ القضية، بدعوى أن الفاعل مجهول ولم يستدل عليه.
أما داليا زيادة مدير منظمة المرأة بحزب العدل، فتقول إن مقتل 4 نساء فى المنصورة من قبل البلطجية أمر مفجع، ملقية بالمسئولية على جماعة الإخوان، فهي التي عرضت النساء للقتل بوضعهن فى الصفوف الأولى، وأنه من العار أن تستخدم جماعة الإخوان النساء والأطفال في اشتباكات عنيفة ليموتوا، من أجل كسب التعاطف الدولى، خاصة أن قيادات الجماعة أصرت على توجه المسيرة إلى منطقة تشتهر بأنها مأوى للبلطجية، وهو ما يوضح أن قيادات الجماعة تدفع بنسائها إلى الجحيم دون أن يهتز لها طرف من أجل مصلحة الجماعة”.
ورفضت إيفون مسعد المنسق الإعلامى للجبهة الوطنية لنساء مصر، كل أشكال العنف ضد أى مواطن مصرى، سواء سيدة أو رجل أو طفل، وأى اعتداء على مظاهرات سلمية تعرض مطالبها دون استخدام العنف مطالبه بإجراء تحقيقات عاجلة وسريعة بشأن واقعة مقتل سيدات المنصورة، وتحديد الجناة وضبطهم، فنحن مثلما كنا ندافع عن النساء اللواتى تعرضن للتحرش الممنهج والاغتصاب الجماعى فى ميادين مصر، وسط صمت إخوانى حكومى ورسمى، ندين بنفس المنطق ما حدث مع نساء الإخوان ونرفض أن يضيع حقهن.
قم بكتابة اول تعليق