حسن كرم: أخيراً.. تكلم خالد الجارالله

عندما كتبنا في هذه الصحيفة العزيزة «الوطن» وعلى هذه الصفحة مقالات اوضحنا فيها ما يتعرض له المواطنون من ابتزاز من بعض السفارات الأوروبية على خلفية اصدار الفيزا وقد قلنا من بين ما قلناه ان رسوم الفيزا خيالية علاوة على المعاملة السيئة والمهينة أعطانا المسؤولون في وزارة خارجيتنا العتيدة أذناً من طين وأذناً من عجين، وكأنهم يقولون: لا نرى لا نسمع لا نتكلم مع ان وزارة الخارجية هي الجهة المعنية برعاية مصالح المواطنين مباشرة مع السفارات الاجنبية المعتمدة في البلاد او مع بلدانها وكأننا كنا نصرخ في واد او ننفخ في قربة مخروقة..!!
الا انه.. اخيرا بعدما علت الصيحات وكثرت الشكاوى واشبع المواطنون اهانات وسوء معاملة وتأخير صدقت الخارجية ان هناك مشكلة وان هناك معاناة يلقاها المراجعون على ابواب السفارات ومكاتب استخراج الفيزا فعلى بركة الله وما شاء الله وباسم الله اخيراً تحركت خارجيتنا فقام وكيل الوزارة السفير خالد الجارالله باستدعاء عدد من السفراء الأوروبيين المعتمدين في الكويت ليبلغهم معاناة المواطنين باستصدار الفيزا الأوروبية (الشنغن) علاوة على الرسوم العالية والتأخر، والغريب لم نسمع او نقرأ رداً مفعماً من السيد الوكيل على ردود السفراء ويبدو انه قد اقتنع بردودهم لذا فقد اثر الصمت، وهنا نسأل السيد الوكيل اذا صح ان الاجراءات التي تطبقها السفارات خاضعة لقوانين الاتحاد الأوروبي فهل تطبق فقط على الكويتيين أم انها مطبقة في كافة السفارات الأوروبية المعتمدة من الخارج ام ان ثمة استثناءات وتسهيلات تمنح لبعض البلدان، فيعفى مثلاً مواطنها من (الشنغن) او يمنحون الفيزا لدى الوصول الى بوابات منافذ الدخول فمثلاً رعايا بعض البلدان الخليجية معفوون من الفيزا المسبقة ويحصلون عليها اثناء وصولهم الى هناك مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة فما هو وجه الاختلاف حتى يعفى اخواننا الخليجيون بينما يتم التشدد مع الكويتيين ثم هناك (37) دولة رعاياها معفوون من فيزا دخول الكويت وغالبيتها اوروبية فلماذا لا تتم المعاملة بالمثل..؟!!
لا نشك ان العلة ليست هناك وانما العلة باطنية علتنا هنا في حكومتنا وفي وزارة خارجيتنا التي آخر ما تفكر به راحة الكويتيين وحفظ كراماتهم!!.
ولعلي اجزم ان السفارات الأوروبية لن تعفي او تخفف من اجراءاتها ولن تخفض رسوم الفيزا ذلك ان الرسوم المالية وهي مبالغ هائلة تدخل في خزائن السفارات وتشكل مصدر ايراد لها، ودليلاً على ذلك فقد اعلنت السفارة البريطانية قبل مدة انها بصدد اعفاء الكويتيين من الفيزا المسبقة الى المملكة المتحدة، الا انه في تصريح اخير للسفير البريطاني تحدث عن زيادة عدد ساعات العمل لموظفي القنصلية وتحدث عن العلاقة التاريخية بين البلدين متجاهلاً الحديث عن التسهيلات او الاعفاءات للمواطنين الكويتيين الزائرين للملكة المتحدة سواء للدراسة او للعلاج او للسياحة..!!
نعود ونقول لا يقع اللوم على السفارات الأوروبية وغير الأوروبية اذا اساءت معاملة الكويتيين انما اللوم كل اللوم لا ريب يقع على حكومتنا الرشيدة ووزارة خارجيتنا النشيطة جداً اللي آخر ما يهمها حفظ كرامة الكويتيين..!!

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.