إقبال الأحمد: فاطمة تفقد حبيبها

لن أرثيه لأنني لم أخبره ولم أجالسه ولم أعرف عنه الكثير ولم أتحدث معه كثيراً، ولم أكن قريبة منه لأعرف إيجابياته وسلبياته. لذلك، لن أرثيه، لكنني أعرف عنه أنه ظاهرة كويتية نفتخر بها كلنا، لها بصمة في كويت الفكر النير والرؤية المتفتحة، تسلّم مهاماً حكومية رفيعة لم توكل إليه إلا للثقة فيه ولخبراته وقدراته.

عندما تفقد العزيزة الغالية السيدة القديرة فاطمة حسين رفيق دربها، فهي لم تفقد إنساناً عادياً، وهي لم تفقد زوجاً فقط، وهي لم تفقد شريكاً عادياً لحياتها، بل فقدت نصف قلبها.

لم أتحدث معها ولا أعرف كيف كانت تعيش مع رفيق دربها، رحمه الله، ولكني أقرأ في عينيها حباً واحتراماً عجنا بالعشرة الراقية والألفة والصداقة، فكونا قلباً واحداً وجسدين، عشرات السنين عجنتهما معاً، التصقا ببعضهما روحياً، ولكن دوام الحال من المحال، فرحل أحدهما قبل الآخر، وهذه سنة الحياة.

ما أروعك يا نصف فاطمة الجميل، فقد رحلت وتركت في قلبها قلباً آخر، ينبض مع قلبها ويرحل معها وينام معها، ويتذكر معها.

ما أجمل الزواج عندما يبدأ باثنان وينتهي بواحد، قلب واحد وحب واحد واحترام واحد.

لم يبلغك أنه راحل عنك، تعرفين لماذا يا فاطمة؟ لأنه لم ولن يرحل من قلبك، ذهب جسداً عندما ووري الثرى، وبقي اسماً وحباً وذكرى وعشقاً في قلبك إلى أن يرحل معك، بعد عمر طويل.

رحمك الله يا سليمان عبدالرزاق المطوع.

إقبال الأحمد

iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.