السفير العراقي: نحن والكويت جمعنا الموت فلا تفرقنا الحياة

وصف السفير العراقي لدى البلاد د.محمد حسين بحر العلوم غزو الكويت عام 1990 بانه صدامي وانه حدث أليم الصق العار بابناء الشعب العراقي وهم أبرياء منه.

وقال بحر العلوم في كلمة القاها في الجالية العراقية خلال حفل افطار سنوي تقيمه السفارة على شرف الجالية والذي تزامن هذا العام مع الذكرى الثالثة والعشرين للغزو العراقي قال بحر العلوم «ان الشعب العراقي رفض ذلك الغزو وكبر عليهم ان يروا بلدا آمنا وشعبا كريما يتهاوى في غمرة حماقة رجل مجرم جائر كانوا يعيشون آنذاك في ظله».

واضاف السفير بحر العلوم «ان العراقيين يتذكرون بكل ألم الذكرى الثالثة والعشرين للغزو الصدامي الآثم على دولة الكويت، عندما تسللت مع خيوط فجر ذلك اليوم المشؤوم اليد الصدامية وقراصنة صدام الى هدوء هذا البلد الآمن ليجلبوا اليه الدمار والفوضى والرعب والموت، لافتا الى ان تزامن حفل الافطار مع الذكرى الأليمة للغزو جاء بمحض الصدفة».

وأضاف يقول «عندما نسترجع تلك الذكرى الأليمة ونسترجع التاريخ نرى كم هالنا وروعنا هذا الحدث الأليم، حيث أراد صدام بفعلته الشنيعة ان يطعن الأخوة العراقية – الكويتية في الصميم، وحرص على الا يجتمع الشعبان الشقيقان حتى على شبر واحد من المحبة والوئام، وترجم نظرياته بالوحدة العربية الى ابتلاع الجار الصغير ونهب ثرواته واهدار كرامة بلد آمن مستقر وشعب كريم».

واردف بحر العلوم قائلا «للحق فان الشعب العراقي لم يبدل يوما جيرة أشقائه الكويتيين مع اعتزازه بعلاقاته مع جيرانه الآخرين»، وتابع «ان ما بين الشعبين العراقي والكويتي هو عرق ممتد في أعماق الأرض والتاريخ، عجز المجرمون ان يقطعونه، فحتى أمواتهم وأمواتنا تقاسموا الموت والاضطهاد في مقابر صدام الجماعية فتعانقوا وبعثوا رسالة للمستقبل.. وللأحياء تحثهم على التلاحم والتراحم، وكأن أجسادهم البالية في تلك المقابر تقول لقد وحدنا الموت فلا تفرقكم الحياة».

وأشار السفير بحر العلوم الى أنه وبعد سقوط الطاغية حاول البلدان الشقيقان البدء بمسيرة جديدة من العلاقات، خصوصا ان دولة الكويت من أوائل الدول الداعمة والمهيئة لتحرير العراق من براثن الطاغية» مردفا بأن «البلدين سعيا الى تنقية شوائب التاريخ وتراكماته في سبيل استعادة روعة العلاقات التاريخية، لافتا الى ان العراق يعمل بكل جد واهتمام لتنفيذ كل التزاماته الدولية ما ترتب عليه اثر ذلك الغزو الإجرامي وذلك للخروج من أحكام الفصل السابع بالتعاون الايجابي من خلال دعم ومساندة من دولة الكويت والمجتمع الدولي».

كما شدد بحر العلوم على رفض البلدين لكل نعرة هدامة ودعوة مشبوهة وكل صوت نشاز يساهم في تعكير الأجواء الأخوية مضيفا بالتأكيد على ضرورة ان نضع سويا ايقاعات جديدة لجيرتنا الجميلة واخوتنا التاريخية مستفيدين من اخفاقات الماضي برسم خريطة تكون منطلق خير وازدهار لكل المنطقة، لان العراق يفتح أشرعته نحو أفق وسماء تسودها بوادر الخير والمحبة.

الى ذلك فقد أعرب السفير العراقي محمد بحر العلوم عن خالص شكره وتقديره للمكرمة السامية لحضرة صاحب السمو أميرالبلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بقبول الطلبة العراقيين المتفوقيين في الثانوية العامة في جامعة الكويت.

ولفت السفير العراقي الى ان العراقيين ونتيجة لعدم وجود اتفاقيات ثقافية بين البلدين، وبعد السنوات العجاف التي مرت على العلاقات بينهما فقد اصبحوا في معزل عن الدراسة في جامعة الكويت، ولهذا نحرص في كل سنة ان نتقدم الى صاحب السمو الأمير بقائمة تضم طلبتنا المتفوقين، ومنذ سنوات وعيوننا مشدودة لسموه بأن يشمل أبنائه العراقيين بمكرمته الأبوية، وبالفعل شمل سموه هذا العام باعطاء مكرمته بقبول من 11-10 طالبا عراقيا من أصحاب المعدلات التي تسمح لهم بالتنافس مع نظرائهم في الدول الأخرى في جامعة الكويت.

وأعلن السفير العراقي على ذلك بانه سوف يتقدم هذا العام أيضا بقائمة أخرى لسمو الامير من الطلبة العراقيين المتفوقين سيما وهم من مواليد الكويت وترعرعوا فيها وذلك حتى تأخذ الاتفاقيات الجديدة بين البلدين حيز التنفيذ وقال اننا نتطلع لأن يكون هناك تنفيذ مشترك من الجانبين بحيث نقبل نحن أيضا الطلبة الكويتيين في الجامعات العراقية كما كان في السابق، خصوصا ان الجامعات العراقية كانت في السابق تحتضن جميع الطلبة العرب وكنا نحسدهم آنذاك على الامتيازات التي يتلقونها من الحكومة العراقية.

أما بخصوص تحديد موعد لعقد اجتماع اللجنة الكويتية – العراقية المشتركة، فقال السفير بحرالعلوم «اتوقع ان يكون هناك اجتماع للجنة قبل نهاية العام في دولة الكويت، كما سيكون هناك اجتماع للجنة الفنية سيعقب اجتماع اللجنة المشتركة».

وتطرق السفير بحر العلوم الى الوضع الداخلي الذي يعيشه العراق حاليا واعتبر ان ما يمر على العراق هو بمثابة أيام استثنائية وأزمة ارهابية طائفية وهجمة قاسية من أعداء السلام والاستقرار من خلال الهجمات والتفجيرات التي تستهدف الأبرياء، وأضاف ان الأمن والاستقرار لن يأتيا الا بأن تشد الكتل السياسية همتها وتجلس لمناقشة هذا الهم الوطني وتضع حلولا حاسمة لهذا التدهور من خلال التعاون الجاد بين الحكومة ومجلس النواب مع ضرورة وضع الخطط الأمنية والاجراءات الحاسمة لحفظ الأمن والخدمات.

وشدد السفير بحر العلوم في هذا السياق على أهمية دعم مبادرة السلم الاجتماعي التي دعت اليها رئاسة الجمهورية في بغداد والتي ترتكز على محاربة الحملات التحريضية والارهاب والمجموعات الارهابية المحرضة من أجل الوصول الى حالة من السلم الاجتماعي، معربا عن أمله ان تكون هذه المبادرة نقطة ضوء في هذا النفق المخيف الذي يمر فيه العراق وتقوده الى الاستقرار الأمني مع ضرورة ان تقف كل الأطراف السياسية وقفة جادة من أجل حماية أرواح الأبرياء الذين يتعرضون كل يوم الى القتل الرخيص غير المبرر.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.