وظيفة رئيس مجلس الأمة لا تنحصر فقط في ادارة جلسات المجلس وانما هناك وظائف ومهام اخرى تندرج تحت بند مسؤوليات الرئيس ونحن هنا لا تعنينا الأمور المتعلقة بشؤون المجلس الادارية والمالية وانما رئيس المجلس هو صلة الوصل بين السلطتين وبالقيادة السياسية.
لعل هذه النقطة الاخيرة هي اهم ما ينبغي ان تراعى في ترشيح او في اختيار رئيس مجلس الأمة، وعليه لعلي اتصور وبناء على ما سبق الاشارة اليه فالحكومة يهمها ان يصل الى كرسي الرئاسة من يقدر ان يعقد الوصل بين السلطتين ويذلل العقبات والخلافات وسوء التفاهمات التي تحدث عادة بين المجلس والحكومة.
والحكومة تضامنية بمعنى لا يجوز لأي وزير ان يخرق التضامن ويبدي رأياً او موقفاً يخالف سياسة الحكومة او يضعف من موقفها ويخرج عن الاجماع.
ما اشيع عن ترك الوزراء ان يصوتوا لمنصبي الرئيس ونائب الرئيس حسب قناعاتهم كان يحتاج الى مراجعة لا دخل للقناعات الشخصية بقدر ما تحتم الضرورات المشتركة بين السلطتين تقرير موقف ثابت.
ومن هنا اتصور ترك حرية التصويت للوزراء كان اخفاقة للوزارة الجديدة في اول يوم عمل، الخطورة ان الحكومة تسجل سوابق غير دستورية ومخالفة لمبدأ التضامن وهذا قد ينعكس على اعمال الحكومة في القادم من الأيام.
رئيس الوزراء قال في تصريح اخير نقله عنه الى الصحافة النائب يوسف الزلزلة انه سيعيد سياسة المرحوم الشيخ سعد العبدالله وانا هنا اود ان اذكر سمو رئيس الوزراء ولعله هو ادرى مني بذلك ان المرحوم الشيخ سعد كان حريصاً على تضامنية الوزارة وعدم خروج الوزراء بمواقف او آراء فردية وخارج سياق التضامن.
ترك حرية التصويت للوزراء اخفاقة سياسية وخطأ دستوري مخالف لمبدأ التضامن وسابقة قد تجر لسوابق تالية.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق