ناصبت جماعة الاخوان المسلمين الازهر الشريف وشيخه الدكتور احمد الطيب العداء واعلنت على لسان قياداتها محمد البلتاجي وعصام العريان وصفوت حجازي رفضها مبادرة الامام الاكبر بالدعوة الى حوار وطني عاجل خلال الساعات المقبلة لانقاذ البلاد من الوصول الى حافة الهاوية السياسية والامنية استنادا الى اعلان الازهر في وقت سابق تأييده لمليونيات 30 يونيو التي اقصت حكم الاخوان واطاحت به خارج الملعب السياسي في ثلاثة ايام فقط. في الوقت الذي قوبل فيه الرفض الاخواني بعاصفة من الغضب على صعيد الاوساط السياسية والدينية الاسلامية والقبطية على حد سواء واكدت تلك الاوساط ان الرفض الاخواني ينطوي على تعنت واضح مع كافة المبادرات الداخلية والخارجية خاصة وانه سبق وان رفض دعوة مماثلة لرئيس الحكومة الدكتور حازم الببلاوي لاجراء حوار وطني وقالوا ان الاخوان المسلمين وحلفاءَهم قد بيتوا النية للاطاحة باستقرار البلاد امنيا وسياسيا واحراق البلاد وهو ما لم تسمح به الدولة.
في الوقت نفسه، اعربت قيادات الاخوان عن غضبها من صمت التيار السلفي ازاء الاطاحة بالاخوان من صدارة الحكم في مصر وايضا اعلان قبوله حوار مفتوح سواء مع شيخ الازهر أو الحكومة. وقالت مصادر مطلعة قريبة الصلة من الاخوان ان عددا من القيادات قد اكدت ان موقف الاحزاب السلفية الغامض يؤكد ان السلفيين في طريقهم للسيطرة على المشهد السياسي كبديل لهم وصولا الى الحكم على حساب الاخوان المسلمين دون مراعاة للعلاقات الوطيدة التي تربط عناصر التيار الديني السياسي.
في الوقت نفسه بدأت مشيخة الازهر ترتيبات متسارعة لعقد الحوار الوطني الذي تباركه كافة التيارات والقوى السياسية لحقن دماء المصريين وانهاء موجات العنف والارهاب في البلاد وسط توقعات باحتضان المشيخة لجلسات الحوار خلال الايام القليلة المقبلة.
واكد مستشار شيخ الازهر الدكتور محمد مهنا ان الازهر قرر دعوة اصحاب المبادرات التي دعت الى الخروج من الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد للتشاور. وقال ان الازهر يقوم بدوره انطلاقا من الثوابت الوطنية وانه يجب على الجميع بما فيهم جماعة الاخوان الاستجابة للمبادرة اعلاء لمصلحة الوطن ومستقبل مصر.
واوضح مهنا ان الازهر يأمل في الوصول الى حل للازمة السياسية موضحا ان ابرز المدعووين للحوار عبدالمنعم أبو الفتوح وسليم العوا وطارق البشري وسيف الدين عبدالفتاح وحزب غد الثورة. وردا على رفض الاخوان الدعوة والمبادرة قال مستشار شيخ الازهر: يحضر من يحضر فالازهر يقوم بدوره والكل يتحمل المسؤولية امام الله والوطن وان القضية ليست عبثا ولكنها مستقبل بلد كبير.
واكد الناشط القبطي جمال اسعد ان رفض الاخوان مبادرة الازهر كان متوقعا نظرا لمناصبة الجماعة الازهر وشيخه العداء بل وانه كان يخطط لاسقاطه لاخونة المنصب. واضاف ان ما اعلنته الجماعة يؤكد النية المبيتة للاخوان للعصف بأمن واستقرار مصر واحراقها.
واكد الدكتور عبدالخالق فاروق مدير مركز النيل للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية والقيادي بالتيار الشعبي ان المبادرة قد تكون الفرصة الاخيرة امامهم قبل فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وقال انه يجب فض اعتصامهم على مرأى ومسمع من العالم كله لأن هذه القوة الاخوانية غير قادرة على التواصل وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، واضاف: اللي كان بيراهن على ان الاخوان لديهم عقل سياسي قادر على تغليب المصلحة الوطنية واهم ولا يعلم حقيقة العقل الفاشي.
وقال خطيب الثورة الشيخ مظهر شاهين ان رفض الجماعة لمبادرة الازهر امر متوقع لأنهم سيرفضون اية دعوة سلمية مؤكدا ان الاخوان يرون ان السبيل الوحيد لتحقيق اكبر مكاسب سياسية هو احداث المزيد من العنف والدماء فوقوع الكثير من الضحايا للمتاجرة بدمائهم دوليا.
واكد رئيس حزب التجمع سيد عبد العال ان رفض الاخوان المبادرة تعني اننا امام وضع ارهابي في رابعة والنهضة وجماعة لا تخفي ميلها للارهاب وترويع الشعب وتضع الشعب امام خيارين اما العودة للحكم أو تحويل الأمر الى جحيم. وهنا لابد من فض الاعتصامات فورا. وعدم دمج الاخوان في الحياة السياسية.
وقال رئيس حزب المؤتمر السفير محمد العرابي ان جماعة الاخوان ما زالت تعيش في الاوهام ولم يقرؤوا الواقع ورفضهم المبادرة يؤكد فشلهم وصعوبة اندماجهم في الحياة السياسية. وقال الدكتور احمد دراج وكيل مؤسس حزب الدستور ان الاخوان اضاعوا على انفسهم الفرصة الاخيرة قبل فض الاعتصامات وقال هؤلاء ربنا يسلطهم على نفسهم ومش ممكن ابدا ان يكونوا الا مفسدين وان حديثهم عن الاسلام ليس له محل من الاعراب بعد ان عرف الجميع حقيقتهم.
المصدر “الوطن”
قم بكتابة اول تعليق