أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها نجاح أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة في ضبط أحد الأشخاص يستخدم مسكنه الكائن في مدينة نصر لتدريب أفراد من جماعة الإخوان المسلمين على كيفية استخدام الأسلحة، كما حول المسكن نقطةً لتلقي ونقل التعليمات المختلفة من الجماعة.
وأوضح البيان أنه بعد مداهمة الشقة تم العثور على أسطوانة مدمجة، كُتب عليها “مركز المعلومات والتدريب لجماعة الإخوان المسلمين”.
كما عُثر على بعض الأوراق مُدوّن عليها “الخطط العسكرية في حال فض اعتصام رابعة العدوية”، كما تم العثور على 9 هواتف محمولة و15 شريحة هاتف محمول، وكاميرا ديجيتال و17 كارت شحن لهواتف محمولة مختلفة.
وبمواجهة المتهم اعترف بانتمائه لجماعة الإخوان، واتخاذه من الشقة ملكه مقراً لتدريب أفراد الجماعة على كيفية استخدام الأسلحة بكافة أنواعها، وتلقي ونقل التعليمات المختلفة، وإحرازه للمضبوطات لتسهيل مهامه، بحسب ما ورد في صحيفة “اليوم السابع”.
تقاطع رابعة العدوية وأهميته
هذا وتشهد منطقة رابعة العدوية أكبر تجمعٍ للمعتصمين في مساحة سكانية مكتظة، ما أدى إلى تعطيل الحركة المرورية والمعاملات اليومية للمواطنين.. فما أهمية “رابعة” التي نسمع عنها، وما المصالح الحيوية المحيطة بها، فقد أصاب شلل شبه كامل منطقة رابعة العدوية وسكانها منذ اعتصام الإخوان واتخاذهم الشوارع المتفرعة لها مسكناً لهم.
هناك حياة طبيعية داخل الاعتصام وحياة متوقفة خارجه للأهالي القاطنين وحتى المارين ممن لديهم معاملات رسمية عطّلها الاعتصام. ولهذا كثرت الشكاوى وازداد الضغط على الحكومة لفضّ تجمع أشبه بالقلعة الحصينة المسوّرة بمتاريس وسواتر رملية وكلام من معارضي الجماعة عن أسلحة مخبأة داخل الاعتصام. وهذا ما أكده بيان جديد للداخلية حول ضبط شخص يدرب أعضاء من الإخوان على استخدام السلاح.
لذا تجري وزارة الداخلية حساباتها وتدرس مخططاتها قبل الإقدام على فض بؤرة زرعت نفسها في منطقة حيوية ومساحة سكانية مكتظة.
فمسجد “رابعة العدوية” الذي بات رمزاً لاعتصام الإخوان يقع عند تقاطع “رابعة العدوية” الذي يتفرع منه شارعان رئيسيان هما شارع النصر وشارع الطيران.
وتكمن أهمية شارع النصر كونه يقسم بين حي مصر الجديدة وأحياء القاهرة الجديدة ومدينة نصر ويعد أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى مطار القاهرة.
ويتفرع من شارع النصر طريق تؤدي إلى السويس الصحراوي ومنها إلى جنوب سيناء، تلك المحافظة التي تشكل مع شمال سيناء شوكة في خاصرة الجيش لاحتوائها على بؤر إرهابية يعمل على تطهيرها حالياً.
منشآت حيوية
ويحتوي شارع النصر أيضاً على منشآت عسكرية تابعة لوزارة الدفاع، كما توجد أيضاً الإدارة العامة للمرور.
وعلى المحور الآخر من إشارة “رابعة” يقع شارع الطيران الذي يقع بالقرب من دار الحرس الجمهوري، إلى جانب وزارة القوى العاملة والجهاز المركزي للمحاسبات وكلها منشآت حكومية تعد عصب المعاملات اليومية للمواطن المحاصر من اعتصام الإخوان.
وبالقرب من شارع الطيران هناك استاد القاهرة ومنشآت طبية كبرى.
“كل الطرق تؤدي إلى روما”.. ولكن في القاهرة كل الطرق والمسارات من مربع “رابعة” مسدودة، وكل المصالح الحكومية مشلولة ما يجعل السكوت على إبقاء الاعتصام أمراً مرفوضاً والتأجيل في فضه عبئاً يضغط على أجهزة الأمن والشرطة، بحسب رأي المواطنين.
سياسة النفس الطويل
وفي تعليق منه على الموضوع، أكد أسامة عبدالعزيز، مدير تحرير صحيفة “الأهرام” المصرية، أن الحكومة تتبع سياسة النفس الطويل حتى لا يحدث اصطدام مع جماعة الإخوان، وذلك لأن الخطة الموضوعة من قبل وزارة الداخلية تؤكد أنه في حالة حدوث اقتحام سواء لاعتصام “رابعة” أو “النهضة” فمن المؤكد أن يقع قتلى لن يقل عددهم عن 500 مواطن مصري، على حد قوله.
وأضاف أن الحكومة تؤكد دائماً حرمة دماء المصريين، ومن ثم جاء اتباع سياسة “النفس الطويل”، مؤكداً أن الإخوان لديهم رفض كامل لكل المبادرات المطروحة بما في ذلك مبادرة الأزهر التي رفضوها شكلاً وموضوعاً.
قم بكتابة اول تعليق