ذكرت مجلة ميد ان دول «الخليجي» الست حققت خلال العقدين الماضيين تقدما كبيرا في تنويع اقتصاداتها، وقد تم استخدام الوسائل التي توفر الطاقة الرخيصة في بناء مجمعات لانتاج الالمنيوم والحديد والصلب، في حين وجدت الدول الخليجية نفسها، بفضل الفوائض من مدخلات الانتاج مثل الغاز الطبيعي المسال، قادرة على تطوير وبناء مجمعات لانتاج البتروكيماويات والاسمدة الكيماوية على نطاق عالمي.
ولكن المجلة قالت انه خلال السنوات الاخيرة لاحظ المراقبون ان تنويع الاقتصاد يجب ان يتخطى تطوير الصناعات التصنيعية والانتاجية، وانه نتيجة لذلك فقد شهدت الجهود التي تهدف ايجاد اقتصادات المعرفة والابداع زخما كبيرا عبر دول المنطقة، حيث من الملاحظ ان الاجندات الاقتصادية لهذه الدول تروج صراحة للاقتصادات التي تقوم على المعرفة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام على المدى البعيد، كما تسعى الحكومات لتحذو حذو كثير من الاقتصادات الاسيوية من خلال النموذج الذي استخدمته والذي رفعها الى مصاف الدول المبدعة والقادرة على الابتكار في العالم.
القدرة التنافسية
ونسبت المجلة الى الاستشاري في شركة بوز آند كومباني للاستشارات رشيد الطيب قوله ان دول التعاون تاكدت من ان مستقبل اقتصاداتها يحتاج الى اقتصادات قائمة على المعرفة، واذا تاملت دولا مختلفة في العالم بصورة تاريخية، فانك تلاحظ ان الاعتماد على الابحاث والتطوير واستخدام التكنولويجيا وتعزيز الابتكار والقدرات الابداعية اصبح من الامور الرئيسية في هذه الاقتصادات، ومنها على سبيل المثال تايوان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، حيث قامت هذه الدول وبطرق مختلفة من تطوير اقتصاداتها من خلال التكنولوجيا».
وقالت المجلة ان استخدام الابتكار والاختراعات لتعزيز النمو الاقتصادي على المدى البعيد وخلق الفرص الوظيفية للاجيال الشابة قد اصبح الآن من الامور الملحة في ضوء الاضطرابات والقلاقل التي شهدتها دول الشرق الاوسط خلال العامين الماضيين.
مهمة صعبة
وتمضي المجلة الى القول ان تحقيق هذا الامر ليس بالمهمة السهلة، فبرغم ما تتمتع به من ثراء، فان انفاق دول «الخليجي» على الابحاث والتطوير يتدنى كثيرا عما هو لدى الدول التي تتشابه معها في مستويات دخل الفرد وذلك وفقا لمؤشر الابتكار العالمي لعام 2013 الذي حلت الكويت بموجبه في المركز 50 مقارنة مع 38 للامارات و42 للسعودية و43 لقطر.
ويؤكد هذه التصنيفات ما تضمنته احدث المعلومات الصادرة عن منظمة اليونسكو عن ان نسبة انفاق الكويت تبلغ 0.08% من الناتج المحلي الاجمالي مقارنة مع الامارات بواقع 0.47% وتليها مصر بنسبة 0.43% وعمان 0.09% فيما لم تدخل اي دول اخرى في المنطقة على هذه القائمة. ويمكن مقارنة هذه النسب مع 3.78% في فنلندة، و2.84% بالنسبة لالمانيا و2.77% في الولايات المتحدة.
الملكية الفكرية
وقال الطيب ان ثمة مسألة اخرى لم تنل ما تستحقه من اهتمام مع انها تعتبر من الاولويات القصوى بالنسبة لدول مجلس التعاون وهي حماية حقوق الملكية الفكرية وذلك ان نظاما تشريعيا متطورا لحماية الملكية الفكرية يساعد على «تعزيز توسع الاقتصاد القائم على المعرفة».
المصدر “الوطن”
قم بكتابة اول تعليق