موقف الدول الغربية تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو يجري خارج إطار المنطق ويناقض طبيعة الأمور، أو هكذا تبدو الصورة للعالمين. فأميركا تسعى جاهدة إلى تمكين التيار السياسي الديني من الحكم عنوة، متجاهلة ثورة الشعب المصري ومفرطة في علاقتها الوثقى مع أكبر الجيوش العربية وحامي أهم معاهدة سلام مع إسرائيل فأين المنطق وأين المعقول في هذا المشهد الغرائبي؟
الإصرار على أسلمة المنطقة «سياسيا» لن يصب لصالح الغرب، مهما قيل عن صفقات مشبوهة تمت مع جماعة الإخوان المسلمين، ذلك أن تهديد استقرار المنطقة لن يأتي مباشرة من هذه الجماعة إنما يتشكل الخطر من البيئة التكفيرية والجهادية التي سوف تنشأ بعد اكتمال تساقط أحجار الدومينو في شمال أفريقيا ويتحول شرق البحر المتوسط إلى ضفة معادية (دينيا) للضفة الغربية منه حيث توجد أوروبا (الأندلس)!
هل نجحت التجارب الأميركية المسمومة في تمكين التيار السياسي الديني في أفغانستان (طالبان) وفي إيران التي حولتها من الشاهنشاهية إلى الخمينية حتى تعيد سموم التجربة في مصر والمغرب العربي وربما مشرقه؟ وأين مصلحة أوروبا من هذا العبث الذي يشهده الشرق الأوسط (قلب العالم) فإذا كانت أميركا اشتكت من «بن لادن» واحد فماذا عساها أن تفعل مع الملايين من «بني لادن» ؟
أسئلة محيرة في واقع غرائبي وكأنما الأنهار قرب البيت الأبيض تجري صعودا على عكس الطبيعة.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق