عندما لا تملك أن تعاقب بالوسائل التي يستحق الطرف الآخر أن تعاقبه بها.. بسبب محدودية القدرات.. تلجأ الى اقل القليل واضعف انواع العقاب.
إيقاف المسلسلات التركية، التي احتلت الشاشات العربية في السنوات الأخيرة، والتي ساهمت بشكل غير طبيعي في إنعاش السياحة التركية.. مبادرة قامت بها قنوات مصرية.. للتعبير عن الغضب المصري لموقف القيادة التركية المساند لأداة العنف التي أحرقت مصر كأسلوب للتعبير عن رأيها المعترض والمتمثل في الإخوان المجرمين وليس المسلمين.
وقف عرض المسلسلات التركية أبسط وأقل وسائل الاعتراض التي يجب أن تتبعها كل الشاشات العربية الداعمة لمصر ولأمن وأمان العالم العربي.. وأولها الكويت، وهي التي تعنيني أنا الكويتية.
ولابد أن ترتفع وتيرة التعبير عن الغضب للموقف التركي الداعم للإخوان المسلمين، الذي نتمنى زواله بأقرب مما كنا نتوقع، بعد أن انفضح وجهها البشع المشوّه الذي تدفع مصر الآن الثمن غاليا للوصول إلى لحظة إسدال الستار على كل التنظيم.. وكلنا قلوب داعية وأكف مرفوعة لزوالهم اليوم قبل الغد.
هناك مؤسسات وجهات مالية كويتية تستثمر بملايين الدنانير من أموال الكويتيين في تركيا.. لابد أن تتوقف.. وأن تتم مقاطعة السياحة في تركيا حتى يشعر الأتراك بأبعاد السياسة التي يتبعها نظامهم المساند للبطش والإرهاب بحجة الدفاع عما يسمونه شرعية تلطّخت يدها بدماء الأبرياء واحرقت الأرض في أم الدنيا.
لترتفع وتيرة رفض موقف تركيا المتخاذل والمناصر للإخوان المسلمين، الذين أصبحوا بارودا منثورا في أرضنا.. ينتظر شرارة عود كبريت صغير جدا ليهب النار ويحرقنا كلنا عن بكرة أبينا.
في الكويت.. نحتاج الى موقف أبيض وناصع لما يجري في مصر.. مناصرة للحكومة هناك وما تقوم به من إجراءات.. فالسياسة كما يقولون لا تعرف اللون الرمادي.. والأخلاق لا تعرف الحياد.
كم أنت قوية يا أرض الإسلام ومقر كعبتنا الشريفة.. وكم هو صوتك مدوٍّ، قلب الموازيين والمواقف.
اللهم اشهد فخرنا واعتزازنا بموقف دولتنا إزاء ما يجري في مصرنا، وإن كان هذا الموقف خجولا للأسف.. مقارنة بموقف مصر العزيمة والعظيمة خلال أزمة غزونا من قبل العراق مقارنة بالموقف المخجل والمخزي للإخوان المسلمين في كل أنحاء العالم، خاصة عندما فضحهم، رحمه الله الكبير في دنياه وآخرته إن شاء الله، الشيخ سعود الناصر الصباح، لموقفهم المعارض للتدخل الأميركي لتحرير الكويت، بحجة أنهم قوات كافرة، وهي الجهة نفسها التي تساند إخوان مصر والعالم بما فيهم الكويت، ويحتمون ويستقوون بها اليوم.
اللهم احمنا منهم، وقنا الخافي من نواياهم.. فما رأيناه من ردود أفعالهم من حرق وقتل تدمير ما هو إلا بروفة لما ينتظرنا منهم إذا، ? سمح الله، تهاونّا معهم وتركناهم يعيثون في الأرض فسادا.
سترك يا رب.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق