في الوقت الذي تتداعى البشرية بأجمعها إلى محاربة الإرهاب والتطرف الديني (التكفيري) وفي الوقت الذي يسعى المسلمون في مختلف دولهم إلى تعزيز ونشر الوسطية واستنهاض الحياة المدنية، تحرن الولايات المتحدة الأميركية، على نحو مريب، وتجتهد لتمكين جماعة دينية تسعى إلى تحويل مصر إلى دولة ثيوقراطية، لتكون محطة انطلاق قطار التغيير الديني في الشرق الأوسط، قلب العالم.
لن أجزم بحقيقة الموقف الأميركي، فربما تصدق التحليلات التي ترجح ارتباك البيت الأبيض حيث يتحدث البعض عن «صفقة ضائعة» تذكرنا بقضية إيران جيت غير أنني أقرأ المشهد مثلما يبدو للناظرين حيث تظهر أميركا كرافعة للتيار الديني لتمكينه من السيطرة على المنطقة وذلك أمر مريب من شأنه أن يعرض الشرق الأوسط إلى احتمالية الأفغنة والانزلاق الحتمي في مرحلة الصوملة الكبرى.
في المنطقة التي يجري فيها كل هذا العبث الغرائبي المريب توجد مصالح استراتيجية حقيقية لأميركا والعالم بأسره حيث النفط والغاز وأمن إسرائيل وقناة السويس وإيران النووية، وليس بعيدا عن تخوم المنطقة يقطن شيشان روسيا! وعلى شواطئها المقابلة تلوح موانئ أوروبا، وفي بحارها المتعددة تجري خطوط الملاحة الدولية. فلماذا تسعى أميركا إلى تفخيخ قلب العالم؟ وأي مصلحة يمكن أن تحققها أوروبا من إشعال الحرائق الدينية في حدائقها الخلفية؟!
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق