التقية السياسية والتخفي بلثام الديموقراطية أمور ليست جديدة على التيار السياسي الديني بمختلف واجهاته ومراكز تواجده. فالخمينية خطفت ثورة الحرية في إيران وقلبت ظهر المجن لبقية الشعب الإيراني، والجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر كفرت بصناديق الاقتراع طالما نجحت بالانتخابات، وكذلك التجربة القصيرة لحكم الإخوان المسلمين في مصر التي كشفت نزعتهم للإقصاء والسعي إلى (أخونة) دولة عمرها آلاف السنوات.
فهل يعقل ان تعجز الولايات المتحدة الأميركية (بجلالة قدرها) عن معرفة هذه السيرة (العطرة) لتلك الجماعات؟ وهي الدولة العظمى التي تعرف ما يحدث الأن على سطح المريخ وما يجري في أعماق المحيطات، والتي تعرضت عام 2001 لـ (غزوة منهاتن) التي قام بها عدد من الجهاديين الذين ترعرعوا في أحضان تلك الجماعات قبل إطلاق منظمتهم الإرهابية الأشهر (القاعدة).
الإجابة نعم (!) فأمريكا حتما تعلم الحقيقة المرعبة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ولهذا هي نفخت كثيرا في بالونهم المصري، لا ليطير بل لينفجر فلو أن الإخوان في مصر قبلوا بخارطة المستقبل بعد ثورة 30 يونيو لكان لهم نصيب معلوم في الحياة السياسية غير أن ثمة من همس في أذن الجماعة قائلا: لم القبول بكتف الذبيحة؟ وأنتم بإمكانكم امتلاك الذبيحة (مصر) كاملة فبلعت الجماعة الطعم لتخسر النصيب المعلوم وتقفز نحو المصير المجهول!
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق