يوسف العنيزي: أنتم من نحر الديمقراطية

بدرجة حرارة تجاوزت الخمسين وفي ظل شهر كريم وعبادة خصها الخالق برحمته وغفرانه, فيه ليلة تعادل ألف ليلة أنزل فيها القرآن من مشكاة الرحمن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان, فلا الطقس ولا الصيام منعا أهل الكويت شيباً وشباناً, نساء ورجالاً من النزول والذهاب إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات البرلمانية.
والآن وبعد أن قال الشعب كلمته واختار هذه النخبة من نساء الوطن ورجاله، وحشد طيب من الشباب الوطني الذي يمارس الحياة السياسية لأول مرة, فيا ترى هل لنا أن نتفاءل أم (…) ولا أطيق أن أكتبها، فكيف لنا أن نعيشها, أقول لإخواني أعضاء المجلس إن الكويت وأهلها يتطلعون إليكم والتفاؤل يملأ نفوسهم، فهل يحق لهم ذلك أم سيخيب الأمل كما خاب من قبل؟ وهل أنتم قادرون على التحدي لنقل البلاد إلى واحات الأمن والأمان والتقدم والتنمية أم ستدفعون البلاد إلى ساحات الصراع والجدل العقيم لنهوي إلى قاع المعارك، ونضيع في وسط أدغال من الاستجوابات التي تقلل من قيمة من يقوم بها، وتثير الشك في أهدافها والداعمين لها؟
ليدرك كل عضو من الأعضاء الكرام أن المحافظة على النظام الديمقراطي برمته معقود في هذه المرحلة بالذات في أعناقكم، فإما أن تبحروا بهذه السفينة المباركة إلى شؤاطى الأمان أو تدفعوها إلى حقول الصخور, إنه تحدٍّ واضح وصريح أعلنه الشعب الكويتي بأسره، بأنه في حالة “حل مجلس الأمة” الحالي، لا سمح الله، فلن يذهب للمشاركة في الاقتراع إلا قلة قليلة منه، ولن يتم الفرز وستبقى الصناديق شبه خالية، وسيلبس أغلب الشعب اللون البرتقالي مرغمين لا مختارين، فأنتم وتصرفاتكم ومواقفكم من قام “بنحر” الديمقراطية, إنه والله ذنب عظيم أتمنى من كل قلبي ألا تكونوا سببا في ذلك.
ثم رسالة حب وتقدير للأخ العزيز مرزوق الغانم، ويعلم الله أني سعدت باختياركم رئيساً للمجلس، ولعل ذلك نابع من إيماني بقدرة الشباب على تحريك الجبال متى ما توافرت الإرادة والتصميم، واللتان أعتقد أنهما من مزاياكم، فندعو الله لكم بالتوفيق، فالحمل عظيم والأمانة أعظم، ونتمنى أن يكون لكم من شباب المجلس العون والدعم والاستفادة من خبرة الأعضاء المخضرمين.
ورسالة حب وتقدير لسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح حفظه الله رئيس مجلس الوزراء وللإخوة الوزراء: لقد حملكم أو جدد لكم سمو الأمير الثقة الغالية، فهل أنتم قادرون على تحملها, ليس لدينا شك في حبكم للوطن ولكن الحب وحده لا يكفي إن لم يقترن بالعمل والإخلاص، إنها والله فرصة لتوثيق التعاون المثمر والبنّاء من أجل حاضر الوطن ومستقبله, ولا نريد أن نكرر ما يتردد كل يوم عن تطوير الصحة والتعليم والإسكان وغيرها في أسطوانة مللنا من سماعها وترديدها.
وليكن عربون هذا التعاون والعمل رصد مليار دولار أو أكثر أو أقل من أجل إعاده الحياة لشوارعنا ومناطقنا التي غابت تحت أكوام الإهمال، وليكن هذا غداً, ولنبدأ الآن لأن قطار الزمن لا ينتظر المترددين، والجدل لا يبني الأوطان.
وليحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

***
لغز
في طريق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “الخامس سابقاً” وبالتحديد أمام مدخل قصر بيان الرئيسي يجري العمل منذ أشهر طويلة، لا نعلم بالتحديد متى بدأ العمل بتوسعة الطريق وما زال، فهناك ما بين خمسة إلى سبعة عمال يتولون العمل بهذه التوسعة التي لا يتجاوز طولها نصف كيلو متر، مستخدمين الشبل والمطرقة وبعض الآلات القديمة التي أكل الدهر عليها ونام، والسؤال اللغز متى سينتهي العمل بهذه الوصلة؟ وهل خطة التنمية التي رصد لها ما يقارب “250” مليار دولار سيتم تنفيذها بهذه الطريقة، وبنفس المجموعة من العمال؟! لك الله يا وطن.
المصدر جريدة الجريدة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.