تتأهب أسواق النفط العالمية لموجة جديدة من الاضطراب في الأسعار بالتزامن مع الضربة العسكرية التي تخطط الولايات المتحدة والدول الغربية لشنها على سوريا، فيما يتوقع أن تمثل هذه الضربة فرصة جيدة للمضاربين الذين يقتنصونها كفرصة لتحقيق أرباح من التداولات بالنفط.
ورغم أن خبراء نفط أكدوا أن لا مخاوف على إمدادات النفط في حال تم توجيه ضربة عسكرية أمريكية لسوريا، فإنهم يتفقون على أن العمليات المضاربية قد تؤدي إلى ارتفاع في أسعار النفط الخام وإن كان بصورة مؤقتة.
واخترق خام برنت حاجز الـ112 دولاراً للبرميل خلال تداولات الثلاثاء، مسجلاً أعلى مستوياته في ستة أشهر، فيما ارتفع النفط الأميركي ليتجاوز مستوى 106 دولارات، وذلك بالتزامن مع تزايد الاحتمالات بأن تشن الولايات المتحدة وبمساعدة من حلفائها هجوماً عسكرياً على سوريا.
وأجمع خبراء نفطيون تحدثوا لـ”العربية.نت” على أن التوتر في منطقة الشرق الأوسط يمثل بيئة خصبة للمضاربين في أسواق النفط، ما يعني أن “الأسواق على موعد مع ارتفاع جديد في الأسعار” في حال تمت الضربة الأميركية لسوريا، وذلك على الرغم من أنه “لا مخاوف بشأن الإمدادات في أسواق النفط العالمية”، بحسب ما قال الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي لـ”العربية.نت”.
وأضاف الحرمي: “أعتقد أن المضاربين فقط هم الذين سيستفيدون من التوتر في سوريا، وهو ما قد يسبب ارتفاعاً مؤقتاً بالأسعار ثم تعاود الانخفاض”.
ويشير الحرمي إلى أن الإمدادات في السوق كافية ولا مخاوف بشأنها، كما أنه يستبعد أن تتوسع العملية العسكرية المزمع تنفيذها لتمتد آثارها إلى خارج سوريا، وخاصة العراق وإيران.
كما يستبعد الحرمي تماماً فرضية أن تتدخل إيران لصالح سوريا في حال تم توجيه ضربة غربية لأهداف سورية، ويقول إنه من “غير الممكن أن تقوم إيران بأي تعطيل لإمدادات النفط أو للقنوات المائية لأنها ستكون أول المتضررين في هذه الحالة”.
ويذهب الحرمي إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يتوقع أن تستفيد إيران من الضربة المرتقبة لسوريا، إذ يشير إلى أن واشنطن ربما تعرض على طهران ولو ضمناً عدم التدخل في سوريا مقابل السماح لها بتصدير كميات أكبر من نفطها في ظل هذه الأسعار المرتفعة، وهو ما سيمثل مكسباً للإيرانيين.
يتفق الخبير النفطي العراقي عصام الجلبي مع الحرمي إلى درجة كبيرة، حيث يقول لـ”العربية.نت” إن التوتر الحاصل في سوريا هو “المناسبة الأمثل والفرصة الأفضل للمضاربين”.
وبحسب الجلبي فإن تأثير المضاربات على أسواق النفط يصعب تحديد حجمه بصورة دقيقة، إلا أنه يقدر بأن 20% إلى 25% من حركة الأسعار في السوق تكون مرهونة بالمضاربات.
وقال الجلبي إن أي تطور يحدث في الشرق الأوسط يؤثر بصورة تقليدية في أسواق النفط ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن “كل الأحداث التي شهدتها المنطقة في الفترات الماضية تؤكد ذلك”.
ويقول الجلبي إن “سعر خام برنت ارتفع أصلاً بسبب الأحداث في سوريا، والآن سيواصل الارتفاع إذا تم تنفيذ الضربة الأميركية على سوريا”.
يشار إلى أن أسعار النفط ارتفعت في الآونة الأخيرة بسبب التوترات التي شهدتها مصر والمخاوف من أن تمتد إلى قناة السويس أو تؤثر في حركة الإمدادات عبر القناة، وقبل أن تهدأ المخاوف بشأن مصر اندلعت المخاوف بشأن عزم الولايات المتحدة وحلفائها شن ضربة عسكرية ضد مواقع سورية.
قم بكتابة اول تعليق