صالح الشايجي: خطيئة أوباما وفضيلته

السوريون الموالون للنظام أو بعضهم غاضبون من روسيا حليفة نظامهم بعدما أعلنت بصريح العبارة «أنها لن تحارب أحدا في سبيل أحد»!
والمعني بالعبارة أنه في حال قررت الولايات المتحدة أو بعض الدول الغربية توجيه ضربة عسكرية ضد أسلحة النظام السوري الكيماوية، فإن روسيا لن تحارب ذلك الفريق من أجل سورية!

هذا الوضوح في الموقف الروسي المنطقي والطبيعي، أغضب الإخوة السوريين من غير المسيسين الموالين للنظام والذين ظنوا أن روسيا ستهتف للأسد «بالروح بالدم نفديك يا بشار»! ولم يدركوا أن لمساعدتها للنظام حدا، وهي وقفت مع النظام لتحقيق مصالح روسية، لا لتحقيق مصالح سورية! وأنها على استعداد للوقوف مع النظام السوري لقتل السوريين، لا لقتل الأميركيين والأوربيين.

ووقوف روسيا مع النظام السوري وتعضيده ومدّه بالسلاح لإخماد ثورة شعبية، هو لغرض مزدوج، فهي في ذلك الموقف تعلن نفسها كدولة «عظمى» قادرة على مناكفة الولايات المتحدة الأميركية، والشق الآخر من الغرض تقوية نظام عميل لها للمحافظة عليه وإبقائه في سدة السلطة طموحا إلى تشكيل معسكر «شرقي» تابع لها كما كان الحال أيام الاتحاد السوفييتي.

وأضيف ان التصريح الروسي بعدم محاربة من يضرب سورية، يجيء ـ ربما ـ لكون روسيا تعلم بالأساس أنه لا نية ولا عزم لضرب سورية رغم التهييج الإعلامي وبسالة «اوباما» في الدفاع عن السوريين العزل حتى لا يُرْمَوا بالمنجنيق الكيماوي مثلما حدث للذين من قبلهم حيث أزهقت ثلاثة آلاف روح بشرية أغلبها لأطفال سوريين كانوا يرضعون أثداء أمهاتهم فجاء المنجنيق الكيماوي ليريح أفواههم من مص الأثداء الجافة وليريح تلك الأثداء من عذاب الرضع الكاذب!

ما يمكن نسجه من خلال تواتر الأخبار فيما يخص التهديد الأميركي بضرب الكيماوي السوري هو أن سيد البيت الأبيض أراد أن يغازل الرأي العام العربي ويكفّر عن خطيئته في مصر بفضيلة سوريّة، لا تعدو التهديد اللفظي، ولو فعلها وضرب الكيماوي السوري فسيكون ذلك بالترتيب مع النظام، وكأنه يقول له كفاك استخدام الكيماوي لمرة واحدة أما ما تبقى لديك فلست في حاجة إليه.

وواضح أن أوباما ماهر في التمثيل والتضليل.

فلا تجزعوا يا أتباع النظام لن يمس نظامكم سوء!

katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.