المواطن الكويتي بين نارين.. نار العروبة ونار الإنسانية.. فالعروبة تقتضي أن يتحالف العرب مع العرب في كافة القضايا، وألا يقف العربي ضد أخيه العربي أيا كان السبب.. لكن الإنسانية تحتم أن نرحب بالغرب وهو يتوعد بضرب سوريا، مثلما رحبنا به في تصحيح ميزان الربيع العربي في عدة دول، وكما صفقنا له في عام 1990 لحرب تحرير الكويت من المغتصب العراقي الآثم، ولانزال نتعامل تحت بند رد الجميل للغرب والعرب، على نصرتهم لنا من الزعيم العربي الذي قاد قواته لاحتلال بلد عربي آخر، الذي استعرض بطولاته علينا، وأهدر قوته التي كان يتغنى بها ضدنا.. ونحن اليوم أمام مأساة عروبية أخرى بأن نرحب بالغرب وهو يتوعد بتأديب الزعيم العربي الذي أذاق شعبه ويلات وويلات لسنوات طويلة، ويبدو أيضا أنه لم يستوعب الدرس جيدا، ولم يقرأ التاريخ القريب، الذي تساقط فيه عدة حكام الواحد تلو الآخر، بعد أن رفضتهم شعوبهم ولفظتهم عن كرسي الحكم.. لكن استيعاب الدروس دائما يأتي متأخرا.. وردة الفعل تأتي بطيئة للغاية.. وقتها لا ينفع الندم.. والتاريخ أبدا لا يمكن أن يكتب مرتين.. ودروس التاريخ لا يمكن إعادة صياغتها.. وقتها يكون الثمن باهظا للغاية، وتكون فرص تصحيح المواقف محدودة.. وإذا فات الفوت لا ينفع الصوت.. ودمتم سالمين.
تغريدة :
ويل للعرب.. من شر قد اقترب !!
madialkhamees@gmail.com
twitter: @madikhamees
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق