في ظل المفاوضات على الضربة الاميركية ضد سوريا، جرى الحديث عن عرض ايراني بسحب حزب الله من سوريا مقابل عدم توجيه ضربة اليها، ومن ايجابياته بحسب البعض تحصين ساحة لبنان داخليًا. ويشير النائب خالد زهرمان ( المستقبل ) الى أن قرار توجيه ضربة الى سوريا قد اتخذ من قبل الادارة الاميركية، وما يجري اليوم هو خلاف على التوقيت وحجم الضربة، والادارة الاميركية لم تعد تستطيع التهرب من هذا الالتزام، بخاصة أنه تكرر استعمال السلاح المحرّم دوليًا، مرّات عدة، واخيرًا استُعمل بحجم كبير جدًا، وأتى على عدد كبير من الشهداء، ويبدو أن هناك معطيات دولية بأن النظام السوري وراء هذا الاستعمال، فالقرار اتُخذ، ولكن اليوم ما هو حجم الضربة، ومتى توقيتها، يخضع الامر لتجاذبات وتوازن مصالح بين الدول، وبخاصة بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا. ولدى سؤاله من ضمن المفاوضات التي يُحكى عنها أن ايران عرضت صفقة من بنودها سحب حزب الله من سوريا مقابل عدم توجيه ضربة الى سوريا؟
ويؤكد زهرمان أن الحملة التي جرت اخيرًا، والتركيز بوجود ضربة عسكرية على سوريا، وما هي الاهداف المتوقعة، وكل ما سمعناه في وسائل الاعلام، شكلت حربًا نفسية واوراقًا للتفاوض، وبخاصة مع الفريق الآخر، أي الحلف الايراني الروسي الصيني، ولا شك أن هذا التجاذب الاعلامي هو احدى الوسائل التي تُستثمر في المفاوضات السرية بين الطرفين، وخلالها قد نشهد حجم تنازلات تكون على قدر الضربة العسكرية، واحتمال أن يكون الثمن سحب حزب الله من سوريا، رغم أنني، يضيف زهرمان، “استبعد ذلك، ولكن اتمناه، لأن الامر بغض النظر عن تجاذب المصالح بين الحلف الغربي الفرنسي الانكليزي، والحلف الآخر، ستكون له ايجابيات على الداخل اللبناني من خلال تحصين الساحة الداخلية اكثر.”
ويرى زهرمان أن هذا الاحتمال يبقى ضعيفًا، لكنه وارد، ولا شك أن النظام السوري اصبح غير ممسك بالساحة، ومن يدير المعارك هما الحرس الثوري وحزب الله، واحتمال أن القوات الايرانية وحزب الله سينسحبان رغم ضعف هذا الاحتمال. ويلفت زهرمان أن المشكلة الاساسية تكمن في عدم التعاطي الجدي مع معالجة الازمة في سوريا من المجتمع الدولي، فالضربة العسكرية لسوريا تبقى غير كافية، وحجم الضربة والاهداف المتوقعة، قد تجعل هناك التفافًا من الداخل السوري حول النظام السوري، وتبقى معالجات آنية، والمجتمع الدولي لا يتعاطى بشكل جدي لحل الازمة جذريًا بل يتعاطى حول الموضوع من منطلق تجاذب مصالح، ومطالبتنا باجماع دولي حول عملية حماية للمدنيين بالحد الادنى وفرض حظر جوي على بعض المناطق لتخفيف الخسائر على المواطنين، لانه ربما ضربة معينة على الجيش السوري ستتبعها عمليات انتقامية والمزيد من العنف من قبل النظام السوري تجاه شعبه.
ويضيف زهرمان :” الضربة العسكرية في كل الاحوال هل ستضعف النظام، وهل سيكون هناك التفاف حول النظام؟ هل ستقوي الاصوات المتفرقة داخل النظام؟ كلها تبقى تفاصيل، لأن المشكلة الاساسية تكمن بعدم التعاطي الجدي مع الازمة السورية.
ويشير زهرمان الى أن تأثير الضربة لن يصيب لبنان، لأنها ستكون محددة الاهداف ومحدودة وتحت سقف معين متفق عليه من قبل كل الاطراف، وتحت السقف الروسي، اما التأثير فسيكون بصورة غير مباشرة، بمعنى اذا النظام شعر أنه بورطة اكبر سيزيد من محاولاته لتفجير الساحة اللبنانية.
ولا يعتقد زهرمان أن الضربة الاميركية ستتطور الى حرب اقليمية، لأن هناك ضوابط، والكل يعلم أنه في حال تم تخطي هذه الضوابط، ستشتعل المنطقة، ولا مصلحة لأحد بذلك في الوقت الحالي.
قم بكتابة اول تعليق