بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي من قبل تحركٍ مخابراتي امريكي، بدأت عملية انتقالية طويلة لتحديد تناسب القوى العالمية وقدراتها بعد سنة 1990.. جربت الولايات المتحدة الامريكية استخدام تكتيكات جديدة ضد منافسيها واعدائها لاستمرار سيطرتها العالمية، ولعبة الضغط على العملات في آسيا في عامي 1998-1997، واشعال الحروب الاثنية في البلقان واوربا الشرقية والجنوبية، وسعي المخابرات الامريكية لزعزعة استقرار الصين بمساعدة الحركات الانفصالية في مقاطعة سنزيان واوغورسك وتايبي وغيرهما.
فشلت المخابرات الامريكية في محاولة تدمير وتفكيك الصين.. وغاية امريكا السيطرة المطلقة على العالم وتثبيت فكرة القطب الواحد العالمي.. وحاولت المخابرات الامريكية تحريك ساحة (تيان آن من) في بكين كما حركت من قبل الساحة الحمراء في موسكو عام 1990.. واخذت الولايات المتحدة الامريكية ضعضعة الاقتصاد العالمي في الاتحاد الاوروبي والصين ليبقى الاقتصاد الامريكي هو اللاعب المستقل على الصعيد العالمي.. وهي حرب اقتصادية قد تستعين بحروب تدميرية ازدادت قوة «اليوان» الصينية واليورو ودارت آلة الحرب الاقتصادية بين اوروبا والصين من جهة وامريكا من جهة اخرى.
هذا ما جاء في كتاب: (امبراطور كل الارض، او خفايا النظام العالمي الجديد).
في الفصل الثاني صفحة 230 هذا وان حرب المواقف شملت عددا كبيرا من العمليات التجارية.
وفي الفترة الاخيرة ارتاحت النخب الاوروبية لموقف القطاعات المعارضة لسياسة العولمة واتخذت موقفا سليما بفرض ضريبة حماية توقف الابتزاز الامريكي والضغوط على الاسواق المالية.
ويظهر دور الصين واضحا في الاقتصاد العالمي الاوروبي، وهي عملاق اقتصادي يغزو الاسواق العالمية بالمنافسة الاقتصادية وارتفع ميزان التبادل التجاري مع امريكا وللصين اسواق رخيصة واخرى عالية الجودة باثمان موازية للاسواق العالمية الكبرى واخذت دول اوروبية تنقل صناعاتها اليها ومنها تايوان واليابان وسنغافورة لترفع من تقنية الصين واقترحت الصين بانشاء سوق مشتركة لجنوب وشرق آسيا وبدأ العمل بذلك منذ عقدٍ من الزمان.
< تدمير مصادر الطاقة:
تستغل امريكا في استراتيجيتها بمنع قيام قوى اقتصادية منافسة لها عالميا من خلال تدمير مصادر الطاقة التي تعتمد عليها تلك الدول.. اما انشغالها باضطرابات طائفية، او تشجيع الاقليات لكي تستقل عن دولتها الام او حروب داخلية واقليمية قد تمد لها الايدي بعد ذلك لمعاونتها.
وروسيا هي كبرى المزودين للطاقة للصين وأوروبا. لذا فان المخططات الامريكية التخريبية قد مزقت اقاليم فيها وفصلتها.. مثل تفجير منطقة الخليج والعراق بالمشاغل الطائفية، والمخابرات الامريكية قد تشعل نيرانا داخل الولايات المتحدة لتكون غاية لدخول حرب، كما حدث في تفجير المركز التجاري، وكتب جمع من المفكرين والمحللين الامريكان عن هذه القضية، فكتب ف.ي.كرلوف صاحب الكتاب الذي احدث ضجة في امريكا وترجم الى لغاتٍ كثيرة منها العربية حيث ترجمه م. منتجب يونس.. واستقطب الكتاب كتابا تحدثوا عن تمثيلية 11 سبتمبر 2001 فطرح الكاتب «غور فيدال» اثني عشر سؤالا موجها للشعب الامريكي عن هذه الكارثة التي دفعت نحو حرب تطارد فيها القاعدة في كل مكان مستهدفة الكثير من المدنيين بطائرات موجهة بغير طيارين وفي الوقت نفسه تنقل طائرات امريكا افراد القاعدة وتذهب بهم الى السودان واليمن والعراق والجزائر دون اذن حكومات هذه الدول وتلتقي امريكا مع القاعدة لتحارب معها سورية وتدعي انها تبحث عن القاعدة في مجاهل الارض.
عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق