للفصول خصوصياتها وثقافتها وقواميسها الخاصة، فالشتاء برد ومطر وحطب ومدفأة، أما الصيف فبحر وشمس وشطآن ونوارس، والخريف ريح وعواصف وأوراق تتساقط من الشجر، أما الربيع، وأقصد (الربيع العربي) فدماء وتضحيات وخراب وأحلام تحترق، وأناس تثور على واقعها قبل أن تثور على ثورتها.
للربيع العربي قاموسه وثقافته، خاصة الثقافة الجغرافية، فقد عرف العرب أسماء مناطق لم يسمعوا بها من قبل مثل الشيخ زويد في سيناء، والبريقة في ليبيا، وسيدي بوزيد في تونس، وبابا عمرو في سورية، كما زخر القاموس الخاص بالربيع العربي بعباراته المتميزة مثل «من أنتم» و«فاتكم القطار» والـ« Drunk Driving المفروض مايكونش».
بفضل الربيع العربي صارت ربة البيت في مطبخها تعرف الفرق بين الصواريخ الباليستية وصواريخ الجراد وقذائف «الآر بي جي» والبراميل المتفجرة، ومثلها العم عصمان بواب العمارة صار خبيرا بالاعلان الدستوري وال?يتو الروسي والشرعية الدولية وأخبار الكونغرس الاميركي وأخبار تنسيقيات الثورة.
لم يكتف الربيع العربي بقاموسه الخاص، بل قفز الى قواميس الآخرين بعد أن أضاف القاموس الفرنسي (لاروس) في إصداره الاخير معنى جديدا لكلمة ربيع لدى العرب لتصبح «فترة زمنية تعبر فيها الشعوب عن رغبتها في العدالة الاجتماعية»!
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق