أكد منسق القائمة المدنية في جامعة الكويت عمر العصيمي أهمية دور الطلبة الريادي في المجتمع رافضاً إقصاءهم عن الشأن العام لأن الكويت الحديثة تنطلق منهم في المقام الأول وأضاف العصيمي لـ هنا الكويت ان تأسيس القائمة المدنية جاء كردة فعل ايجابية على ما يحدث في الساحة مؤكداً ارتباطها بحركة حدم السياسية مع بيان التفصيلات بهذا الشأن.
ووصف العصيمي ثقة الطلبة في القائمة الائتلافية بأنها منقوصة مع رصد أسباب فوز الائتلافية طوال السنوات الماضية في انتخابات اتحاد الطلبة هذه الأمور وغيرها من المحاور في الحوار الذي اجرته معه وفي ما يلي نصه:
كيف ولماذا أسست القائمة المدنية وما هي الخلفية الفكرية للقائمة؟
أسست القائمة المدنية باجتماع مجموعة من الطلبة في جامعة الكويت بعضهم ينتمي للحركة الديمقراطية المدنية (حدم) والبعض الآخر لا ينتمي لها لكنه يتوافق مع كثير من أطروحاتها ومستعد للعمل النقابي من خلال قائمة طلابية تطرح نفس الأفكار لكنه غير راغب حاليا بأي التزام حزبي.
ونحن نتكلم عن مبادئ رئيسية مشتركة بين القائمة المدنية في جامعة الكويت وبين مبادئ تتبناها وتنادي بها الحركة الديمقراطية المدنية (حدم) وهذه المبادئ في جانبها الطلابي تتلخص بالقواعد الخمس للقائمة المدنية وهي نعتقد ان تنوع مكونات الكويت وتعدد مشاربها، كما نعتقد ان التعصب الفئوي والطائفي والقبلي معاول هدم للمجتمع تجب محاربتها. ونعتقد ان الوطن ليس سلعة محتكرة لفئة تدعي الوطنية، انما الوطن هو المظلة التي يستظل بها الجميع على قاعدة الحرية والعدل والمساواة. ونعتقد ان الإسلام دين الحرية والعدل والمساواة والكرامة الإنسانية، فهو أكبر من ان تحتكره فئة تتكلم باسمه أو تفرضه على الناس، كما أنه ليس تحفة فنية تبقى في البيوت ويقصى من حياتهم. ونعتقد ان الدستور هو الوثيقة التي توافق عليها الكويتيون ويجب احترامها، وأن المحافظة عليها وتطويرها نحو المزيد من الحريات والمكتسبات مسؤولية كل الكويتيين. ونعتقد أنه يجب ان يعود لجامعة الكويت دورها الريادي في بناء الوطن والمشاركة الفاعلة في الشأن العام وتحمل مسؤوليتها الوطنية الكاملة، ونعتقد ان من شباب الجامعة تنطلق الخطوة الأولى نحو الكويت الحديثة.
هذه المبادئ وتلك الرؤية هي ما يجمعنا في القائمة المدنية ولذلك نعتقد ان كل من نتشارك معه تلك القناعة عضو في القائمة يسعدنا تبنّي أفكارها ودعوة الطلاب والطالبات للعمل من أجلها، ونحن باذن الله يملؤنا الأمل والثقة بأننا نسير نحو الأفضل دائما لتحقيق رؤية القائمة المدنية بأن تكون قائمة كل طالب يعتقد ان الجامعة العنصر الأهم في بناء مجتمع متعايش ودولة مدنية.
هل لديكم أي ارتباطات مع تيارات فكرية أو حزبية أو سياسية أو اجتماعية؟
نعم لدينا ارتباط واضح وصريح نفتخر به هو ارتباطنا بالحركة الديمقراطية المدنية (حدم) وهذا الارتباط تنظيمي من خلال أعضائنا في القائمة المدنية الذين هم أعضاء في الحركة وارتباط رسالة وأهداف ومبادئ، لكن وهنا نقطة مهمة هناك أعضاء مؤسسون للقائمة المدنية ليست لهم أي علاقة تنظيمية بـ حدم.
هل تأسيسكم جاء كردة فعل وانعكاس على الأحداث السياسية التي تشهدها الساحة المحلية؟
هناك فرق مهم جدا بين رد الفعل وبين الاستجابة الايجابية لنداء الواقع السياسي وآثاره، فردّ الفعل عادة ما يكون نتيجة عواطف ومشاعر لحظية متأثرة بفعل ما وهذه في الغالب لا تستند على أسس علمية وموضوعية في التعامل.
بينما الاستجابة الايجابية ان صحت العبارة هي تعامل مدروس ومبرر منطقيا وموضوعيا ومحسوب النتائج والآثار وهو ما قمنا به، فتأسيسي القائمة المدنية كان في فترة مبكرة سابقة لكثير من الأحداث التي على الساحة، ونعتقد أنه من حسن التصرف والتدبير اختيار التوقيت المناسب لتأسيس القائمة والدخول في الساحة الطلابية بما يلبي حاجة الساحة الطلابية لما نادى به من أفكار ومبادئ.
ما أبرز ملامح البرنامج الانتخابي وأهداف القائمة المدنية؟
حقيقة الأمر ربما لدينا نظرة مختلفة عن بقية القوائم لدور الاتحاد الوطني لطلبة الكويت وكذلك دور الجمعيات والروابط العلمية، وانطلاقا من نظرتنا المميزة لهذا الدور وضعنا برنامجنا ومشاريعنا كقائمة مدنية.
اننا نعتقد ان دور الاتحاد الوطني لطلبة الكويت يقوم على عنصرين رئيسيين الأول يهتم بالشأن العام خارج أسوار الجامعة لسبب رئيسي أننا كطلبة نمثل شريحة من المجتمع تتأثر في ما يمر به المجتمع من تحولات، ومن المهم ان يكون لنا دور في التأثير فيه، كما ان تردي المستوى التعليمي والخدمات والمرافق الجامعية مسألة ليست بسبب مشاكل داخل أسوار الجامعة، لكن بالدرجة الأولى والرئيسية لمشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية خارج أسوار الجامعة انعكست بصورة سلبية علينا كطلبة جامعيين نمثّل طليعة المجتمع ومستقبل الوطن.
لذلك نحن بشكل واضح ومعلن نرفض بشكل قاطع ان يقصى الطلبة في جامعة الكويت عن دورهم المهم والضروري في المجتمع والشأن العام، هذا الإقصاء الذي مورس لسنوات من قبل الكثير من الأصوات في داخل الجامعة سواء قوائم جامعية أو اتحاد وجمعيات وروابط، لذلك تجدون في أهدافنا هذا الربط الواضح ما بين الاهتمام بالشأن العام وما بين الشأن الطلابي الداخلي والتحصيل العلمي وخدمة الطلبة.
وهدف رئيسي من أهدافنا كقائمة مدنية ان يكون للمثل الشرعي لطلبة الكويت الاتحاد الوطني دور حقيقي وفاعل في طرح وجهة نظر الشريحة الطلابية في الشأن العام بل قيادة المجتمع والقوى السياسية في هذا الجانب، وفي نفس الوقت يكون دور اتحاد الطلبة مؤثرا وفاعلا في تحقيق المصلحة الطلابية والدفاع عن حقوقها، فلا يعقل أبدا ان طلبة جامعة الكويت لم توفر لهم جامعة متكاملة لائقة بهم طوال تلك العقود، بل حتى جامعتنا «الحلم الموعود» تحترق عدة مرات ولا نجد أي محاسبة لمن يؤخر حلمنا الطلابي بل حتى لم يقدم لنا كطلبة أي اعتذار عن هذا الاهمال المتكرر، فتخيلوا لو كان اتحادنا قويا ويعبر عنّا كطلبة تعبيرا حقيقيا كيف سيكون الحال؟! أعتقد أننا في وجود اتحاد قوي وله صوت في المجتمع سيحترم الجميع طلبة جامعة الكويت ولن يتأخروا ويهملوا مصالحنا المستحقة كطلبة.
ما أبرز خططكم وطموحاتكم؟
نحن طموحون جدا وفي نفس الوقت نحسب خطواتنا جيدا ونفهم الواقع وندرسه بعناية، طموحنا قيادة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ليكون عنصرا فاعلا في المجتمع قادرا على تحقيق المصلحة الطلابية ومعبرا عن وجهة نظرها في الشأن العام، ونتوقع ان ذلك سيتحقق بعون الله خلال سنوات قليلة جدا اذا ما قبل أخوتنا الطلاب والطالبات عملنا وخطابنا وتبنوه فنحن مهما كان طرحنا ورؤيتنا وخططنا محكمة ومستحقه الا أنهى ستبقى قاصرة ما لم تحوز على ثقة أخوتنا طلاب وطالبات جامعة الكويت.
ما الحلول التي تقدمها القائمة للمشاكل الطالب الجامعي؟
حل مشكلتين رئيسيتين، هي مشكلة الشعب المغلقة ومشكلة الازدحام وضيق المواقف، وهاتان المشكلتان نطرح حلولا مؤقتة لحين وضع حلول جذرية شاملة بالنسبة للشعب المغلقة والتي من أسبابها عدم توفر القاعات الدراسية وعدم توفر الهيئة التدريسية الكافية واحتكار المواد الدراسية، فان حلنا يتلخص بشكل موجز: بأن تزيد ساعات الدوام الرسمي المسائية لتخلو قاعات دراسية أكثر أو من خلال تأجير الجامعات الخاصة الفترة المسائية أو حتى من خلال استغلال المدارس الحكومية لفترة ما بعد الدوام المدرسي لتحل مشكلة المباني والقاعات.
أما فيما يتعلق بقلة الهيئة التدريسية فالحل المقترح ان تستعين جامعة الكويت بأساتذة كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي وكذلك أساتذة الجامعات الخاصة ليعوضوا النقص، وأيضا التوسع في الانتداب والابتعاث للتخصصات المطلوبة، وهذه للأسف حلول مرحلية مؤقتة لكنها متاحة لحل مشاكل الطلبة الحالية لحين التوصل للحلول الكاملة.
أما مسألة المواقف فان بناء مواقف متعددة الأدوار خاصة في منطقتي الخالدية وكيفان سيحلون جزءا كبيرا من مشاكل الزحام وقلة المواقف وهناك مشاكل أخرى يومية يعاني منها الطلبة مثل مشاكل التسجيل الالكتروني وعدم تحديد موعد صرف المكافأة الطلابية وغيرها يمكن حلها ببساطة متى ما توفرت الارادة والادارة الكفؤة.
تسيطر القائمة الائتلافية على اتحاد الجامعة واغلب الكليات منذ فترة فما سبب ذلك؟
هناك أسباب عدة لسيطرة القائمة الائتلافية على تلك المقاعد طوال تلك المدة الطويلة، وهنا علينا ان نهنئ القائمة الائتلافية على هذه الثقة الطلابية طوال تلك الفترة لكن للأسف هذه الثقة الطلابية للقائمة الائتلافية منقوصة الى حد كبير وغير نزيهة للأسباب تعتمد ان الائتلافية على التوازنات القبلية بشكل كبير وهذا تكتيك انتخابي مقبول اذا لم يكن كما هو اليوم قائم على الفرعيات والعصبيات القبلية.
قم بكتابة اول تعليق