الكويت تؤكد حرصها على دعم الجهود الانسانية في العالم

اكدت دولة الكويت هنا اليوم حرصها على دعم الجهود الانسانية في العالم ومساعدة منظمات ومؤسسات العمل الانساني على القيام باعمالهم الانسانية في مساعدة المنكوبين من جراء الكوارث الطبيعية والازمات الداخلية والحروب.

جاء ذلك في كلمة القاها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في افتتاح المؤتمر السنوي الرابع حول (الشراكة الفعالة وادارة المعلومات من أجل عمل انساني) الذي تقيمه الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية بالتعاون مع مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية وجمعية العون المباشر.

وشدد الشيخ صباح الخالد الذي يقام المؤتمر تحت رعايته على دعم دولة الكويت للجهود الدولية في سوريا والذي يأتي من منطلق إيمانها الراسخ في مساعدة شعوب العالم المتضررة.

وحضر حفل الافتتاح وزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية شريدة عبدالله المعوشرجي ورئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الدكتور عبدالله معتوق المعتوق والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني ووكيل السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة البارونة فاليري آموس.

واعرب الشيخ صباح الخالد عن اعتزازه وتقديره للمشاركة في هذا المؤتمر الإنساني الهام معبرا عن شكره وامتنانه لرئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية على الدعوة الكريمة لحضور المؤتمر الذي يعقد في ظروف صعبة يعيشها عدد من شعوب العالم تتطلب منا جميعا العمل بارادة واحدة من أجل التخفيف من وطئتها وتحسين أوضاعها الحياتية والمعيشية.

وتقدم بالشكر الى كافة المنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالعمل الإنساني على ما تقوم به من جهود مشهودة في هذا المجال.

كما اعرب عن شكره وتقديره للعمل الذي يقوم به مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الجهود الإنسانية وكافة العاملين به وفي مقدمتهم فاليري آموس والذين أسهموا دون شك في ايجاد قنوات وآليات تنفيذية مناسبة لإيصال المعونات والمساعدات الدولية لشعوب طالما انتظرت بارقة أمل تعينها على الحياة في ظروف لوجستية وتقنية عسيرة ومليئة بالتحديات أودت بحياة عدد من القائمين على هذا العمل الإنساني.

واوضح ان المكتب ساهم في تأطير الاستجابة الانسانية الفورية للمجتمع الدولي في مجال المساعدات الإنسانية والإغاثية الطارئة من خلال جهود مشتركة مع مؤسسات ومنظمات دولية وغير دولية لمواجهة الكوارث الإنسانية المختلفة سعيا لتطوير بنية النظام الانساني بشكل عام.

وقال ” لا يخفى علينا بأن الشعب السوري الشقيق يعاني اليوم من كارثة إنسانية متفاقمة تجاوز عمرها السنتين سواء بأعداد القتلى التي فاقت المائة ألف قتيل وآلاف الجرحى والمصابين وتبعاتها الإنسانية من تشريد ونزوح خارجي وداخلي”.

واضاف قائلا ” فمنذ انتهاء مؤتمرنا السنوي الثالث في دولة الكويت في سبتمبر من العام الماضي وحتى هذه اللحظة ازدادت أعداد اللاجئين السوريين إلى أربعة أضعاف حيث يعاني حاليا مليونا شخص من وطأة التهجير القسري خارج بلادهم مقارنة بمائتين وستين ألف خلال العام الماضي”.

واشار الى انه ” تم كذلك تهجير أربعة ملايين و250 ألفا داخل الأراضي السورية مقارنة بمليون و200 ألف شخص في نفس الفترة من العام الماضي مما يعني ان حوالي ثلث الشعب السوري بات مرغما على ترك مدنه وقراه ومنازله مما يعكس حجم المعاناة الإنسانية التي يعانيها”.

وقال “ولعل تلك الأرقام تحتم على الأمم المتحدة وكافة أطراف المجتمع الدولي أن يضطلعوا بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية وأن يضعوا الظروف المأساوية للشعب السوري في سلم إهتماماتهم بعيدا عن أي اختلافات واعتبارات من أجل وقف نزيف الدم اليومي للشعب الشقيق وتأمين وصول المساعدات الإغاثية الطارئة له”.

واكد الشيخ صباح الخالد في هذا الاطار ان دولة الكويت ما فتئت تدعم الجهود الإنسانية في سوريا من منطلق إيمانها الراسخ بمساعدة شعوب دول العالم المنكوبة حيث استجاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لدعوة السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون لإستضافة دولة الكويت مؤتمر المانحين لمساعدة الشعب السوري الشقيق في 30 يناير من العام الحالي والذي استقطب اهتماما عالميا على كافة المستويات ونجح في جمع مبلغ 1.6 مليار دولار أمريكي كان نصيب دولة الكويت منه 300 مليون دولار أمريكي قامت بايصاله كاملا للجهات المعنية المختصة.

واعرب عن تطلعه في هذا الصدد الى أن تستكمل دول العالم الإيفاء بتعهداتها التي أعلنتها خلال ذلك المؤتمر بما يلبي مقاصده النبيلة السامية.

وقال ان برنامج عمل المؤتمر اليوم يعكس المسؤوليات الكبيرة للقطاع الأهلي ومؤسسات المجتمع المدني في القيام بأدوار رئيسية فاعلة وايجابية لتخفيف المعاناة الناتجة عن الكوارث الطبيعية والأزمات الداخلية والحروب متطلعين للوقوف على رؤى وتجارب ونماذج مشرفة لما ينبغي أن يكون عليه التنسيق بين كافة الأطراف.

ولفت في هذا الصدد الى الجهود الخيرة المبذولة من قبل القطاع الكويتي الخاص بدعم المساعي الإنسانية من خلال تبرعه لإنشاء العديد من المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة مشيدا في الوقت ذاته بالدور الفعال الذي تقوم به الجمعيات الخيرية الكويتية لمساعدة المتضررين من شعوب العالم.

وقال انه “بهذه المناسبة لا بد لي من استذكار الدور الإنساني البارز لقامة كبيرة من قامات العمل الخيري رئيس جمعية العون المباشر المغفور له بإذن الله الدكتور عبدالرحمن حمود السميط صاحب الأيادي البيضاء التي ما زالت بصماته حاضرة على الوضع الانساني في القارة الافريقية”.
واعرب الشيخ صباح الخالد عن الامل في أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه المرجوة وأن يثمر عن نتائج ملموسة تسهم في الارتقاء بمستويات التنسيق بين الهيئات الدولية الانسانية لرفع المعاناة عن كاهل الشعوب والأفراد المنكوبين حول العالم.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.