اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ان الشعب السوري الشقيق يعاني من كارثة انسانية متفاقمة تجاوز عمرها سنتين، حيث فاق عدد القتلى مائة الف قتيل غير آلاف الجرحى والمصابين.
وقال في كلمة ألقاها خلال رعايته حفل افتتاح المؤتمر السنوي الرابع حول الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من اجل عمل انساني افضل، والذي تنظمه الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وجمعية العون المباشر بالتعاون مع مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا)، ان هذه الكارثة لها تبعات انسانية من تشريد ونزوح خارجي وداخلي، حيث زاد عدد اللاجئين السوريين الى اربعة اضعاف.
واضاف الخالد ان عدد المهجرين حاليا بلغ مليوني شخص من وطأة التهجير القسري خارج بلادهم مقارنة بــ260 الف مهجر خلال العام الماضي، حيث تم تهجير اربعة ملايين ومائتين وخمسين الف شخص داخل الاراضي السورية مقارنة بمليون ومائتي الف شخص في العام الماضي، وهذا يعني ان ثلث الشعب السوري باتوا مرغمين على ترك مدنهم وقراهم مما يعكس حجم المعاناة الانسانية التي يعانونها.
اهتمام
وتابع: ان تلك الارقام تحتم على الامم المتحدة وجميع اطراف المجتمع الدولي ان يضطلعوا بمسؤولياتهم القانونية والاخلاقية وان يضعوا الظروف المأساوية للشعب السوري في سلم اهتماماتهم بعيدا عن اي اختلافات واعتبارات من اجل وقف نزيف الدم للشعب السوري وتأمين وصول المساعدات الانسانية لهم.
ولفت الخالد الى ان الكويت تدعم الجهود الانسانية في سوريا من منطلق ايمانها الراسخ بمساعدة شعوب دول العالم الانسانية المنكوبة، مشيرا الى استجابة سمو امير الكويت لدعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون باستضافة مؤتمر المانحين لمساعدة الشعب السوري الشقيق في 30 يناير العام الحالي، حيث نجح المؤتمر في جمع مبلغ مليار وستمائة مليون دولار كان نصيب دولة الكويت منها 300 مليون، حيث قامت بإيصالها كاملة للجهات المعنية المختصة، آملا ان تستكمل دول العالم الايفاء بتعهداتها التي اعلنتها خلال ذلك المؤتمر.
مسؤوليات
واضاف الخالد ان هذا المؤتمر يعكس المسؤوليات الكبرى في القطاع الاهلي ومؤسسات المجتمع المدني في القيام بدوره الرئيسي الفعال في تخفيف المعاناة الناتجة عن الكوارث الطبيعية والازمات الداخلية والحروب، داعياً الى ضرورة التنسيق بين جميع الاطراف في حل هذه الازمة الكارثية.
وذكر الجهود الخيرية المبذولة من قبل القطاع الكويتي الخاص ودعم المساعي الانسانية من خلال تبرعه لانشاء العديد من المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة، مشيرا الى الدور الفعال الذي تقوم به الجمعيات الخيرية الكويتية لمساعدة المتضررين من شعوب العالم.
وتمنى الخالد في نهاية كلمته ان يحقق المؤتمر اهدافه المرجوة، وان يثمر النتائج الملموسة لتسهم في الارتقاء بمستويات التنسيق بين الهيئات الدولية الانسانية لرفع المعاناة عن كاهل الشعوب والافراد المنكوبين حول العالم.
بدوره، قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية عبدالله المعتوق ان هذا المؤتمر يسعى الى توثيق العمل الانساني المشترك وفق المقاييس الانسانية الدولية، لا سيما في ظل تعاظم الاحتياجات الانسانية في العالم، وليس بخاف عن الجميع ما يحدث في سوريا من تشرد وقتل، وكذلك ما يعانيه السودان من كوارث الفيضانات والسيول، والهيئة بحكم اشتغالها بالعمل الانساني ورعايتها لبرامج الاغاثة في كثير من الدول، تدرك الحاجة الملحة لتمكين المنظمات الانسانية وتشجيعها لصياغة برامج تعود بالخير على الانسانية جمعاء.
وزاد المعتوق ان الكويت في ظل القيادة الحكيمة صاحبة رؤية انسانية عظيمة نبيلة الهدف والغاية، لم تدخر جهدا في دعم القضايا الانسانية ومكافحة المجاعات والفقر ودعم المشاريع الصحية والتعليمية في كثير من الدول النامية.
بدوره، قال الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني يمكن الاستشهاد بالجهود الكبيرة التي بذلتها الدول الخليجية والمنظمات الخيرية التابعة لها في اليمن وسوريا والصومال على المستويين الرسمي والاهلي والقيام بمسؤولياتها، حيث قامت المملكة العربية السعودية بجهود جبارة في هذا المجال.
مؤتمر المانحين
واضاف: قامت الكويت بمبادرة خيرة تمثلت باستضافة مؤتمر المانحين بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة، وجمعت مبالغ تجاوزت مليارا و600 مليون، كما قامت دولة قطر بتقديم الدعم لدارفور في السودان، وقامت الامارات بتقديم جهود تنمية واعمار في الصومال.
واستذكر الزياني المأساة الانسانية التي يعيشها الشعوب السوري في ظل رفض النظام الحاكم لمبادرات السلام ووقف الدم، مما تسبب في قتل وتشريد اعداد كبيرة من الشعب السوري الذي يستصرخ الضمائر الحية لتركيز الجهود ومواصلة تقديم العون له من لاجئين ونازحين، وضمان حقوقهم التي شرعتها المواثيق الدولية، موجهاً التحية لدول الجوار للشعب السوري التي قدمت جهودا كبيرة في احتضان اللاجئين.
ومن جهتها، قالت وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسقة الاغاثة الطارئة فاليري آموس: خلال مؤتمر هذا العام سيتم عرض اهمية دور القطاع الخاص والشركات في المجال الانساني، ويسعدني ان نتمكن من القيام بهذا في الكويت، احد اهم شركاء الامم المتحدة في المنطقة، وللقطاع الخاص في منطقة الخليج دور فعال واسهامات جديرة بالتقدير في مساعدة المحتاجين والمتأثرين بالكوارث حول العالم.
فارس الخير
قال عبدالله المعتوق: قبل ايام غاب عن ساحة العمل الانساني رجل عرفته افريقيا بأكملها، انه فارس الخير الدكتور عبدالرحمن السميط، الذي انتقل الى رحمة الله تعالى بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء، متقدما بالعزاء الى جمعية العون المباشر وجميع المسلمين.
المصدر”القبس”
قم بكتابة اول تعليق