خالد الجنفاوي: “البيئة المدرسية الجاذبة” مسؤولية تربوية وأسرية

وفق دراسة جديدة أشرف عليها البروفسور مينغ تي وانغ والمتخصص في علم النفس التربوي في جامعة »بتيسبرغ« الأميركية: التدخل الإيجابي والمبكر بهدف مساعدة طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية (12-17 سنة) وعن طريق توفير دعم أسري ومدرسي مناسب يساهم في معالجة بعض مشكلاتهم التعليمية, والتي إذا لم تعالج مبكراً ستؤدي إلى تركهم المدرسة وربما جنوح بعضهم لاحقاً (Delinquency) ووفقاً للدراسة: توفير الطلبة المراهقين بدعم مدرسي وأسري إيجابي مبكر سيساعدهم على مواجهة بعض الضغوط النفسية والتغلب على الانتكاسات الدراسية والمعضلات المختلفة والتي ربما يواجهها بعضهم داخل أسوار المدرسة (المصدر: مجلة »تطور الطفل«29 -7-2013). فتكوين “بيئة مدرسية جاذبة” مسؤولية تربوية وأسرية مشتركة, بل أعتقد أن التدخل الإيجابي المبكر في مد يد العون للطلبة المتعثرين سيساعدهم على تحقيق النجاح والتميز الدراسي.
إضافة إلى ذلك, ووفق وثيقة “حقوق و واجبات المعلم” والمنشورة في الصفحة الالكترونية الرسمية لوزارة التربية في الكويت, أحد واجبات المعلم هو أن “يتعاون مع البيت لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة.” أي أن مسؤولية خلق بيئة تعليمية جاذبة للطلبة تقع على عاتق الأسرة والإدارة المدرسية. فحين يبادر أولوياء الأمور في محادثة أبنائهم وبناتهم حول أدائهم المدرسي ويبدون إهتمامهم بما يواجهه الأبناء الأعزاء داخل أسوار المدرسة, فسيؤدي ذلك إلى تشجيع الطلبة على مزيد من المشاركة الايجابية. وتقع كذلك مسؤولية خلق بيئة مدرسية جاذبة للطلبة على الإدارة المدرسية. حيث يمثل التدخل الايجابي السريع للمعلمين وللإدارة المدرسية في إيجاد حلول لبعض المشكلات أو المعوقات التعليمية التي يواجهها بعض الطلبة عنواناً رئيساً للتعليم المعاصر. فما يعادل وجود طالب أو طالبة يرتبطون معنوياً وبشكل إيجابي مع بيئتهم المدرسية هو وجود إدارة مدرسية ناجحة وديناميكية.
وبالطبع, لابد لأولياء الأمور, خصوصاً, عدم التردد في مشاركة أبنائهم الطلبة في تعلمهم. فإذا توافر للطالب جو أسري داعم وإيجابي سوف يساعده ذلك على تكوين علاقة ديناميكية وإبداعية تجاه العملية التعليمية التي يتلقاها داخل أسوار المدرسة. فأحد أسباب الانسحاب الدراسي, بل و أحد أسباب الجنوح السلوكي عند بعض المراهقين يكمن في ضعف مشاركة أولوياء الأمور والإدارة المدرسية في مناقشة معضلات تعليمية بسيطة إذا تُركت من دون معالجة لربما تتفاقم لتصبح لاحقاً معوقات جذرية تمنع الطالب من الشعور بأهمية وجود علاقة متينة بينه وبين بيئته المدرسية.

كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.