10 نصائح للمبادرين أصحاب المشروعات الصغيرة

يعتبر إنشاء المشروع الصغير (رأس المال أقل من 500 الف دينار كويتي – ما يعادل 1.7 مليون دولار أميركي) من المراحل الأساسية لبناء الاقتصاد الواعد. ولا يعني مسمى المشاريع الصغيرة، بأن مخاطرها أو التحديات امامها تكون صغيرة، بل على الأغلب أنها ستكون «بمخاطر اكبر». ولهذا السبب فإننا ننصح المبادرين وأصحاب المشاريع الصغيرة بضرورة الاستثمار وعمل دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع ـ من الجهات المعتمدة ـ وذلك كنوع من تقليل المخاطر المترتبة، وزيادة فرصة نجاح المشروع. ومن جانب متصل، فلا تختلف المشاريع الصغيرة ـ في جوهرها ـ عن المشاريع الكبرى، كون كل منهما يتعامل بوجود زبائن وموظفين وموردين. وكما نرى في شركة اكسبر للاستشارات الإدارية أن المشاريع الصغيرة ما هي إلا نتاج تطبيق اداري حديث احترافي للأعمال التجارية الكبرى القائمة، فالتخصص واختيار السوق المحدد Segmentation مع التركيز في الأعمال وضبط الجودة هي اساسيات وجود هذا القطاع في الأعمال التجارية الحديثة. ولما كان هذا التداخل والاختلاف بين المشاريع الصغيرة والكبيرة منها، فإننا نضع أمامكم أهم 10 نصائح وملاحظات للمبادرين في الأعمال وذلك للاهتمام بها وتنميتها.

1 – تطوير النفس والقدرات الإدارية

يعترف معظم أصحاب الأعمال والمشاريع الصغيرة بحجم المشكلات والعقبات التي تواجههم في أعمالهم اليومية، فبدءاً من العمل بإجراءات استخراج الرخص التجارية، وانتهاء بالتعامل مع الموظفين فيما بينهم. وما بينهما أمور كثيرة ومعقدة، تحتاج من المبادر، وصاحب الأعمال الصغيرة خصوصاً، تدريب وتطوير نفسه ليتعايش ويتغلب على مثل تلك العقبات، التي إن لم يحسن التعامل معها فستكون النتيجة وجوده خارج الأسواق وخارج المنافسة في يوم من الأيام. ولذلك يعتبر موضوع تطوير القدرات الإدارية والشخصية من الخطوات الرئيسية الأولى للمبادرين والرواد في الأعمال التجارية. كما يلحق بتلك الخطوة «المهمة» تطبيق عملي لتلك النظريات والمهارات للاستفادة القصوى، وضمان استمرارية ونمو المشروع على المدى الطويل.

2 – التفكير مثل الكبار

قد يخطئ البعض عندما يعتقد أن المشاريع الصغيرة يجب أن تبقى كذلك على المدى البعيد، بل على العكس من ذلك تماماً، فمعظم الشركات الكبرى في وقتنا الحاضر ما هي إلا مشاريع صغيرة في يوم من الأيام، التي تنطبق عليها هذه النظريات، وكأمثلة على تلك الشركات سلسلة مقاهي ستاربكس Starbuck العالمية الشهيرة، وسائل التواصل الاجتماعي الفيسبوك Facebook، شركة ابل للكمبيوتر والإلكترونيات Apple، محرك البحث في الإنترنت غوغل Google، وغيرها الكثير. وكان العامل المشترك لمثل تلك الشركات أن أصحابها قد بدأوا بالتفكير كالكبار، وهم يؤسسون مشروعاتهم التجارية الصغيرة، من الثقة باستمرارية العمل ونجاحة على المدى الطويل، وإضافة قيمة كبيرة للسوق. ولهذا فإننا ننصح وبشدة الرواد والمبادرين في العمل بوضع خطط استراتيجية للعمل على المدى الطويل مع إنشاء الرسالة Mission والرؤية Vision لضمان التحول التدريجي نحو العمل المؤسسي الكبير.

3 – الثقة وبالآخرين كذلك

تعتبر الثقة من الأدوات الأساسية في عالم الأعمال التجارية على مدى الزمان. ولما كنا ننشد التوسع في الأعمال والتوجه نحو العمل المؤسسي، والذي يتطلب الكثير من التعاملات بين الأفراد، فإنه ومن المستغرب به في عالم الأعمال أن تنمو الشركة وتنافس في الأسواق من دون عامل الثقة المتبادلة بين الافراد –سواء كانوا من الزبائن أو الموردين أو حتى العاملين. ولهذا كان ولابد لأصحاب الأعمال الصغير البدء بتنمية هذا الجانب – لما له من ثوابت اساسية في قيام وتوسع الأعمال التجارية.

4 – الذكاء والفطنة في الأعمال

على الرغم من أن الذكاء – كما يقول به المختصون – انه فطري يولد مع الانسان، فإن جزءا منه مكتسب ويمكن تطويره. ولا يخلو العمل التجاري من العقبات والعوائق التي تتطلب فيه القرارات الحكيمة الذكية، التي من الممكن أن تحول الأزمة إلى فرصة ومن محدودية القنوات إلى العمل الإستراتيجي. ولهذا وجب على أصحاب الأعمال والمشاريع الصغيرة الاهتمام بهذا الجانب وتنميته، بحيث يحقق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.

5 – الصدق والوضوح في العمل

إحدى أهم المراحل الأساسية لاستمرار المشروع التجاري الصغير هي مرحلة التأسيس، والتي عادة ما تمتاز بالقرارات المهمة الحازمة. ولذلك وجب على أصحاب المشاريع الصغيرة التركيز على هذه النقطة بشكل اكبر، واتخاذ القرارات الصحيحة المحورية بصدق وبحزم مسبق – من دون أي مجاملات. فقد يكون التنازل الأولي والتردد في اتخاذ القرارات المهمة هي البوابة لضياع كيان المؤسسة الصغيرة، وبالتالي خروجها من السوق بوقت مبكر وقبل التأسيس الصحيح.

6 – معرفة أساسيات الأعمال التجارية

لا يشترط في صاحب المشروعات الصغيرة أن تكون لديه شهادة جامعية في الإدارة أو الاقتصاد، ومن المستحيل أن يكون أصحاب الشهادات الجامعية العليا – ماجستير ودكتوراه – هم من يديرون الأعمال التجارية في الأسواق – وإن كانت الشهادات العملية عوامل مساعدة للعمل والنجاح السريعين. وعلى الرغم من ذلك، فلابد لمدير المشروع الصغير أن يعي أساسيات الأعمال التجارية والمبادئ المهمة في السوق، فعلى سبيل المثال يجب أن يعرف معلومات عامة عن علم المحاسبة، التمويل، العمل التشغيلي، التسويق، التكنولوجيا التسويقية.. الخ. ولما كنا نعيش في فترة المعلوماتية وانتقالها السريع فمن الممكن وبسرعة الحصول على المعلومات المتعلقة بها عن طريق شبكة الإنترنت أو الكتب المتخصصة أو حتى حضور الدورات التدريبية. إضافة الى ذلك فإننا ننصح أصحاب المشاريع الصغيرة بضرورة العمل التطوعي أو العمل الإضافي مع الشركات الرائدة في السوق لتعلم مثل تلك المهارات والمعلومات الأساسية عن العمل التجاري وبفترة زمنية قصيرة جداً.

7 – اتبع الإجراءات الإدارية والقانونية السليمة

وتعد هذه النصيحة من النصائح الصعبة للتطبيق على ارض الواقع خصوصاً بالنسبة لأصحاب المشاريع الصغيرة، وذلك بسبب القيود والإجراءات الكبيرة والمطلوب إقامتها عند الدخول إلى السوق – خصوصاً أن المشرع والمراقب سيتعاملان مع أصحاب المشاريع التجارية بالمستوى نفسه. ومع ذلك، فلابد لأصحاب المشاريع الصغيرة – الذين كما بينا سابقاً أنهم يبحثون عن الاستمرارية في العمل التجاري والتوسع لتكون في يوم من الأيام إحدى المؤسسات الكبيرة – بضرورة اتباع الإجراءات الإدارية السليمة وتطبيق القوانين المتعلقة بشكل صريح. إن بدء العمل التجاري بشكل قانوني وفق قيم ورؤى إدارية سليمة يمكن أن تخلق قيمة مبكرة لدى المراقبين – الحكومات – والمتعاملين في الأسواق – من موردين ومنافسين بل وحتى الزبائن – من جدية عمل الشركة والوضوح في العمل.

8 – العمل الإبداعي المبتكر

وتختلف مشاريع الأعمال الصغيرة الحديثة عن الأعمال التجارية الكبيرة والتي سبقتها في الأسواق والزمان والخبرات، بعامل الإبداع Innovation . فكما بينا سابقاً وكما هو معروف في عالم التجارة الحديثة بأنه كلما كانت المنتجات والقيم الموردة من المتنافسين كبيرة، زادت حدة المنافسة وقلت نسبة تحقيق الأرباح. وعلى العكس من ذلك تماماً، فكلما زاد مستوى الإبداع في المنتج وتفرده عن مثيلاته في السوق، قلت نسبة المنافسة وزاد حجم مستوى هامش الربحية المحققة Profit Margin . ولهذا فإننا ننصح ونؤكد على ضرورة الاهتمام باستغلال الفكر الإبداعي المميز لإنشاء فكرة المشروع الصغير، الذي سيحقق الريادة فيما بعد، فلا مكان بعد اليوم للأفكار التقليدية البسيطة العامة.

9 – ابحث عن مستشارك الخاص

قد يستطيع رائد الأعمال أو المبادر في المشاريع الصغيرة تحقيق النجاح السريع أو الاستمرارية في التوسع بمدة زمنية قصيرة – ولكن هذا هو الاستثناء. فلابد من صاحب الأعمال الصغيرة أن يشكل لديه منظومة مراجع تجارية إدارية ممثلة بعلاقات قوية مع اصحاب الاختصاص والخبرات التجارية السابقة، والتي ستنقل الخبرات المتراكمة ونقلها للمبادر في ساعات محدودة. ولا يكفي أن يكون عامل الخبرة حاضراً في هذا الجانب، فلابد – كذلك – من وجود المستشار الإداري الأكاديمي لتقليل الفجوات وتكملة طريقة العمل. إذ ان سوق الأعمال التجارية هو سوق متغير ومتجدد بشكل كبير، فكما كنا في الأمس القريب نتحدث عن لغة الانترنت في الأعمال التجارية، أصبحنا اليوم نتحدث عن مفهوم المعلوماتية ونقل البيانات – وقد تجاوزنا مرحلة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سريع – وغيرها من المحطات التي تؤكد على ضرورة ربط التغيرات والتطورات من حولنا في عالم الأعمال التجارية – وبالأخص الصغيرة الناشئة منها.

10 – القيادة

تعتبر القيادة Leadership إحدى الروابط الأساسية المهمة في عمل المؤسسات التجارية، وهي العامل الأكبر اشتراكاً بالأهمية بين المشاريع الصغيرة والعمل التجاري الكبير. ونعني هنا بالقيادة، هي وجود فكر واستراتيجيات للعمل التجاري، تقوم على تحقيقها مجموعة من الأفراد العاملين – سواء من داخل المؤسسة أو من خارجها. ولهذا فلابد لصاحب المشروع الصغير – خصوصاً من هم يخططون للعمل التجاري المستقبلي- أن يهتموا بتعلم أساسيات القيادة والتأثير في الآخرين والتعامل معهم. إذ ان أحد العناصر المهمة لنجاح العمل التجاري المؤسسى وضمان استقراره هو وجود القيادة الناجحة التي تستطيع إدراك السوق ومتغيراته، وفي الوقت نفسه تستطيع ترجمة الأفكار والأهداف إلى مشاريع عمل، يقوم بتنفيذها الأفراد وأعضاء الفريق الواحد.

هذا وتقوم الشركات الاستشارية المتخصصة في وقتنا الحاضر بتقديم مثل تلك الخدمات والمنتجات للشركات المختلفة من إدارة للمشاريع والأعمال، وصولاً بقيادة المؤسسة لتحقيق اهدافها المرجوة.

الخلاصة

ان سوق مشاريع الاعمال الصغيرة هو الأمل الذي يعول عليه الاقتصاد الحديث، والذي أصبحنا في دولة الكويت نجد تأثيره حاضرا بمباركة سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد – حفظه الله ورعاه – بإصدار مرسوم ضرورة في هذا الشأن. ومن جانب آخر يبقى الدور كبيراً على عاتق الأفراد من المبادرين في الأعمال التجارية الصغيرة، خصوصاً أن أساس بناء المشاريع الصغيرة يحتاج إلى فكرة عمل رائدة – لم يسبق تطبيقها أو العمل بها. علاوة على ذلك، فإن التخصص في العمل واختيار سوق صغير محدد Segmentation هما عاملان مهمان لبناء هذا السوق، بالإضافة إلى التركيز على دوام العمل الصغير وتنميته ليكون في يوم من الأيام إحدى الشركات الكبرى التي تنعش بها عجلة الاقتصاد الكويتي والإقليمي ومن ثم العالمي منه.

نايف عبدالجليل بستكي

المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة اكسبر للاستشارات وإدارة الأعمال –دولة الكويت
المصدر”القبس”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.