وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما هنا اليوم كلمة خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 68 أطلع فيها العالم على سياسته الخارجية خصوصا ما يتعلق بالمعالجة الدبلوماسية الجديدة مع سوريا وايران فضلا عن العلاقات مع الحلفاء كإسرائيل ومصر.
ووصف أوباما أمريكا ب”الاستثنائية” مع واجبها منع الفظائع الجماعية” مشيرا الى أن “التشنجات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلقت انقسامات عميقة داخل المجتمعات مع قلب الأنظمة القديمة وأصبحت الشعوب تتعامل مع من يأتي بعد ذلك.
وأضاف أنه تم الرد على هذه التحركات السلمية بالعنف من قبل أولئك الذين يقاومون التغيير والمتطرفين الذين يحاولون اختطاف التغيير محذرا من بروز الصراعات الطائفية ومن أن “احتمال انتشار أسلحة الدمار الشامل يلقي بظلاله على السعي لتحقيق السلام.
وذكر أوباما “أريد أن أركز على أين تقف الولايات المتحدة الأمريكية إزاء هذه القضايا.. فيما يتعلق بسوريا نحن نعتقد أنه كنقطة بداية يجب على المجتمع الدولي أن يفرض حظرا على الأسلحة الكيماوية”.
وأشار الى أنه عندما أبدى استعداده لتوجيه ضربة محدودة ضد نظام الأسد كانت ردا على استخدامه الوقح للأسلحة الكيماوية وفعلت ذلك بجدية لأنني أعتقد أن فرض حظر جدي على هذه الاسلحة وهو من أقدم مبادىء الأمم المتحدة نفسها يصب في مصلحة أمن الولايات المتحدة والعالم.
وتابع لقد ناقشت (هذا الملف) مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين لأكثر من سنة وكان آخرها في سان بطرسبرغ وكنت أفضل دائما التوصل الى حل دبلوماسي لهذه القضية مشيرا الى أن بلاده توصلت في الأسابيع القليلة الماضية إلى اتفاق مع روسيا وحلفائها لوضع أسلحة سوريا الكيماوية تحت الرقابة الدولية ومن ثمة تدميرها.
ثم دعا الرئيس الأمريكي الأمم المتحدة الى أن تظهر للعالم أن من يكسر القانون الدولي لن يتم التسامح معه مضيفا أن الحكومة السورية اتخذت خطوة أولى بعرض مخزوناتها (الكيماوية) للمحاسبة من مخزوناتها الآن يجب أن يكون هناك قرار قوي من مجلس الامن للتحقق من أن نظام الأسد سيفي بالتزاماته.
وحذر من عواقب فشل المجلس في التوصل لمثل هذا القرار وقال إذا لم نتمكن من أن نتفق حتى على هذا ستظهر الأمم المتحدة عاجزة على فرض أبسط القوانين الدولية.
وأوضح أن الولايات المتحدة من أكبر مانحي المساعدات الانسانية لسوريا بمليار دولار حتى الآن معلنا في كلمته عن مبلغ إضافي قدره 340 مليون دولار غير أنه أشار الى أنه لا يمكن للمعونة أن تحل محل القرار السياسي الذي يعطي الشعب السوري فرصة للبدء في إعادة بناء بلده لكنها يمكن أن تساعد الناس اليائسين على البقاء على قيد الحياة.
ثم تطرق أوباما الى حليف سوريا الرئيسي وهي إيران مؤكدا أن العزلة و”عدم الثقة” بين هذا البلد والولايات المتحدة لها “جذور عميقة”.
وشرح أن الايرانيين اشتكوا طويلا من تدخل الولايات المتحدة في شؤونهم ودورها في الإطاحة بالحكومة الإيرانية خلال الحرب الباردة. ومن ناحية أخرى يرى الأمريكيون أن ايران أعلنت أن الولايات المتحدة عدو واتخذت مباشرة أو من خلال وكلاء رهائن أمريكيين وقتلت جنودا ومدنيين أمريكيين وهددت حليفتنا إسرائيل بالدمار.
غير أن أوباما أكد أن حل قضية البرنامج النووي الإيراني سيكون بمثابة خطوة رئيسية على الطريق الطويل نحو علاقة مختلفة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل مشددا على أن الولايات المتحدة تحترم حق الإيرانيين في الحصول على الطاقة النووية الا انه “عازم على منعهم” من تطوير أسلحة نووية.
وذكر في هذا الصدد نحن نصر على أن على الحكومة الإيرانية أن تلبي مسؤولياتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وقرارات مجلس الامن الدولي.
يجب أن نكون قادرين على تحقيق حل يحترم حقوق الشعب الإيراني ويعطي ثقة للعالم بأن البرنامج النووي الإيراني سلمي.
وأوضح في اشارة الى تصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني مؤخرا بانه مستعد لاجراء محادثات أنه “لكي يكتب النجاح لأي عبارة تصالحية يجب أن تقابلها إجراءات تتسم بالشفافية ويمكن التحقق منها” معلنا عن أنه سيوجه وزير الخارجية جون كيري لمواصلة هذا الجهد مع الحكومة الإيرانية في تنسيق وثيق مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين.
وأكد الرئيس الأمريكي أن بلاده مصممة على حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين مشددا على أن الولايات المتحدة لن تساوم ابدا على التزامها بأمن إسرائيل ولا دعمنا لوجودها كدولة يهودية. وبالمثل لانزال ملتزمين الاعتقاد بأنه يحق للشعب الفلسطيني العيش في كنف الأمن والكرامة في دولته ذات السيادة.
وقال ان الوقت قد حان للمجتمع الدولي بأسره ان يقف وراء السعي لتحقيق السلام مشيرا الى أن الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين أثبتوا أنهم على استعداد لتحمل مخاطر سياسية كبيرة في اشارة الى الجولة الجديدة من المحادثات المباشرة بين الطرفين في يوليو الماضي.
وخلص الى أن أصدقاء إسرائيل بما في ذلك الولايات المتحدة يجب أن يدركوا أن أمن إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية يتوقف على تحقيق دولة فلسطينية وأن الدول العربية والذين يؤيدون الفلسطينيين يجب أن يعترفوا بأن الاستقرار لن يتحقق إلا من خلال حل الدولتين.
كل واحد منا يجب أن يعترف بأن السلام أداة قوية لهزيمة المتطرفين.
وحول دور الولايات المتحدة منذ الانتفاضات العربية في العام 2011 أكد أوباما أن السلام الدائم لا يمكن قياسه من خلال الاتفاقات بين الأمم فقط.
يجب أن يقاس أيضا من خلال قدرتنا على حل النزاعات وتعزيز العدالة داخل الدول”.
واشار الى أنه على مدى السنوات القليلة الماضية وخاصة في مصر شاهدنا مدى صعوبة الانتقال الديمقراطي.
محمد مرسي انتخب ديمقراطيا لكنه أثبت عدم رغبته أو عدم قدرته على الحكم بطريقة شاملة تماما.
وأكد أن الحكومة المؤقتة التي حلت محله استجابت لرغبات الملايين من المصريين الذين يعتقدون أن الثورة اتخذت منعطفا خاطئا لكنها كذلك اتخذت قرارات تتعارض مع الديمقراطية الشاملة من خلال قانون الطوارىء والقيود المفروضة على الصحافة والمجتمع المدني وأحزاب المعارضة.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن بلاده تجنبت عمدا اختيار أحد الجانبين وعمدت الى تشجيع الحكومات التي تعكس ارادة الشعب المصري وتمارس ديمقراطية حقيقية تتضمن احترام حقوق الأقليات وسيادة القانون وحرية التعبير والتجمع ووجود مجتمع مدني قوي.
وتابع ان الولايات المتحدة ستعمل مع الحكومات وفق مصالح ومبادىء اساسية لعل في مقدمتها معارضة استخدام العنف كوسيلة لقمع المعارضة ودعم المبادىء الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان رافضا فكرة أن هذه المبادىء هي ببساطة صادرات غربية تتعارض مع الإسلام أو العالم العربي ومشددا على أنها حق مكتسب لكل شخص.
ومن المتوقع ان يجتمع أوباما مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت لاحق اليوم قبل أن يعود إلى واشنطن مساء
قم بكتابة اول تعليق