قال أكاديميان في تصريحات متفرقة لـ هنا الكويت ان مشكلة الازدحام المروري هي ظاهرة عالمية، وإذا نظرنا إلى خريطة الطرق في الكويت سنجد أن في الدائري الأول فقط تمر ما بين 500 ألف إلى 550 ألف سيارة يوميا.
وقالا : سكان الكويت، يسكنون في 8 في المئة فقط من مساحة البلاد الإجمالية ، ما يزيد من الازدحام المروري، بالإضافة إلى المشاكل الموجودة في المخطط الهيكلي للكويت.
قالت المهندسة علياء الفارسي من مكتب نائب مدير الجامعة للتخطيط، قام قطاع التخطيط بجامعة الكويت بوضع إستراتيجية كاملة للحركة المرورية والمواقف الجامعية لكل حرم جامعي، وتطبيقها من روافع وعلامات مرورية أرضية وتوزيع المواقف على مراكز العمل والكليات وتنظيمها بالإضافة إلى انه قد تم عمل دراسة مرورية على موقع الخالدية عام 2003، وكان من أهم توصياتها عدم إنشاء مواقف متعددة الأدوار في المنطقة، لما لها من أثار سلبية تفوق ايجابياتها، حيث كانت مواقع الخالدية ليست مستغلة بالكامل حينها، كما تم العمل على إعادة تصميم العديد من المواقف في جميع المواقع الجامعية، ما نتج عنه رفع الطاقة الاستيعابية لمواقف السيارات بشكل ملحوظ، وأصبحت العملية أكثر تنظيما واتسمت حركة السيارات بالانسيابية.
وتابعت، قام قطاع التخطيط بوضع المواصفات الخاصة بمظلات السيارات، وتمت مخاطبة إدارة الإنشاءات والصيانة بجامعة الكويت، والإيعاز بما يلزم لتخطيط جميع مواقف السيارات داخل أسوار الجامعة، وقام قطاع التخطيط بدراسة حركة الطلبة داخل المواقع الجامعية لتحديد مواقع ممرات المشاة، ثم قام بوضع المواصفات الخاصة بمظلات ممرات المشاة.
وزادت، قمنا بمخاطبة وزارة الاشغال لتظليل مواقف السيارات الموجودة امام فرع جمعية الخالدية والعمل على تظليله لخدمة الطلبة، وايضا قمنا بعمل حملة توعوية كبيرة بتوزيع بروشورات تم تصميمها وطباعتها من قبل قطاع التخطيط لحض الطلبة وتشجيعهم على استخدام باصات جماعية، وتوفيرها بالتعاون مع إدارة الخدمات العامة لخدمة الطلبة والطالبات، موضحة ان هناك نوعين من الباصات، فهناك باصات تنقل الطلاب داخل المبنى الواحد وباصات اخرى مهمتها نقل الطلبة من موقع إلى آخر بجامعة الكويت.
وبينت أن قطاع التخطيط بجامعة الكويت قام بمخاطبة إدارة الإنشاءات والصيانة، من اجل زيادة الطاقة الاستيعابية عن طريق إنشاء أدوار إضافية، ولكن تبين بالتقرير الفني أن المبنى غير صالح انشائيا للتوسعة، فضلا عن تنظيم حملة توعوية لاستخدام النقل الجماعي من اجل التخفيف من حدة الازدحام المروري، وتقليل عدد السيارات في مواقف الجامعة، وقمنا بتوزيع أكثر من 20 ألف بروشور أثناء الحملة على طلاب وطالبات الجامعة.
ولفتت الفارسي، إلى انه تم عقد عدة اجتماعات مع شركات متخصصة في إنشاء المواقف الذكية في الكويت، ودراسة مدى إمكانية توفير هذا النوع من المواقف الذكية في المواقع الجامعية، ولكن تبين بعد ذلك عدم فعالية مثل تلك المواقف، مضيفة انه في العام 2007 تم عمل تقرير خاص بمواقف سيارات موقع الخالدية، تضمن اقتراحا بتوزيع الموظفين على المواقف داخل سور الجامعة، لمعرفة النقص في عدد مواقف الطلبة، وصولا لحساب كتل إنشاء موقف متعدد الأدوار، وظهرت النتيجة بان العجز يبلغ حوالي 2000 موقف سيارة، وتكلفة الانشاء كانت ستبلغ أكثر من 5 ملايين دينار، موضحة انه تمت مخاطبة الإدارة العامة للمرور للسماح بعمل توسعة للطرق حول الجامعة، ومنها على سبيل المثال عمل حارة ثالثة للجهة القادمة من فرع جمعية الخالدية بقطعة 3 باتجاه الدوار منه إلى الدائري الرابع للتخفيف من الازدحام المروري في تلك المنطقة.
وذكرت الفارسي، خاطبنا البلدية للموافقة على إنشاء موقف متعدد الادوار على طريق الدائري الرابع في موقع الخالدية، لخدمة الطلبة والموظفين، ولكن البلدية رفضت ذلك المقترح بسبب أعمال طرق ستقوم بها الدولة، كما طلبنا تنفيذ موقف متعدد الأدوار في المنطقة الواقعة بين الإدارة الجامعية وكلية العلوم في موقع الخالدية، ولكن لجنة المناقصات المركزية أوقفت الموضوع اعتراضا على طريقة الطرح، لافتة إلى أن قطاع التخطيط كان يتابع تداعيات الموضوع من بدايته، إلا انه تم رفضه من قبل اللجنة حينها.
وأشارت الفارسي، إلى قرار ديوان المحاسبة الحالي بمنع إنشاء أي مشروع جديد بسبب الانتقال إلى مدينة صباح السالم الجامعية، وعدم وضوح رؤية مستقبلية للمواقع الحالية.
وبينت، ان قطاع التخطيط قام بطلب بتصميم وتنفيذ وتظليل موقف سطحي على الساحة الترابية ما بين الإدارة الجامعية وكلية العلوم، لخدمة موظفي موقع الخالدية، وبالتعاون مع إدارة الخدمات العامة تم إعداد دراسة حول المواقف العامة المجاورة لأي حرم جامعي.
وكشفت، أن قطاع التخطيط يجتمع بشكل مستمر مع وزارة البلدية لبحث وإيجاد الحلول المناسبة للحد من تفاقم الأزمة المرورية بمواقع جامعة الكويت، موضحة انه تمت مخاطبة الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بالسماح بتحويل الحديقة غير المستغلة مقابل كلية العلوم إلى مواقف متعددة الأدوار لحل أزمة المواقف ولكن تم رفض الطلب.
وأفادت، ان قطاع التخطيط يخاطب دائما الإدارة العامة للمرور، ووزارة الداخلية، لتوفير الدوريات من اجل تنظيم عملية المرور في جميع المواقع الجامعية، كما تقدمنا بطلب إلى البلدية لإنشاء جسر مشاة يربط بين الخالدية وكيفان لتيسير حركة الطلبة بين الموقعين، بالإضافة إلى استحداث مدخل ومخرج للجامعة في الشويخ بالمنطقة الحرة للحد من الاختناقات المرورية، واستحداث مدخل جديد إلى مركز العلوم الطبية بالدائري الرابع للحد كذلك من الاختناقات المرورية والعمل على تحديد نقاط التجمع في وقت الطوارئ بجميع المواقع الجامعية وضمان وصول سيارات الإسعاف لها بالتعاون مع إدارة الأمن والسلامة.
واقترحت الفارسي عدة حلول لحل المشكلة المرورية، منها تعزيز باصات الطلبة والرفع من كفاءة أدائها وتحسين جدولها الزمني بالإضافة إلى إحياء الحملة التوعوية لتشجيع الطلبة على النقل الجماعي، فضلا عن تعزيز عمل الباصات الخاصة بنقل الطالبات من وإلى منازلهن وتوفير خدمة الباصات لنقل الموظفات من وإلى منازلهن، والسماح بقيادة الدراجات النارية من قبل الطلاب وعمل مواقف خاصة لهم مع حضهم على توفير سبل الأمن والسلامة.
ومن جانبه أوضح الدكتور فهد الركيبي من قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت، أن مشكلة الازدحام المروري هي ظاهرة عالمية، وإذا نظرنا إلى خريطة الطرق في الكويت سنجد ان في الدائري الأول فقط تمر ما بين 500 ألف إلى 550 ألف سيارة يوميا، وتزداد في فترة الذروة الصباحية ما بين الساعة 7 إلى 8 ونصف صباحا.
وعن أسباب مشكلة الأزمة المرورية، قال الركيبي، هناك عدة عوامل ساهمت في تفاقم المشكلة، منها انخفاض مستوى النقل العام، وعدم وجود طرق تخديمية بالطرق السريعة، ووجود الطرق السريعة في المناطق المزدحمة بالإضافة إلى وجود منشآت حكومية وتجارية في مناطق حضرية، وتحويل السكن الخاص إلى استثماري، وبناء مجمعات وعمارات سكنية غير مكتملة الخدمات، بالإضافة إلى الأسباب الخاصة بقائد السيارة، ومنها عدم الالتزام بقانون المرور وعدم وجود الوعي الكافي.
ولفت الركيبي، إلى أن سكان الكويت، يسكنون في 8 في المئة فقط من مساحة البلاد الإجمالية، ما يزيد من الازدحام المروري، بالإضافة إلى المشاكل الموجودة في المخطط الهيكلي للكويت.
وأضاف الركيبي، ان نمو إعداد المركبات حسب المخطط الهيكلي الثالث يبلغ 3 في المئة، وان نمو إعداد المركبات يبلغ 8 في المئة سنويا، و85 في المئة من الطرق الحالية وصلت إلى الطاقة الاستيعابية القصوى.
وعن الأمور الرقابية والتنظيمية المفترض القيام بها لحل مشكلة الازدحام المروري، قال لابد من عدم تغيير استعمالات الأراضي، والبدء في تنفيذ المدن الجديدة متكاملة الخدمات، ما يؤدي إلى اللا مركزية في الخدمات، وتطبيق نظام التنقل الجماعي المتكامل، مؤكدا أن تنفيذ مشروع المترو سيساهم في حل المشكلة المرورية، ونتمنى أن يرى المشروع النور قريبا.
وزاد، نحتاج إلى إنشاء 140 كيلو مترا سنويا للتخلص من الازدحام، ولكن في الواقع أننا ننشئ طرقا بما يعادل 2 ونصف كيلو فقط، بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في إعداد السيارات الجديدة التي تبلغ حوالي 104 ألاف سيارة سنويا، كما ان عدد سكان الكويت سيصل إلى 4 ملايين، وبلغ عدد المخالفات المرورية حوالي 3 ملايين و600 ألف مخالفة.
وطالب بتفعيل دور جمعيات النفع العام لحل مشكلة الأزمة المرورية، موضحا أن منطقة الشدادية ستتحول إلى منطقة منكوبة في القريب العاجل بسبب ما سيتم عمله من توسعة للمطار الدولي بما سيزيد التلوث في المناطق المحيطة به، فضلا عن إنشاء مدينة صباح السالم الجامعية، وجامعة جابر، وجسر جابر، ومشروع توسعة مستشفى الفروانية، وزيادة القسائم السكانية في تلك المنطقة، مؤكدا أن الوضع المروري أصبح مأسويا في الكويت.
قم بكتابة اول تعليق