لأنها تهوى المغامرة وتحدي الذات، شاركت الفنانة نيللي مقدسي في برنامج Splash الذي عرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، فاكتسبت من هذه التجربة قوة وصلابة، باعتبار أنها وافقت عليها رغم مخاطرها ورغم أنها لا تجيد السباحة.
عن تجربتها الأخيرة والحب في حياتها وخوضها مجال التمثيل، كانت معها الدردشة التالية.
كيف تصفين تجربتك في برنامج Splash؟
عندما عرضت إدارة البرنامج علي الفكرة لم أتشجع لها ولم اقتنع بالمشاركة، خصوصاً أن مجتمعنا شرقي ولا يتقبل فكرة إطلالة فنانة بمايوه على الشاشة، لكن بعدما درستها، أدركت أن البرنامج هدفه رياضي بحت، بعيداً عن الإغراء أو غيره من الأمور التي تخدش حياء المشاهد الذي لن يتسمّر أمام الشاشة لمشاهدة ماكياج الفنانة أو شعرها، بل ليتابع قدرتها على التحدي والمغامرة وروحها الرياضية.
هل شاهت النسخة الفرنسية منه؟
بالطبع، وعندما تابعت المشاهير المشاركين فيه والروح الرياضية التي يتحلون بها والعفوية وتشجيع الجمهور لهم، اتضحت الفكرة لدي وهي تحدّي النفس وإيصال فكرة أن الرياضة أحد أجمل الأمور في الحياة، ولها فوائد جمّة على الإنسان جسدية ونفسية.
هل أنتِ سبّاحة ماهرة؟
أبداً، حين أرتاد الشاطئ كنت أقضي وقتي في الاسترخاء تحت الشمس، ولم أكن أعرف كيفية القفز بشكل سليم في المياه.
إذاً خاطرت بالمشاركة في البرنامج.
بل أردت أن أتحدى ذاتي. لذا بعد كل قفزة أقوم بها كنت أصفّق لنفسي، لأن مجرد القفز في المياه من علو شاهق لشخص يفتقد إلى مهارة في السباحة هو انجاز بحد ذاته. لا أنكر أنني ما زلت أعاني، لغاية اليوم، أوجاعاً في الظهر نتيجة القفزات المتتالية في المياه أثناء التدريبات.
ماذا أكسبك هذا البرنامج؟
حين أضع نفسي في موقف معين أذهب فيه إلى النهاية مهما كانت الصعوبات، ولا أقبل التراجع، وأصر على أن أكون من الأوائل.
صرحت أكثر من مرة بأن جديداً لك سيبصر النور قريباً إلا أن ذلك لم يتحقق بعد!
بصراحة، لا جديد لي في القريب العاجل في الأسواق، رغم وجود أغنيات جاهزة، لأن الوضع السياسي والأمني المتردي في بعض الدول العربية ولبنان أثر بشكل مباشر على الواقع الفني، ولا يشجعني على تقديم أي جديد، خشية ألا يأخذ حقه لدى الجمهور، فيذهب تعبي سدىً.
لكن يطرح النجوم أغنيات منفردة بين الحين والآخر، لماذا لا تعتمدين هذه الطريقة أيضاً؟
لأن الجمهور يكرّس معظم وقته لمتابعة النشرات الإخبارية والبرامج السياسية، لمعرفة ما الذي يجري من حوله ومحاولة تلمس مستقبله. وضع الناس سيئ، فمنهم من هو مهجّر ومنهم من لا يلقى لقمة عيش له ولأولاده… بالنسبة إلى النجوم الذي يطرحون أغنيات منفردة، فهم يدركون أن الوضع الفني اليوم يختلف عما كان عليه في السابق.
هل تخافين من الغياب فترة طويلة عن الساحة الفنية؟
أبدا، فأنا لست حديثة في الفن ولدي قاعدة جماهيرية أتواصل معها دائماً وتنتظر جديدي. حين أكون موجودة في مكان عام، سواء في لبنان أو في الدول العربية، يقترب مني الناس ويسألونني عن تحضيراتي، عندها أدرك أن جهدي في السنوات الماضية لم يذهب سدىً، وأن غيابي هو فترة ترقّب أعيشها كما يعيشها زملائي… وسط هموم الناس الكبيرة.
كيف تقيّمين مشاركة النجوم في لجان تحكيم برامج الهواة أو تقديم البرامج أو المشاركة في برامج ترفيهية؟
إنها دليل واضح على الواقع الفني السيئ، فهؤلاء يعرفون تماماً كيف يستثمرون صورتهم ويحافظون على حضورهم أمام الناس، باعتبار أن تقديم أي عمل فني في هذه الظروف لا فائدة منه ولن يأخذ حقه.
هل أنت متشائمة؟
أبداً، لا بد من أن يحل الفرح والسلام في المستقبل القريب، لكن التعب النفسي الذي أعيشه كما الناس كافة، يجعلني أتأسف على المرحلة الراهنة التي نمر بها وتؤثر سلباً على الفنان تماماً كما صاحب الشركة والموظف العادي…
هل في نيتك خوض مجال التمثيل، بعدما صرحت بأنه ليس بعيداً عنكِ؟
لمَ لا، لدي قدرات تمثيلية تؤهلني تقديم الدراما والكوميديا وغيرهما، لكني انتظر الفرصة المناسبة والعرض الذي يلبّي طموحاتي ويليق بشخصيتي.
هل ستتخلين عن الغناء؟
لا، إنما بعدما ثبتت قدميّ في الغناء، لا شيء يمنع خوض التمثيل، خصوصاً أنني أحبه.
هل تفضلين متابعة الدراما اللبنانية أم السورية أم المصرية؟
تلفتني الأعمال العربية المشتركة، إذ يشارك فيها ممثلون من لبنان وسورية ومصر ومن الخليج. هذا التنويع جميل ويقرب الشعوب العربية من بعضها البعض، ذلك أن مجتمعاتنا متداخلة وتعيش الهموم نفسها حتى لو اختلفت بعض التقاليد.
ماذا عن الحب في حياتك؟
لطالما كان موجوداً، لكن في الفترة الأخيرة أعيد حساباتي وأرفض التسرع بعواطفي، وأحرص على دراسة أي خطوة في هذا المجال بشكل دقيق.
هل ما زلت تبحثين عن الرجل الشرقي ولكن ليس عن {السي سيّد}؟
(تضحك) يهمني في الرجل أن تكون شخصيته قوية، ولكن مشكلتي مع الرجل الشرقي أنه يمتلك عقلية ذكورية يريد من خلالها فرض سلطته على المرأة، وكأنها ليست كياناً مستقلا ولديها شخصيتها وخياراتها. ليس الرجل من يفرض قيوداً على المرأة، إنما المرأة المحترمة تضع حدوداً لحريتها ولنفسها وعلى الرجل أن يعرف بدوره أين تقف حريته.
المصدر”الجريدة”
قم بكتابة اول تعليق