كشفت مصادر الحكومة المصرية، أمس، عن “وجود توقف في مجالات تعاون حيوي” مع قطر وليبيا والعراق “بسبب ظروف مختلفة”، وقالت إنها تمكنت من تعويض ذلك باتفاقات مع كل من السعودية والكويت والإمارات. وتتركز “مجالات التعاون” المشار إليها على قطاعي البترول والكهرباء.
ولعب هذان القطاعان دورا رئيسا في إثارة السخط الشعبي (بسبب شح الوقود وانقطاع الكهرباء) ضد حكم تنظيم الإخوان برئاسة الرئيس السابق محمد مرسي الذي جرى عزله في مطلع يوليو (تموز) الماضي.
وقال وزير البترول والثروة المعدنية المصري، شريف إسماعيل، في مؤتمر صحافي أمس، إن “قطر قدمت لمصر 5 شحنات غاز طبيعي”، لكنه أضاف: “لا توجد حاليا اتصالات مع الجانب القطري”، وأنه كانت توجد اتصالات مع العراق لاستيراد أربعة ملايين برميل بترول شهريا، ولكنها «توقفت بسبب عدم الاتفاق على فترات السماح الخاصة بسداد القيمة”، مشيرا إلى توقف مفاوضات أخرى كانت أجريت مع ليبيا لاستيراد مليون برميل شهريا، وذلك “بسبب الأوضاع الداخلية (غير المستقرة) في ليبيا”، و”انخفاض كميات الإنتاج الليبي”.
وأعلن الوزير أن السعودية والإمارات والكويت ملتزمة، منذ يوليو الماضي، بتوفير جميع احتياجات مصر البترولية حتى نهاية العام الحالي.
وأضاف: “نجري حاليا اتصالات معهم لبحث آفاق التعاون بعد ذلك”، مشيرا إلى أن بلاده تستورد مليوني برميل من الكويت شهريا من خلال اتفاقية عقدت في عام 2004.
وأصدر الرئيس المصري، عدلي منصور، قرارا جمهوريا أمس بالموافقة على مذكرة التفاهم في مجال الربط الكهربائي بين حكومتي مصر والسعودية، بعد أن كان قد جرى توقيعها بين البلدين في الرياض في يونيو (حزيران) الماضي.
وقالت مصادر في قطاع الكهرباء المصري، إن توقيع المذكرة يأتي في إطار تدعيم أواصر التعاون وتعزيز العلاقات الفنية والاقتصادية بين مصر والسعودية، ورغبة في توطيد العلاقات بين القاهرة والرياض، بعد أن ثبت للطرفين الجدوى الاقتصادية المرجوة من الربط الكهربائي بينهما، وما سيحققه الطرفان من فوائد في هذا الشأن.
وشهدت العلاقات بين مصر والسعودية تطورا كبيرا بعد أن أعلنت المملكة وقوفها إلى جانب الشعب المصري في تطلعه نحو الاستقرار والوسطية خلال ثورة 30 يونيو الماضي، كما قدمت السعودية دعما دبلوماسيا وماديا للقاهرة في أعقاب محاولات من بعض الدول الضغط على مصر وتهديدها بقطع المعونات والمساعدات.
وثمنت قطاعات مصرية شعبية ورسمية مواقف السعودية من خلال لقاءات وزيارات شهدتها سفارة المملكة في القاهرة، كان آخرها أمس حين تقدم مركز بحثي بالقاهرة بإهداء درع لخادم الحرمين الشريفين تقديرا لموقفه تجاه مصر.
وقالت المصادر المصرية إن مذكرة التفاهم تهدف إلى المشاركة في احتياطي قدرات التوليد بين الدولتين للاستخدام خلال أوقات الطوارئ والأعطال في شبكة أي من الدولتين، مما يقلل من فترات انقطاع الكهرباء وتبادل الطاقة (في حدود 3000 ميغاوات) نظرا لتفاوت أوقات ذروة الأحمال بالدولتين، مما سيؤدي إلى التشغيل الاقتصادي الأمثل لمحطات التوليد لكلتا الدولتين.
كما تهدف مذكرة التفاهم إلى إمكانية استيراد وتصدير الطاقة الكهربائية بين الدولتين والدول العربية الأخرى عن طريق خط الربط الكهربائي، خاصة خارج أوقات الذروة في الشتاء، بالإضافة إلى إمكانية استخدام خط الألياف الضوئية في تعزيز شبكات الاتصالات ونقل المعلومات بين الدولتين والدول المجاورة لها، مما سيزيد المردود الاقتصادي للمشروع.
وافتتح قطان أيضا المستشفى الميداني التابع لوزارة الدفاع بمدينة الإسماعيلية بمنطقة قناة السويس، وهو ثالث المستشفيات الميدانية الثلاثة التي أمر خادم الحرمين الشريفين بإرسالها لمصر.
وشهدت مراسم الافتتاح عزف السلامين الملكي السعودي والجمهوري المصري، بحضور قائد الجيش الثاني الميداني المصري اللواء أركان حرب أحمد وصفي ومحافظ الإسماعيلية اللواء أحمد القصاص.
وأكد السفير قطان عقب الافتتاح أن المستشفى الميداني الثالث التابع لوزارة الدفاع مجهز تجهيزا كاملا بأحدث ما وصلت إليه الأجهزة الطبية من إمكانيات.
جريدة الشرق الاوسط – السعودية
قم بكتابة اول تعليق