من المتوقع أن تجد متعة غاية في الإثارة عند ركوبك تلك الطائرة الجديدة التي أطلق عليها اسم “ديب فلايت”. وقام الشهر الماضي رجل الأعمال والملياردير الشهير، ديتريش ماتيشيتز، مالك فريق ريد بول لسباقات السيارات، بشراء واحدة من تلك الطائرات الجديدة بقيمة قدرها 1.7 مليون دولار، لينضم بذلك إلى رجل الأعمال الرأسمالي توماس بيركنز، الذي كان يمتلك من قبل اليخت الأكبر في العالم. وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني استأجر الطائرة لمدة 6 أسابيع مرافقا معه شخصيات محلية وتلاميذ مدارس. ولفتت صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن صاحب فكرة تلك النوعية الجديدة من الطائرات هو مهندس البحرية غراهام هوكس الذي يقيم في العاصمة البريطانية لندن.
طائرة بمثابة غواصة
ويطور هوكس في الأساس ما يصفها بالغواصات “العادية” التي تحتاجها صناعة النفط والغاز، وكذلك الجيش، قبل أن يدرك أن بوسعه تطوير تكنولوجيا الطيران تحت الماء. وتتزود طائرة “ديب فلايت” بأجنحة عرضها 8.8 قدم، ويمكنها الوصول إلى عمق قدره 1600 ميل، باستخدام حركة “الرفع النزولي”، بدلاً من النزول والصعود كالغواصات التقليدية. والمهارة الفعلية تكمن في القدرة على إبقاء الطائرة طافية بشكل إيجابي على الرغم من السير في الأعماق بسرعة تتراوح بين أربع إلى خمس عُقد. وإن حدث أي عطل بالمحركات، ستعود الطائرة لتطفو على السطح من تلقاء نفسها. كما نوه هوكس إلى عدم صدور أصوات مزعجة من تلك الطائرة، عكس كثير من الغواصات التقليدية، وهو ما يجعلها جاذبة للحياة البحرية وليست مخيفة لها.
تتسع لفردين
ورغم أن الموديل المتاح منها الآن لا يستوعب سوى فردين، إلا أن هوكس أوضح أن بمقدور المشترين المحتملين في المستقبل أن يطلبوا موديلات تستوعب ثلاثة أفراد.
ولمن لا يستطيعون شراء هذا النوع من الطائرات، يمكنهم تجربتها بقيمة قدرها 10 آلاف دولار في اليوم. وذكرت التلغراف أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني استأجرها لمدة 6 أسابيع ودعا كبار الشخصيات المحلية وتلاميذ المدارس لكي يستقلونها.
المخاطر لا بد منها
فيما تكلف برامج تدريب الطيارين 15 ألف دولار على مدار 3 أيام وهوكس هو من يقوم بإصدار الشهادات. وقال إنه يجد صعوبات وتحديات كبيرة على صعيد المساعي التي يقوم بها لتنظيم مسألة الطيران تحت الماء لكونها تمثل مشروعاً جديداً. كما تحدث هوكس عن المخاطر التي ربما يتم التعرض لها أثناء ركوب تلك الطائرة في أعماق البحار والمحيطات، مضيفاً ” قابلت ومعي ريتشارد برانسون خلال تجربتنا للطائرة ذات مرة العام الماضي سمكة قرش ضخمة بيضاء اللون وكانت زعنفتها على بعد بوصات من جناح الطائرة. واتضح أن هناك بعض المخاطر، وهو ما ناقشناه سوياً. فحين تفعل أشياء للمرة الأولى، فإنك لا تعلم ما الذي يمكنك توقعه”.
ولزيادة درجة الأمان، أمام تلك المخاطر المجهولة، تم تزويد الطائرة بأكياس غاز تمكنها من الصعود إلى السطح سريعاً بالإضافة لتوفيرها سبل الحياة على مدار 24 ساعة، رغم أن البطاريات التي تقوم بتشغيلها تمتلك طاقة يمكنها الاستمرار مدة 8 ساعات. هذا ويأمل هوكس أن يتم طرح تلك الطائرات عما قريب في المنتجعات الفاخرة.
قم بكتابة اول تعليق