توفي ظهر اليوم الاثنين، كبير حاخامات إسرائيل عوفاديا يوسف، الشهير بكره هستيري للعرب لازمه معظم حياته التي امتدت 93 سنة، وخلالها كان محرضاً عليهم إلى درجة دعا في إحدى المرات إلى إبادتهم قذفا بالصواريخ، وفي غيرها وصفهم بديدان ونمل وأفاع سامة وصراصير.
عوفاديا، مؤسس حزب “شاس” في 1984 وزعيمه الروحي، توفي بمستشفى “هداسا عين كارم” في القدس المحتلة، على حد ما بثته وسائل إعلام إسرائيلية كخبر بارز وعاجل، وهو مستشفى دخله 8 مرات هذا العام، بحسب مراجعة سريعة أجرتها “العربية.نت” لأرشيفه الصحي حديثا، لكن دخوله إليه قبل أسبوعين كان الأخير، حيث تدهورت حالته فربطوه بجهاز تنفس اصطناعي.
وسبق للمستشفى أن أصدر بيانات، ذكر في أهمها أن الأطباء “استخرجوا سوائل من رئتيه” لمعاناته من صعوبات بالتنفس، كما ومشاكل بالقلب والكليتين، وأنهم أخضعوه لغسيل كلى، فتحسنت حالته، لكنها عادت وتدهورت أمس الأحد، فأعادوه للتنفس الاصطناعي مجددا، مع تخدير عام، لكن الالتهاب برئتيه استفحل عليه، فقضى تاركا في الدنيا “ميراثا” من كراهية العرب فريدا، ومعه ترك معركة خلافته على الزعامة الروحية للحزب، بدأت حتى قبل رحيله بأيام.
وبوفاته ترك أيضا 9 أحياء من أصل 11 ابنا أنجبتهم زوجته التي اقترن بها في 1944 وتوفيت قبل 9 سنوات، وهي مارغاليت فتال، السورية الأصل من مدينة حلب. أما الأبناء فهم 5 ذكور جميعهم حاخامات، وأصغرهم “يتزاك” الذي انتخبوه في يوليو/تموز الماضي ككبير لحاخامات السفرديم لمدة 10 سنوات، إضافة الى 6 بنات تزوجن من حاخامات، ومن الجميع له 60 حفيدا.
اسمه “خادم الله” ولم يخدم إلا إسرائيل
وعوفاديا عراقي الأصل، سماه أبوه عبد الله تيمنا باسم جده، لكنه حين انتقل مع عائلته الى القدس بعد 4 سنوات من ولادته في 1920 ببغداد، قاموا بتغيير اسمه الى عوفاديا، ومعناه “خادم الله” بحسب ما طالعت “العربية.نت” في سيرته، إلا أنه لم يخدم أحدا في حياته سوى إسرائيل عبر تزعمه ليهودها الشرقيين، المعروفين بالسفرديم.
واشتهر عوفاديا بخطب دينية شعبية الطراز، كان يلقيها مساء كل سبت طوال ما يزيد على 40 سنة، فيحضرها أكثر من 1000 شخص، إضافة لآلاف يتابعونها في الداخل عبر قناة تلفزيونية مقتصرة على المشتركين بالتعليم الديني في إسرائيل، وتبث عبر الإنترنت الى دول في الخارج “حيث يتابعها أكثر من 50 ألفا” كما يزعمون.
معروف عنه أيضا أنه أقام سنتين بدءا من 1947 في القاهرة، فاشتغل معلما بالمدرسة الدينية اليهودية، ثم تولّى رئاسة “محكمة الحاخامية” في العاصمة المصرية، وبعد عودته الى إسرائيل قاموا بتعيينه عضوا بمحكمة الاستئناف اليهودية العليا في القدس المحتلة، ثم كبير حاخامات السفارديم في 1968 بتل أبيب، وبعدها في 1973 كبيراً لكل حاخامات إسرائيل، لكنه للعرب كان كبير الحاقدين، وله مواقف منهم غريبة عجيبة، اختارت “العربية.نت” أهمها في جردة سريعة:
“لا تشفقوا عليهم ويجب قصفهم بالصواريخ”
في مايو/أيار عام 2000 قال الحاخام أثناء إحدى “إرشادياته” الدينية “إن العرب صراصير وديدان ويجب قتلهم وإبادتهم جميعا” ووصفهم بأسوأ من الأفاعي السامة. وبعدها في أبريل/نيسان 2001 دعا لإبادة العرب “ومحوهم عن وجه البسيطة” في خطبة عشية عيد الفصح اليهودي تم بثها بالقمر الاصطناعي الى الخارج، ككل “إرشادية” يقيمها في الأسبوع.
ثم دعا الله في نهايتها بأن “ينتقم من العرب ويبيد ذريّتهم ويسحقهم ويخضعهم ويمحوهم عن وجه البسيطة” وأوصى أتباعه بالشدة معهم، وقال طبقا لما قرأت “العربية.نت” مما يمكن العثور عليه “أون لاين” بسهولة: “لا تشفقوا عليهم. يجب قصفهم بالصواريخ بكثافة وإبادتهم، فهم جاؤوا من اللعنة كأشرار ويتكاثرون في المدينة المقدسة كالنمل” كما قال.
وفي أغسطس/ آب 2004 شرح في خطبة بثتها المحطات الإسرائيلية “أن اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما يقتل ثعبانا أو دودة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فالتخلص من المسلمين طبيعي كالتخلص من الديدان تماما” على حد تعبيره.
حين حاول الفلسطينيون قتله قبل 8 سنوات
كذلك أعلن عوفاديا في 2010 عن تأييده لفتوى أطلقها ابنه الحاخام يوسيف، ونظيره عضو الكنيست السابق مناحم بورش، كما وحاخام مدينة صفد شموئيل إلياهو، بتحريم بيع أراض أو بيوت للعرب في الداخل المحتل “لأن بيع البيوت والأراضي للأغيار (غير اليهود) محرّم قطعيا، حتى لو دفعوا أموالا كثيرة، وكل من يفعل هو عدو لإسرائيل ولا يسمح له بالصلاة ولا المشاركة بالأدعية التوراتية” وفق ما ورد في الفتوى من شرح للحيثيات والموجبات.
وأورث الحاخام الراحل كرهه للعرب ونظرية “الترانسفير” التي اخترعها لابنه الأكبر الحاخام يعقوب، الذي توفي في أبريل/نيسان الماضي بالسرطان، لذلك اعتقلت الشرطة يعقوب بمنتصف 2011 لتحريضه على قتل العرب امتثالا لفتوى “توراة الملك” وهي لحاخام أباح قتل غير اليهود “حتى الأطفال منهم والرضع” وفقا لما كتب. لكن الشرطة أفرجت عنه بعد أقل من نصف ساعة.
ولم يكن التعصب “تنفيسا” ممتعة لشخصية عوفاديا، فبسببه استهدفه الفلسطينيون بالقتل في 2005 بخطة محكمة اطلعت “العربية.نت” على تفاصيلها مما ورد في وسائل إعلام متنوعة، لكنها تفككت وباءت بالفشل، لأن إسرائيل اكتشفتها قبل أن يقوم بتنفيذها 3 أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فاعتقلتهم وزجت بموسى درويش وداود هرماس ومحمد زعنون 12 و15 و17 سنة وراء القضبان، ولا زالوا إلى الآن يحلمون خلفها بالفرج.
قم بكتابة اول تعليق