تستضيف سلطنة بروناي دار السلام قمة دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في دورتها ال23 والقمم التابعة لها اليوم وسط تساؤلات عن إمكانية تحقيق (مجتمع آسيان 2015) الذي يطمح إلى تكامل اقتصادي وأمني موحد.
وتسعى دول الآسيان إلى إنشاء هذا المجتمع ضمن خططها واستراتيجيتها لتحقيق أهم أهداف الرابطة في التكامل الشامل لتكون دول الرابطة مجتمعا اقتصاديا وأمنيا على غرار الاتحاد الأوروبي إلا أنها تواجه تحديات أهمها الحاجة إلى تقييم الوقت المناسب لتنفيذ التدابير وتأثيرها وفاعليتها.
ولا توجد أية معالم عن مبادرات متقدمة لتعزيز مبادرة مجتمع آسيان 2015 حيث لم تزل بعض الدول تناقش وضع جدولة أعمالها في تنفيذ خطة تخفيض التعريفة الجمركية وتحرير التجارة في الخدمات وتحرير الاستثمار وتسهيل إجراءات الجمارك.
إلا أن من أهم مستجدات هذه القمة حسب ما ذكر في جدول أعمالها هو “ضم رؤساء الشركات وعامة الشعب إلى تلك النقاشات”.
وقال السفير الإندونيسي لدى سلطنة بروناي هاندريو كويومو بريو في تصريح لصحيفة (بروناي تايمز) أنه مؤمن بتقدم المحادثات في تحقيق (مجتمع آسيان 2015) رغم “أن هناك بعض الأشخاص وحتى الخبراء تحدثوا بنبرات متشائمة لتحقيق هذه الرؤية”.
وكان وزير التجارة الدولية والصناعة الماليزي مصطفى محمد ابدى في تصريح سابق ثقة بلاده بإمكانية تحقيق مجتمع آسيان بحلول عام 2015 مؤكدا أن بلاده قامت بتنفيذ 80 في المئة من الإجراءات والتدابير التي قررتها دول الأعضاء في سلسلة من الاجتماعات التي عقدت بهذا الشأن.
لكن بعض الدراسات الاستقصائية أشارت إلى أن العديد من الشركات في الإقليم لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة لم تستعد بالشكل المطلوب لتحقيق مجتمع آسيان.
وأكد بعض المحللين الاقتصاديين أن هذه الرؤية التي تسعى إلى جعل الكتلة سوقا واحدة ذات قاعدة إنتاجية موحدة ليصبح الإقليم من أقوى الاقتصادات المنافسة في العالم مع تنمية اقتصادية عادلة واندماج متكامل في الاقتصاد العالمي “لن تتحقق بحلول عام 2015”.
وحسب جدول الأعمال المتاح على موقع القمة الرسمي فإن أكثر من الفي موفد يمثلون دول الأعضاء والشركاء الاستراتيجيين سيناقشون العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والبيئية بهدف تعزير الاستقرار الأمني والازدهار الاقتصادي في الإقليم.
وستقدم القمة التي اتخذت من (شعبنا ومستقبلنا معا) شعارا لها عرضا لمراجعة تطبيقات خطط آسيان الاجتماعية والثقافية والتي أعلن عنها في عام 2009.
كما ستنظر القمة أيضا باعتماد إعلان مبادرة بشأن القضاء على العنف ضد المرأة والطفل وإنهاء بعض الأزمات وأهمها الضباب الدخاني وقضايا النزاع في بحر الصين الجنوبي وشبه الجزيرة الكورية والأزمة السورية.
ويتوقع حسب بيان صادر من وزارة الخارجية الماليزية أن يعلن قادة دول آسيان العديد من المبادرات الرئيسية خلال القمة وتشمل وثيقة (بندر سري بيقاوان) في رؤية مجتمع آسيان لما بعد مرحلة 2015.
كما سيعلن أثناء القمة العديد من المبادرات المشتركة تزامنا مع الذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية بين آسيان والصين وآسيان زائد ثلاثة ومبادرة خطة التعاون العملي للاعوام 2013-2017 وإعلان مؤتمر قمة شرق آسيا للتعاون في الأمن الغذائي.
وستقام إلى جانب القمة الرئيسية لآسيان في دورتها (قمة شرق آسيا) في دورتها ال8 و(قمة آسيان زائد ثلاثة) في دورتها ال16 والقمة ال11 لآسيان والهند والقمة ال5 لآسيان والأمم المتحدة وقمة آسيان واليابان في دورتها ال16 وقمة آسيان وجمهورية كوريا في دورتها ال16 وقمة آسيان والصين في دورتها ال16 والقمة الأولى لآسيان والولايات المتحدة والقمة الثلاثية بين سنغافورة وماليزيا واندونيسيا للتباحث في قضية الضباب الدخاني.
وتعتبر هذه القمة والقمم التابعة لها هي الثانية من نوعها بعد ترؤس بروناي للرابطة في مستهل هذا العام.
وستقوم بروناي بتسليم كرسي رئاسة الرابطة إلى رئيس ميانمار ثين سين الشهر القادم وذلك بعد أن شهدت دولته سلسلة من الإصلاحات التي قدمتها مؤخرا في سياستها الداخلية.
وتضم دول رابطة (آسيان) دول ماليزيا والفلبين وإندونيسيا وبروناي وتايلند وسنغافورة وميانمار وفيتنام ولاوس وكمبوديا اضافة الى انضمام شركاء استراتيجيين وهم الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وشركاء الحوار وهم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا ونيوزيلند.
يذكر أن رابطة (آسيان) جاءت من رحم الحرب الباردة في عام 1967 حيث كانت الشيوعية آنذاك تهدد الإقليم من الخارج وفي الداخل أخذت دول الإقليم في مواجهة تلك التحديات وخرجت بهذا التكتل الإقليمي الكبير الذي يعد إلى حد ما من أنجح التكتلات الإقليمية للدول النامية.
قم بكتابة اول تعليق